البودكاست.. موضة عصر أم محتوى مؤثر فى المجتمع؟

شهدت صناعة البودكاست، مؤخرًا انتشارًا واسعًا فى عدد من القنوات الفضائية، والتليفزيون المصري، ومواقع التواصل الاجتماعى، ويبدو أن ذلك سيكون سببًا فى تغيير خريطة القنوات الفترة المقبلة، بعدما أصبح منافسًا قويًا للبرامج التليفزيونية والإذاعية، إذ يتميز بخصائص عدة منها سرعة الإيقاع ومحتواه المتنوع وقلة تكلفته.
قال الإعلامى محمد عبده، مقدم بودكاست «كلام فى الثقافة»، الذي يعرض على قناة «الوثائقية» الفترة الحالية، «إن تجربة البودكاست بالنسبة له جديدة ومختلفة، إذ أنه يقدم خلالها رحلة توثيقية مع كبار المبدعين والمثقفين والفنانين، يكشف من خلالها رحلتهم ومشوارهم وأهم المحطات فى حياتهم.وأضاف «عبده»، إن أى بودكاست يقدم يكون مرتبطًا بالمضمون الفنى و«اللايت» بشكل أكبر من السياسة، لافتًا إلى أنه حينما شاهد تلك النوعية من البرامج خارج مصر، فوجئ مثلاً بـ«بودكاست عن الفلسفة».وعن رأيه فى منافسة البودكاست للبرامج، علق قائلًا: «ينافس بشدة برامج التوك شو، لأن التعرض له أصبح بكثرة ولم يعد أحد حاليًا يشاهد برامج «التوك شو» كاملة لمدة ساعتين، وإنما مقاطع قصيرة منها على مواقع التواصل الاجتماعى مثل فيس بوك ويوتيوب»، لافتًا إلى أن البودكاست له إيقاع مختلف يعتمد على الحكى أكثر ويوصل الرسالة بشكل أسرع، لأنه يجارى العصر، وله منافذ عرض أكثر ووسائل تقديم متعددة، مثل المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعى وشاشات التليفزيون.وأكد «عبده»، أن انتشار «البودكاست» ظاهرة صحية، لأننا نحتاج منافذ كثيرة للإعلام، وأن نرى مضمونًا مختلفًا سواء كان منوعات أو سياسة أو ثقافة، مشيرًا إلى أنه يقدم مضمونًا متنوعًا فى «كلام فى الثقافة»، وهناك شباب يحبون الاستماع إلى هذه الموضوعات عن الرواية والأدب والتاريخ.وأوضح «الإعلامى»، أن أى برنامج أو بودكاست لا يجب أن يخلو من المضمون الثقافى، معربًا عن انزعاجه من فكرة تقديم بودكاست لمجرد الترفيه والتهريج، لأنه يجب أن يكون بجانب الترفية عرض معلومات جديدة تفيد المتلقى، مشيرًا إلى أن البودكاست حاليًا أصبح موضة كل من لديه فكرة يقدمها، لكن فى النهاية المضمون المحترم هو الذي سيبقى ويفرض نفسه.وكشف «عبده»، عن استضافته خلال بودكاست «كلام فى الثقافة»، عددًا كبيرًا من المثقفين، مثل الكاتب الكبير عادل حمودة، والروائى إبراهيم عبدالمجيد، والمخرج محمد فاضل، والدكتور عماد أبوغازى، وزير الثقافة الأسبق، وغيرهم، لافتًا إلى أنه يعتمد خلاله على توثيق محطات شخصية وعملية فى حياة الضيف.وتابع: «أنه قدم برامج ثقافية كثيرة فى بدايته حينما تخرج فى الجامعة، إذ أنه عمل فى قناة النيل الثقافية لسنوات، وانتقل إلى قناة «on tv» ليقدم برنامج صباح on، ثم القناة الأولى، إلى أن عاد إلى المساحة الأقرب إلى قلبه، المتمثلة فى المضمون الثقافى من خلال “كلام فى الثقافة».وشدد «عبده»، على أن المضمون الثقافى والفنى أكثر قربًا للشخصية المصرية، أما السياسة فهى تتغير باستمرار، والمثقفون لهم رؤية مهمة فى المجتمع، وسنرى من خلال حلقات برنامجه مبدعين تنبأوا بأشياء حدثت فى المجتمع.من جانبها قالت الطفلة ريما مصطفى، مقدمة بودكاست «بداية جديدة» على القناة الأولى: «إنها تحمست كثيرًا لتقديم «البودكاست»، لأنها حققت جميع أحلامها بأن تصبح مذيعة لأول مرة، بجانب عملها فى التمثيل»، مضيفة: “إنها سعيدة بالفكرة، وأول حلقة كانت متوترة قليلًا، إلا أن بعد تقديمها للحلقة زال التوتر، لافتة إلى أنه قبل كل حلقة تجلس مع المخرج والإعداد لقراءة الأسئلة، ومراجعة أى تعديلات تحدث عليها سواء بالإضافة أو الحذف. وأشارت «ريما»، إلى أن أكثر لقاء أحبته كان مع الفنانة إيمان العاصى والمطرب هشام عباس، موضحة أن كل الضيوف كانوا سعداء بأسئلتها، كما أن أجواء البرنامج كانت رائعة لأنها وزملاءها “سيليا وأدم” على معرفة سابقة ببعض قبل عمل البودكاست، مما زاد الأمر سهولة فى تقديم البرنامج.وكشفت «ريما»، عن انتهاء الموسم الأول من البودكاست، معبرة عن أمنيتها فى وجود موسم ثانٍ، مؤكدة أن تقديمها لـ«بودكاست» لم يعطلها عن الدراسة، خاصة أن مدة تصوير الحلقات كانت قصيرة، كما أن والدتها تدعمها كثيرًا. أمانى محمود أما الطفل آدم وهدان مقدم بودكاست «بداية»، فعبر عن سعادته بالبرنامج، موضحًا أنها تجربة جديدة بالنسبة له أن يكون مذيعًا لأول مرة، مشيرًا إلى أن «البودكاست» يكون على الهواء «لايف»، والكلام يخرج تلقائيًا وبشكل ارتجالى إلى جانب الأسئلة المعدة سابقًا، وليس كالتمثيل مشاهد محددة محفوظة، ولا يوجد فيه اختيار لإعادة المشهد.وتابع «وهدان»: إنه يقرأ عن الضيف قبل كل حلقة، واثناء التقديم يركز فى كلام الضيف لكى يسأل أسئلة آخرى، بعيدًا عن الأسئلة المعدة مسبقًا، لافتًا إلى أن أى سؤال لم يستوعبه كان يستفسر من الإعداد عنه، وإذا واجهه أى مصطلح من الضيف لم يفهمه كان يسأله عنه ليبسط له الكلام، كاشفًا عن أكثر لقاء أحبه وكان حلمًا ينتظره، وهو لقاؤه مع الدكتور مجدى يعقوب، الذي يعرفه من خلال قراءته عنه فى دراسته.وكشف «الطفل أدم»، عن تلقيه ردود فعل قوية من أصدقائه عن البرنامج، والذي أضاف له الكثير، موضحًا أنه يحب تقديم تجارب جديدة ومتنوعة سواء برنامجًا أو من خلال مشاركته مؤخرًا فى كرتون بصوته لإحدى الشخصيات به، إلى جانب عمله كممثل والذي يحبه كثيرًا أيضًا، معربًا عن أمنيته فى تقديم برنامج مقالب، لتعلقه الشديد بها، خاصة أنه يتابع دائمًا برنامج رامز جلال.من جهتها قالت الإعلامية الدكتورة أمانى محمود، الاستاذ بكلية إعلام جامعة السويس، والمذيعة فى التلبفزيون المصري: «إن البودكاست إضافة فى عالم الإعلام يقرب بين الضيف والجمهور، ويعد شكلًا جديدًا ولطيفًا»، لافتة إلى أن البودكاست يجمع بين الشكل الإذاعى من خلال وضع الميكرفون أمام المذيع والضيف، والشكل التليفزيونى لأن حلقاته مصورة وتعرض على الشاشات.وأكدت «محمود»، أنه من ضمن مميزاته قلة تكلفته، فلا يتطلب استديو كبيرًا وكاميرات ولا يحتاج ميزانية كبيرة، فهو شكل جديد سهل لا يحتاج سوى كاميرا موبايل وضيف واحد، مشيرة إلى أنها تفكر فى تقديم «بودكاست» يكون فى إطار سياسى مبسط، تقدم خلاله موضوعات ومصطلحات سياسية بشكل أكثر تفسيرًا للجمهور.وشددت استاذة الإعلام،على أن البودكاست إذا كان له خطورة ستكون بسبب مقدميه عبر الإنترنت من الأشخاص المجهولين الذين انتشروا على قنوات اليوتيوب وبرامج بودكاست عبر السوشيال ميديا، لافتة إلى أن المطلوب منا كإعلاميين هو تقديم الرسائل الهادفة، خاصة أن الجمهور أصبح أكثر وعيًا وقدرة على الانتقاء، فهو يختار المحتوى الذي يريده ويضيف له.يذكر أن، القناة الأولى تقدم بودكاست «بداية جديدة»، وقناة الوثائقية الفضائية تقدم «كلام فى الثقافة» للإعلامى محمد عبده، وقناة نايل لايف تعرض «بودكاست 80 90» ويقدمه الإعلامى محمد التوبجى خلال شهر مايو المقبل، فيما تقدم قناة MBC «بودكاست عروس بيروت»، كما قدمت مؤخرًا بودكاست «بيج تايم» للإعلامى عمرو أديب، فيما يقدم الإعلامى رامى رضوان حاليًا بودكاست «اللعب مع الكبار» على مواقع التواصل الاجتماعى.