مجمع البحوث الإسلامية يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “الأزهر ودور المصلحين”

مجمع البحوث الإسلامية يشارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “الأزهر ودور المصلحين”

شارك مجمع البحوث الإسلامية في فعاليات مؤتمر الأزهر الشريف، الذي تنظمه كلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين تحت عنوان “الأزهر وصناعة المصلحين”، بحضور كوكبة من كبار العلماء والقيادات، وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، وفضيلة الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والأستاذ الدكتور أحمد معبد عضو هيئة كبار العلماء.

وسلط المؤتمر الضوء على الدور المحوري الذي يضطلع به العلماء ومؤسسة الأزهر في تشكيل الوعي وبناء الإنسان، وذلك من خلال مشاركة علمية واسعة من باحثين يمثلون مختلف دول العالم الإسلامي.  وألقى الدكتور حسن يحيى الأمين المساعد للجنة العليا للدعوة بالمجمع كلمة نيابة عن الأمين العام للمجمع الدكتور محمد الجندي، تناول فيها نموذج الإمام المربي الشيخ صالح الجعفري، أحد رموز الأزهر الشريف، باعتباره مصلحا ومربيا اهتم ببناء الإنسان من الداخل، جامعًا بين الإصلاح السلوكي والتربوي والروحي في منهج متكامل.  وقال “إن الإمام الجعفري أولى الجانب الأخلاقي والسلوكي عناية فائقة، فركز على مراتب النفس الإنسانية، محذرًا من غواية النفس الأمارة، وداعيًا إلى مجاهدتها والارتقاء بها حتى تبلغ مقام النفس الكاملة.. كما أبرزت الورقة أن منهجه الإصلاحي لم يكن نظريًا فحسب، بل تمثل عمليا في سيرته وسلوكه، فكان داعيةً بمحبة، ومربيًا بسمته، ومصلحا بقدوته”. وأكد أن استلهام فكر الشيخ الجعفري في هذا السياق هو امتداد طبيعي لرسالة الأزهر في نشر الوسطية والاعتدال، وبناء الوعي، وتزكية النفس، مؤكدا أن الأزهر سيظل منارة للإصلاح الشامل، يبدأ من الفرد ويتسع ليشمل المجتمع بأسره.  وأضاف: أن الإمام الجعفري يرى أن الأزهر هو الحصن المنيع لحماية هوية الأمة وتراثها الديني والعلمي، ففيه تُدرس المذاهب الأربعة، وتُروى كتب الحديث، وتُحفظ علوم اللغة والتفسير، وشدد على أن هذا الصرح لا يُخرج عالماً فحسب، بل سفيراً للهداية والتنوير في الأرض، فهو مركز إشعاع عالمي يحمل ميراث النبوة، ويحمي الأمة من الضلال والفساد.. وفي كلماته المؤثرة، وصف الأزهر بأنه “قوي الحجة، لا يظلم إذا أظلم الكون”. وأكد أن العلماء الأزهريين لا ينطقون إلا بحكمة، ولا يفتون إلا بعلم، ويأخذون علمهم بالسند المتصل إلى النبي (ﷺ)، فعباراتهم، كما يصفها، “تفصل الخطاب وتملك أعناق المعاني، وتبارى شهب الظلام ونوابغ الحكم”.  يأتي انعقاد المؤتمر في إطار جهود الأزهر الشريف لتعزيز دوره الريادي في صناعة المصلحين والدعاة المؤثرين القادرين على التعامل الواعي مع متغيرات الواقع وتحدياته، انطلاقًا من تراث علمي وروحي عريق تمثله شخصيات رائدة، كالإمام الجعفري، وسواه من أعلام الإصلاح والفكر.