مستريح والتاريخ!

مستريح والتاريخ!

مرة أخرى تظهر على السطح عمليات  نصب “مستريح”، في أشكال متعددة، منها النصب غير  المباشر بحجة تقديم خدمة وهمية وغير متواجدة من الأساس لجمع أموال الناس، ومنهم أيضا حالات النصب بسرقة تراث فني ينسب إلى أصحابه فقط وذويهم ولا يحق لأحد اقتباسه بالقوة وتجاهل أصحابه. 

وفي البداية تأتي من جديد عملية النصب استغلالا للحالة الاقتصادية للمواطنين، بحجة جمع الأموال مقابل توظيفها واستثمارها وتحقيق عائد شهرى يصرف للضحايا.وبالفعل نجحت  سيدة بالنصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم بزعم استثمارها وتوظيفها لهم في مجال الاستثمار العقاري بحجة أنه مجال يحقق أرباح مضمونة، وتلقت مبالغ مالية منهم، بقصد توظيفها لهم مقابل حصولهم على أرباح شهرية قدرها 3% من قيمة رأس المال.وكانت من الطبيعي أن تقوم بصرف أرباح لعدة شهور فقط لجمع أكبر قدر من الأموال، لتتوقف بعد ذلك عن سداد أي أرباح، كما رفضت رد أصل المبالغ المالية المستولى عليها بالمخالفة للقانون. ورغم أنه تم ضبطها واتهامها بالنصب والاحتيال على المواطنين ويتم محاكمتها، لكن بطبيعة الحال ضاعت أموال الضحايا، الذين انساقوا وراء سراب أرباح وهمية دون العظة من الدورس السابقة.ومن ناحية أخرى يأتي مستريح “السيارات”، من خلال مقر فخم وشيك جدا للشركة وهو معرض للسيارات الفارهة لاستقبال العملاء فيه، ومنصة رقمية تبث رسائلها الترويجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار “استورد عربيتك بنفسك”، والأكثر من ذلك المنصب الذي كان يشغله وهو رئيس لجنة المستوردين بشعبة السيارات بغرفة القاهرة التجارية في ذلك الوقت.وبطبيعة الحال أقنع صاحب الشركة والمسؤول عن تلك الإعلانات، ضحاياه بقدرته على توفير السيارات التي يرغبون في شرائها من بلد المنشأ مباشرة. و كان لا بد إقناع ضحاياه بتاريخ شركته العريق في ذلك المجال، من خلال زعم بأنها تمتلك خبرة أوروبية تمتد لخمسة عشر عامًا، وقدّمت خدماتها  لأكثر من 10 آلاف عميل.لتظهر حقيقة نصب ذلك المروج  المستورد، حيث جمع ما يزيد على حوالي 2 مليار جنيه، من خلال تجميع مقدمات استيراد السيارات مقابل إعطاء كل عميل شيك بقيمة ما سدده من مبالغ، وتحديد مواعيد وهمية لاستلام كل عميل سيارته. وعندما جاء وقت استلام السيارات من مختلف الضحايا الحاجزين، تهرب صاحب الشركة بحجج واهية أن هناك مشاكل في الاستيراد، وكانت الكارثة أن الشيكات التي حصل عليها العملاء بدون رصيد، واستمر النصب بالوعود بأن الأموال ستُعاد، لكن ليست بنفس الطريقة، بل سيتم جدولتها على دفعات، لتكون مقدمة لاكتمال عملية النصب بإغلاق مفاجئ  للمعرض الشيك، ولم يعد له وجود هو وصاحبه الذي سافر هاربا  للخارج.في الواقع في كثير من حالات النصب ألوم الضحايا، ولكن في حالة مستريح السيارات ألوم الغرفة التجارية التي شغل فيها ذلك المنصب، دون إجراء تحريات عنه،   مما جعل الضحايا يثقون فيه وشركته ويطمئنون للتعامل معه.ثم يأتي شكل جديد من النصب وبدأ في الانتشار، وهو سرقة بطبيعة الحال، في صورة استغلال أسماء وصور عدد من نجوم الفن الجميل الراحلين، والذين يمثلون تراثا فنيا أصيلا، وذلك داخل الإعلانات دون الرجوع إلى ذويهم، والأكثر من ذلك ظهورهم في تلك الإعلانات بطريقة تسيء لهم. وذلك ما كشفه المحامي ماضي الدقن، رئيس الجمعية المصرية لأبناء فناني مصر، وهو أيضا نجل الفنان المصري الراحل توفيق الدقن، عندما تقدم ببلاغ للنائب العام المصري، ضد إحدى الشركات التجارية التي استخدمت اسم وصور والده، في إعلان تجاري بصورة تسيء له. كما لاحظ أعضاء جمعية أبناء فناني مصر، وجود اعتداءات متكررة من أحد منتجي السلع الاستهلاكية على نجوم الفن الراحلين، وقاموا دون سند من القانون بالاعتداء على الحقوق المالية والأدبية لبعض الفنانين، وقاموا بتجسيد شخصيات لعظماء الفن باستخدام تقنيات فنية حديثة، دون موافقة ذويهم أو تصريح من تلك الجمعية، مما يعني نصبا واحتيالا على حقوق أبناء وورثة الفنانين. ألستم تتفقون معي، أن حالات النصب والاحتيال أصبحت تتخذ أشكالا متعددة ومختلفة، بغرض التربح والكسب غير المشروع دون النظر إلى الخسائر التي تلحق بالضحايا، مما يتطلب التأني قبل الوقوع في شباك هؤلاء النصابين ممن يستحلون تعب وشقى المواطن دون رحمة أو شفقة.