عاجل.. توافق ليبي على التخلص من “نيرون طرابلس”

عاجل.. توافق ليبي على التخلص من “نيرون طرابلس”

شهدت العاصمة الليبية طرابلس تصعيدًا خطيرًا في الأحداث الميدانية، عقب اندلاع اشتباكات عنيفة منذ مساء الثلاثاء بين قوات اللواء 444 التابع لحكومة الوحدة الوطنية، وقوات جهاز الردع التابعة للمجلس الرئاسي، ما أسفر عن سقوط قذائف على مناطق حيوية وسط المدينة، واندلاع حريق كبير في مجمع أبراج “ذات العماد” الإداري والتجاري، دون تأكيدات رسمية حول عدد الإصابات حتى الآن.

  

اقتتال مؤلم بين الإخوة في طرابلس

 أعرب مجلس النواب اليوم الأربعاء، عن بالغ الأسى لما تشهده العاصمة طرابلس من اقتتال مؤلم بين الإخوة، وما يترتب عليه من سقوط ضحايا مدنيين واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، محمّلًا حكومة الوحدة الوطنية المسؤولية الكاملة عن تفاقم الأوضاع. وأكد المجلس، في بيان رسمي، أن ما يجري يعكس “رعونة” في التعامل مع قضايا الوطن، ويهدد ما وصفه بـ”آخر بصيص أمل” لإنهاء جمود العملية السياسية وتوحيد مؤسسات الدولة. وأشار مجلس النواب إلى أن هذه التطورات الدامية تأتي في وقت توافق فيه الليبيون، بدعم دولي، على تشكيل حكومة موحدة جديدة لإدارة البلاد، غير أن تمسك حكومة الوحدة بالسلطة – رغم سحب الثقة منها – ساهم، في إطالة أمد الفوضى والانقسام. وحذّر المجلس من أن تجاهل التوافق الوطني لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار والانقسام، مطالبًا المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة بالتحرك الجاد لسحب الاعتراف بحكومة الوحدة، ودعم جهود تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد نحو الانتخابات وتُنهي الانقسام المؤسسي. 

اشتباكات طرابلس

 كما دعا المجلس إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لتمكين الجهات المختصة من أداء مهامها في الإنقاذ والإسعاف، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين وتحييد المرافق الحيوية. وطالب مجلس النواب المجلس الأعلى للدولة بالتواصل والتنسيق العاجل من أجل تشكيل حكومة موحدة كأولوية وطنية ملحة، تسهم في تهدئة الأوضاع وتحقيق الأمن والاستقرار في عموم البلاد.وفي خضم هذا التصعيد، وصف رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بـ”نيرون طرابلس”، في إشارة إلى الإمبراطور الروماني نيرون المتهم بإحراق روما سنة 64 ميلادية، في تعبير واضح عن تحميله المسؤولية عن تدهور الوضع الأمني في العاصمة. أصدر المجلس الأعلى للدولة بيانًا حمّل فيه حكومة الوحدة الوطنية المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عما يحدث في طرابلس، منتقدًا ما وصفه بـ”القرارات العبثية والتخبط السياسي” الذي أدى إلى إشعال فتيل الصراع.ودعا المجلس إلى وقف فوري لإطلاق النار، حفاظًا على أرواح المدنيين والنسيج الاجتماعي، مطالبًا المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش، باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الاشتباكات بدلاً من الاكتفاء بالبيانات.كما دعا المجلس الأعلى للدولة مجلس النواب إلى البدء الفوري في تشكيل حكومة جديدة موحدة، بالتنسيق مع المجلس الأعلى، للخروج من حالة الفوضى وإنقاذ البلاد من شبح الحرب والانقسام.