غزة: أرض فلسطينية

غزة: أرض فلسطينية

حالة الارتباك السياسى داخل الحكومة الإسرائيلية عقب توتر العلاقات بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، جعلت الإدارة الأمريكية تدخل فى تواصل مباشر مع قيادات حماس للإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر، وعقب الإفراج عن الأسير الذي يحمل الجنسية الأمريكية وصف ترامب، تلك الخطوة ببادرة “حسن نية” تجاه الولايات المتحدة، وجاء ذلك بالتزامن مع تردد أنباء بوجود مشاورات رفيعة تركزت حول إنشاء حكومة انتقالية برئاسة مسؤول أمريكي، تتولى إدارة شؤون غزة، إلى حين نزع سلاح القطاع، وتحقيق الاستقرار فيه، وظهور إدارة فلسطينية قابلة للاستمرار.

بدوره أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، رفض السلطة الفلسطينية أى تصريح يتعلق بقطاع غزة يتضمن تهجيرًا أو تدخلات خارجية، مؤكدًا أن إدارة القطاع لا بد أن تكون بين أيدى السلطة الفلسطينية.وتابع «عضو اللجنة التنفيذية»: طرح مثل هذه الأفكار والمقترحات هدفها الوحيد السيطرة على غزة بشكل قانونى ومرتب، بل يعتبر نوعًا جديدًا من أنواع الاستعمار الحديث الذي يخدم الاحتلال الإسرائيلى ويسعى لحماية أمنه، بينما تظن الإدارة الأمريكية أن بإمكانها فرض هذا السيناريو على أرض الواقع، وهو أمر مرفوض ولن يُكتب له النجاح.وأضاف أبويوسف، أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية المحتلة، ولا يمكن القبول بأى إدارة منفصلة له، لأن ذلك يخدم خطة الاحتلال لفصل القطاع عن الضفة الغربية، بما يمنع إقامة دولة فلسطينية موحدة ذات سيادة على كامل الأراضى المحتلة، بما فيها القدس الشرقية عاصمة لها.ولفت عضو منظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن ما يتعرض له قطاع غزة حاليًا هو حرب إبادة حقيقية، خلفت حتى الآن ما يقرب من 200 ألف شهيد وجريح ومفقود، وسط دمار واسع يطال كل مظاهر الحياة الإنسانية، مشيرًا إلى أن سياسة الحصار والتجويع ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية والإنسانية، فاقمت الكارثة، خاصة منذ بداية شهر مارس الماضي، حيث لم يتم إدخال أى مساعدات إلى أكثر من مليونين ومئتى ألف مواطن فلسطينى محاصرين فى غزة.وقال معتز أحمدين سفير مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الإدارة الأمريكية على علم برفض «نتنياهو» أى اتفاق لا يلبى شروطه، لكنها عازمة على المضى قدما ولو كلف ذلك غضب الحكومة الإسرائيلي ، موضحًا أن تولى الإدارة الأمريكية التفاوض مع حماس وسرعة الاستجابة أكبر دليل على أن المشكلة الحقيقية تكمن فى نتنياهو والحكومة الإسرائيلية، فى الوقت الذي يريد فيه “ترامب”، أن يثبت للعالم أجمع استقلاله عن الحكومة الإسرائيلية، والبعد عن الضغوط الإسرائيلية، واستعداده لتحدى موقف نتنياهو إذا اقتضت مصلحة الولايات المتحدة ذلك.وتابع أحمدين: «الحديث عن مقترحات جديدة بوساطة أمريكية، أقل تشددا من الطرح الإسرائيلي، من شأنه أن يهدد مستقبل حكومة نتنياهو التي كانت قد واجهت انقسامات وانسحابات بعد اتفاقات سابقة”. وأضاف أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: بهذا المقترح لن يتم تحقيق أى تقدم، حيث لم يتم الاتفاق على جدول زمني محدد، كما لم تتم الإجابة عن أسئلة مهمة، مثل المدة التي سوف تستمر فيها الإدارة المؤقتة بقيادة الولايات المتحدة، مؤكدًا أن أى قرار يتم اتخاذه سيتأثر حتما بالوضع على الأرض واستمرار الحرب.وتابع الرقب: «هناك علامات استفهام حول كيفية إدارة القطاع والمقترح الأمريكى والذي بالطبع تم مناقشته مع الجانب الإسرائيلي، فى الوقت الذي أعلن فيه نتنياهو، أن الإفراج عن عيدان ألكسندر دون مقابل بات ممكنا بفضل السياسة الصارمة التي قُدناها بدعم من الرئيس دونالد ترامب وبفضل الضغط العسكرى على حماس، موضحًا أن إسرائيل لم تلتزم بأى وقف لإطلاق النار أو إطلاق سراح أسرى بل فقط بممر آمن يتيح إطلاق سراح عيدان».