العالم يتنفس الصعداء: تحسن في الروابط التجارية

التقط العالم أنفاسه إثر إعلان الولايات المتحدة والصين التوصل لهدنة بينهما فى حرب التعريفات الجمركية المستعرة بين البلدين، فقد اتفق الطرفان على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة بمقدار115 %، لمدة 90 يوماً أى تعليق الرسوم التجارية الانتقامية بينهما.
وصرّح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، عقب محادثاته مع مسؤولين صينيين فى مدينة جنيف بسويسرا، بأن الجانبين اتفقا على “تعليق مؤقت” للرسوم الحالية لمدة 90 يوماً.وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن قرار أكبر اقتصادين فى العالم يمثل انفراجة كبيرة فى العلاقات التجارية، يُعيد ضبط النبرة بين البلدين من صراع صريح إلى شراكة بناءة.ويهدف الاتفاق، الذي يُمثل نقطة تحول فى التوترات التجارية المستمرة بين البلدين، إلى تخفيف حالة عدم اليقين الاقتصادى العالمى واستعادة الثقة فى الأسواق الدولية.يذكر أن الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تصاعدت أبريل الماضى بعد أن أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية شاملة على جميع الواردات الأمريكية من جميع دول العالم، فى ما وصفه بـ «يوم التحرير» تنفيذًا لمبدأ المعاملة بالمثل خضع بسببها حوالى 60 شريكاً تجارياً – وصفهم البيت الأبيض بأنهم «أسوأ المخالفين» – لرسوم أعلى من غيرهم، بما فى ذلك الصين، والتي ردت بسلسلة من الإجراءات الانتقامية أدت لفرض الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 145% على الواردات الصينية، بينما فرضت بكين رسوماً بنسبة 125% على بعض السلع الأمريكية.وبموجب الاتفاق الجديد، علّقت الولايات المتحدة والصين جميع الرسوم الجمركية باستثناء 10% منها لمدة 90 يوماً، ما يؤدى لخفض الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية إلى 30%، بينما تنخفض الرسوم الصينية على الواردات الأمريكية إلى 10%. وما تزال الإجراءات الأمريكية تتضمن رسوماً إضافية بنسبة 20% تهدف إلى ممارسة الضغط على بكين لبذل المزيد من الجهود للحد من التجارة غير المشروعة فى عقار الفنتانيل المخدّر القويّ.وأدت أنباء الاتفاقية إلى انتعاش الأسواق المالية، حيث أغلق مؤشر هانج سنج فى هونج كونج مرتفعاً بنسبة 3%، بينما ارتفع مؤشر شنجهاى 0.8% قبل إعلان تفاصيل الصفقة، كما ارتفعت الأسهم الأوروبية، وتشير التوقعات إلى ارتفاع الأسواق الأمريكية الرئيسية بنسبة 2-3%، واستفادت شركات الشحن من الصفقة، حيث قفز سهم «ميرسك» الدنماركية أكثر من 12% و«هاباج لويد» الألمانية 14%. ومن المتوقع أن يخفف هذا الاتفاق من الضغوط التضخمية التي نتجت عن الحرب التجارية، والتي كانت قد رفعت أسعار المستهلكين بنسبة تصل إلى 1.8% فى الولايات المتحدة.كما أن الاتفاق قد يساهم فى تجنب الركود الاقتصادى الذي كان يلوح فى الأفق نتيجة للتصعيد التجاري، حيث توقعت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) أن تؤدى زيادة التعريفات إلى خفض الناتج المحلى الإجمالى العالمى بنسبة 0.5 نقطة مئوية فى عام 2025.