قمة بغداد: الدول العربية تتجمع حول «مائدة النقاش»

قمة بغداد: الدول العربية تتجمع حول «مائدة النقاش»

تتجه الأنظار إلى العاصمة العراقية بغداد، التي تستعد لاستضافة الدورة 34 من اجتماع القمة العربية تحت شعار «حوار وتضامن وتنمية»، فى ظل مناخ إقليمى ودولى شديد التعقيد، مع أزمات سياسية وأمنية غير مسبوقة تشهدها دول عربية، وتصاعد التوتر فى الشرق الأوسط، إذ تتجسد أهمية هذه القمة ليس فقط من خلال جدول أعمالها، لكن بقدرتها على خلق مسار جديد للعمل العربى المشترك.

وتأتى القمة فى لحظة حرجة، تشهد فيها الساحة الدولية محادثات بين الولايات المتحدة وإيران، وفى المنطقة العربية، الحرب على غزة واليمن، والتوتر فى السودان والجنوب اللبنانى، واحتلال المناطق فى سوريا، وفى ظل كل هذه التحديات والانقسامات السياسية واختلاف الرؤى تجاه هذه الملفات، تقف القمة العربية وبغداد أمام اختبار حقيقى: هل ستنجح فى حوار عربى أكثر مسؤولية اتجاه هذه التحديات. من جانبه، أكد السفير رخا أحمد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة العربية تُعقد فى ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة من عدة نواحٍ، سواء فى الأزمات المزمنة مثل الأزمة الليبية واليمنية والسورية والحرب فى السودان والموقف المتوتر فى لبنان والعراق، إلى جانب أن هذه القمة تعقد بعد زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وبعد قمة دول مجلس التعاون الخليجى، لذلك أرى أن ظروف القمة متشابكة وصعبة.وتابع:» كل هذه الأزمات ستكون مطروحة على مائدة القمة، وستتم مناقشتها وكيفية الإسهام فيها، وكيفية وقفها، لأنها استنزاف للموارد الطبيعية والبشرية وإضعاف للقوة العربية، وهناك تحدٍ من جانب إسرائيل لا تريد أن تعيش فى سلام، ولا تريد أن تعترف بحق الشعب الفلسطينى، وتسعى بكل الوسائل لتصفية القضية الفلسطينية، التي ستكون فى مقدمة جدول الأعمال، باعتبارها قضية العرب وستبحث الوضع المأساوى فى قطاع غزة».ولفت «رخا»، إلى أن القمة ستتناول الأزمات العربية مثل ما يحدث فى السودان من صراع وکیفية مساعدة سوريا فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى، وتمادى إسرائيل فى انتهاك سيادة واستقلال سوريا، ومن المنتظر أن يصدر المجتمعون تجديدًا لكل القرارات السابقة مثل وقف فورى لإطلاق النار فى غزة، وتأييد قرار إعادة الإعمار والطرح المصري الذي بذل فى هذا الملف وإنقاذ الشعب الفلسطينى مما يعانيه فى قطاع غزة، فضلا عن الدعوة إلى إنهاء الصراع العبثى فى السودان، ودعوة إلى حل الأزمة الليبية والأزمة اليمنية وكل القرارات التقليدية التي تصدر كل عام سيتم تجديدها.وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أكبر تحدٍ فى هذه القمة هو لم الشمل العربى، لأن الدول العربية إذا اجتمعت ستكون قوة فاعلة ومؤثرة، لأننا كدول عربية تفرقنا وتوزعنا وقوانا المادية والمعنوية لا تأثير لها، مشددا على أهمية القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية فى رأب الصدع العربى، داعيا إلى ضرورة تنمية الموارد العربية من خلال استغلال الميزة النسبية لكل دولة عربية، فهناك دول لديها رأس مال ودول لديها موارد طبيعية، وأخرى لديها موارد بشرية فيجب استغلال كل هذه الموارد وعمل تكامل اقتصادی عربی يتم السعى له منذ أكثر من ٦٥ عاما لكن لم يحقق النجاح المطلوب.من جانبه، أكد السفير حسن هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هذه القمة دورية تعقد مرة كل عام، لكن هذه المرة لها خصوصية فتنعقد بعد يوم من انتهاء جولة الرئيس الأمريكى ترامب لدول الخليج، والتي تعتبر أول جولة خارجية للرئيس الأمريكى باستثناء زيارته لروما لحضور جنازة البابا فرانسيس.وألمح «هريدى»، إلى ما يتضمنه جدول الأعمال من مناقشة القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على غزة وتطورات القضية الفلسطينية فى ضوء انفراجة محدودة جدًا للوضع فى غزة، وذلك بعد التفاهم بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس على مفاوضات مباشرة بين الطرفين، تم بموجبها إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى الأمريكى عيدان ألكسندر، ورحب الرئيس ترامب بهذه الخطوة بمعاونة مصر وقطر، علاوة على مناقشة الأزمات العربية مثل الوضع فى ليبيا والسودان وجنوب لبنان، موضحًا أن مخرجات القمة العربية سوف تتأثر بنتائج جولة ترامب الخليجية. وفى الوقت نفسه، أكد أنه لا يتوقع أى جديد فى القمة العربية؛ إذ أصبح هناك انفصال تام بين المشرق العربى والمغرب العربى، وما يحدث من تحركات جميعها تخص دول المشرق العربى، ودول المغرب العربى غائبة تماما عن المشهد، موضحًا أن الدول العربية عليها إيجاد حلول للصراعات والأزمات العربية، لأن العمل العربى أصبح «مشلولا» بسبب كل هذه النزاعات والأزمات.