مصر تصنع الغد

فى قلب واحدة من أكثر المناطق الاستراتيجية فى العالم، تتشكل ملامح نهضة صناعية غير مسبوقة تقودها 14 شركة تطوير صناعي داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فهؤلاء المطورون ليسوا مجرد مستثمرين، بل شركاء فى بناء مستقبل مصر الصناعي، يجمعهم هدف مشترك “تحويل المنطقة إلى مركز عالمى للإنتاج والخدمات اللوجستية”، إذ تم فى هذا الإطار تنفيذ 14عقدًا للمطورين، وعقد موانئ أبوظبى من المفترض أن يكون العقد رقم 15، بشكل إجمالي، لكنه يعدُ الرقم الثانى فى منطقة شرق بورسعيد.
هؤلاء المطورون يتمثلون فى السويدى للتنمية الصناعية، التي تقود مشروع تطوير منطقة السخنة الصناعية، مع التركيز على الصناعات الهندسية واللوجستية، وشرق بورسعيد للتنمية، التي تطور منطقة شرق بورسعيد الصناعية، وتستقطب استثمارات فى مجالات السيارات والمعدات الثقيلة.كذلك شركة تنمية خليج السويس “تيدا الصينية” أحد أكبر المطورين الأجانب، تركز على صناعات الإلكترونيات والمنسوجات والبتروكيماويات، وشركة التنمية الرئيسية للمنطقة الاقتصادية وهى ذراع حكومى لتسريع وتنسيق أعمال التنمية الصناعية، وشركة السويس للتنمية الصناعية SIDC، التابعة لشركة أوراسكوم، وتعمل على جذب الاستثمارات المتقدمة فى المواد البنائية والكيماويات.وشركة العين السخنة للتنمية الصناعية، التي تركز على الصناعات الخفيفة والمتوسطة، وشركة النصر العامة للمقاولات “حسن علام” تعمل كمطور صناعي ومقاول رئيسى لمرافق البنية التحتية، وشركة القناة للسكر إذ تقود مشروع زراعيًا صناعيًا ضخمًا لإنتاج السكر فى غرب قناة السويس، وشركة CDC المصرية الصينية لتطوير المنطقة الصناعية المتكاملة شرق بورسعيد.أيضًا، شركة موانئ دبى العالمية – السخنة – التي توسعت فى دورها كمطور لوجستى وصناعي فى محيط الميناء، إلى جانب شركة بورسعيد للتنمية الصناعية التي تركز على الصناعات التكميلية والمغذية، وشركة Suez Canal Container Terminal لتطوير منطقة لوجستية داعمة للصناعات التصديرية، وشركة أبوزعبل للصناعات المتخصصة وتعمل على مشروع صناعي دفاعى ومدنى متطور، وشركة مصر للتنمية الصناعية، التي تعمل على تطوير منطقة صناعية متعددة الاستخدامات فى نطاق محور القناة.وتتمثل أهم المشروعات والمجالات الحيوية فى “صناعة السيارات الكهربائية” وهو مشروع مشترك بين شرق بورسعيد للتنمية وشركة عالمية لتجميع وتصنيع المركبات الكهربائية، و”الهيدروجين الأخضر” وهو مشروع رائد تشارك فيه عدة شركات لتأسيس مجمعات إنتاج وقود نظيف للتصدير، و”صناعات دوائية وبيوتكنولوجية” عبر منطقة مخصصة فى «العين السخنة» تضم مصانع أدوية حديثة، و”النسيج والملابس الجاهزة” وهى مشروعات ضخمة يقودها المطور الصينى «تيدا» لتكون مركزًا إقليميًا للصادرات إلى أوروبا وأفريقيا، و”الموانئ الذكية والمنصات اللوجستية” مثل موانئ دبى وSuez Canal Container Terminal ويقومان بتطوير مناطق ذكية تعتمد على الأتمتة والذكاء الاصطناعي.إلى جانب مصنع «نيرك» لصناعات السكك الحديدية، ويعد مصنعًا كبيرًا تتشارك فيه الدولة، لإنتاج كل عربات الجر للسكك الحديدية، وهو مُجمع صناعي مهم جدًا، لتعميق صناعة كل العربات الخاصة بالسكك الحديدية التي ستدعم مشروعات مترو الأنفاق، والترام، والقطارات العادية، ومشروع القطار الكهربائى السريع، وبالتالى فإن جزءا من التنمية الصناعية يتمثل فى القيام بتوطين هذه الصناعة، على أن يبدأ إنتاج أول عربة من هذا المصنع فى شهر يوليو المقبل، ليخرج أول قطار كامل من هذا المصنع العام المقبل ويدخل لصالح مشروع المترو الخاص بمدينة الإسكندرية.وتسعى الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، إلى تحويل المنطقة من مجرد ممر ملاحى إلى مركز إنتاج عالمي، قادر على المنافسة وجذب الاستثمارات الكبرى فى مجالات التكنولوجيا والطاقة والنقل، ويعد المطورون الصناعيون الـ14 حجر الأساس فى هذه الرؤية، إذ يجمعون بين الخبرة الدولية والقدرة التنفيذية.ويعد تطوير ميناء غرب بورسعيد خطوة مهمة نحو ترسيخ مكانته كميناء محورى على البحر المتوسط، وركيزة رئيسية فى منظومة الخدمات اللوجستية بالمنطقة، ومع تنفيذ بنية تحتية حديثة، وشبكات ذكية، وساحات تنظيمية تواكب أحدث المعايير، ما يمهد الطريق أمام مستقبل واعد فى قطاع النقل البحرى والخدمات المتكاملة، ويجسد نموذجًا متقدمًا لتحديث الموانئ المصرية فى إطار تكاملى مع المشروعات الصناعية والخدمية بالمنطقة.ويمثل العام الجارى عام جنى الثمار، كما يعتبر عام الافتتاحات العديدة التي نشهدها فى الموانئ والمناطق اللوجستية، فهناك 2.4 مليار دولار صادرات من المنطقة الاقتصادية، ما يسهم فى زيادة الحصيلة الدولارية.ويأتى تطوير ميناء غرب بورسعيد ضمن خطة استراتيجية طموحة لتحويله إلى منصة لوجستية متكاملة تدعم حركة التجارة الإقليمية والدولية، إذ تشمل المرحلة الأولى من المشروع، تنفيذ عدد من الأعمال الحيوية التي تسهم فى رفع كفاءة البنية التحتية وتحسين مستوى الخدمات داخل الميناء، حيث تم إعادة تأهيل ورصف الطرق بإجمالى مساحة بلغت 165 ألف متر مسطح، إلى جانب تخطيط المسارات المرورية داخل الميناء بناءً على دراسات مرورية متقدمة، ما يسهم فى تحسين حركة دخول وخروج الشاحنات والمركباتوفيما يتعلق بالبنية المعلوماتية، فقد تم تنفيذ شبكة متكاملة بطول 18 كم من الألياف الضوئية، تربط بين 5 مراكز بيانات رئيسية، وذلك لتحقيق الربط للميناء مع جميع الكيانات التي تعمل به، مع تنفيذ منظومة الإدارة الإلكترونية للميناء PMS، الأمر الذي يدعم منظومة الشباك الواحد التي تتبناها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.وفيما يخص البنية التحتية الخدمية، تم تنفيذ منظومة الصرف الصحي والمطر بطول 8 كيلومترات تقريبًا، بما يعزّز من قدرة الميناء على مواجهة تقلبات الطقس والأمطار وتجنب تعطيل أعمال التداول وخروج البضائع بالميناء.وضمن متطلبات الحماية المدنية، تم إنشاء شبكة متكاملة لمكافحة الحريق تضم أكثر من 111 حنفية حريق ممتدة بمواسير أرضية على مساحة 14 كيلومترًا، وخزانات مياه بسعة إجمالية 365 مترًا مكعبًا، ومضخات حريق بقدرات تصل إلى 1000 جالون فى الدقيقة، بما يوفر الأمان الكامل للأفراد والمنشآت داخل الميناء، بالإضافة إلى إنشاء شبكة حريق بالمنطقة الشرقية ببورفؤاد.وفى ميناء غرب بورسعيد داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تم افتتاح محطة الصب الجاف “أقماح”، بسعة تخزينية 100 ألف طن، وبقدرة تفريغ 1200 طن/ساعة، وبتكلفة إجمالية بلغت 1 مليار جنيه، ليرتفع عدد صوامع الموانئ المخصصة للقمح التموينى إلى 6 صوامع، بواقع 2 بميناء الإسكندرية، و2 بميناء دمياط، و1 بميناء سفاجا، و1 بميناء غرب بورسعيد، وبإجمالى طاقة تخزينية تبلغ 530 ألف طن، بإجمالى طاقة تداول تصل إلى 6.4 مليون طن سنويًا.وتعد مساحة محطة الصب الجاف تبلغ 15.251 متر مربع، وتضم 8 خلايا تخزينية، بإجمالى طاقة تخزينية 100 ألف طن، ويستهدف المشروع استقبال السفن ذات الحمولات الكبيرة التي تتجاوز 65 ألف طن، ومن المتوقع أن تستقبل المحطة ما بين 23 إلى 36 سفينة سنويًا، كما تُسهم فى توفير 275 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.كذلك، مشروع تطوير رصيف عباس الذي يعد خطوة محورية نحو تحسين الأداء العام لميناء غرب بورسعيد، بما يعكس رؤية الهيئة فى جعل الميناء منصة قادرة على استقبال السفن العملاقة وخدمة حركة التجارة المتزايدة عبر البحر المتوسط، وتطوير ميناء غرب بورسعيد كخطوة مهمة نحو ترسيخ مكانته كميناء محورى على البحر المتوسط، وركيزة رئيسية فى منظومة الخدمات اللوجستية بالمنطقة.