قمة “اختيار فرنسا” تبدأ وسط توقعات بإعلان استثمارات أجنبية تقارب 40 مليار يورو

قمة “اختيار فرنسا” تبدأ وسط توقعات بإعلان استثمارات أجنبية تقارب 40 مليار يورو

    انطلقت في العاصمة الفرنسية (باريس) اليوم الاثنين القمة الاقتصادية الثامنة “اختر فرنسا”؛ التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار الأجنبي في البلاد، وذلك وسط ترقب للإعلان عن “رقم قياسي” لاستثمارات أجنبية هذا العام.

    وتأمل الرئاسة الفرنسية أن تكون قمة “اختر فرنسا” هذا العام قمة “تاريخية” من حيث حجم الاستثمارات المعلنة؛ فقد كشفت أن استثمارات تقدر قيمتها الإجمالية 40.8 مليار يورو، سيتم الاعلان عنها اليوم، وسيتم تقسيمها لنوعين من المشاريع؛ حيث سيتم استثمار 20 مليار يورو في مشاريع جديدة في جميع القطاعات، من الاقتصاد الدائري والتكنولوجيا الرقمية والخدمات اللوجستية والسياحة، وهو ما يشكل رقما قياسيا جديدا، مقارنة بالاستثمارات التي تم الاعلان عنها العام الماضي بقيمة 15 مليار يورو .      وذكرت الرئاسة أنه سيتم استثمار 20.8 مليار يورو في “مشاريع محلية تم عرض ميزانيتها الإجمالية في قمة الذكاء الاصطناعي في باريس في فبراير الماضي”.       كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن سابقا أنه سيتم الإعلان في قمة “اختر فرنسا” والتي تُعقد في قصر “فرساي” بجنوب غربي باريس، عن أكثر من 20 مليار يورو من الاستثمارات الأجنبية في فرنسا.  وأكد ماكرون – خلال حديثه مع نحو 10 صحف محلية – أنه سيكون هناك أكثر من خمسين إعلانا لمشاريع كبرى في البلاد، باستثمارات تتجاوز 20 مليار يورو، وهو ما سيكون الأكبر على الإطلاق منذ إطلاق هذا الحدث الاقتصادي السنوي في عام 2018. ففي العام الماضي، تم الإعلان عن مشاريع بقيمة 15 مليار يورو، مقارنة بـ 13 مليار يورو في عام 2023.  ومن ضمن الاعلانات المرتقبة، ستعلن شركة “برولوجيس” الأمريكية وهي شركة مختصة بالاستثمارات العقارية والخدمات اللوجستية، عن استثمار بقيمة 6.4 مليار يورو في فرنسا في الخدمات اللوجيستية ومراكز البيانات.  ويجمع مؤتمر “اختر فرنسا” – هذا العام – أكثر من 200 من رؤساء الشركات وقادة الأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، من بينهم مسؤولين من شركات “إيكيا”، و”سيسكو”، و”سيمنز”، و”جولدمان ساكس”، ما يعد فرصة للقاء نظرائهم وأعضاء الحكومة الفرنسية وأيضا الرئيس الفرنسي نفسه، لمناقشة مشاريع الاستثمار، بهدف تعزيز قدرة فرنسا على استقطاب الأعمال والترويج لها على الصعيد الدولي، وسيكون هذا الملتقى الاقتصادي السنوي فرصة جيدة للإعلان عن استثمارات وفرص عمل جديدة.  تُقام القمة – هذا العام – تحت عنوان “فرنسا أرض الإبداع”، حيث يأتي هذا الحدث الاقتصادي الكبير تماشيا مع كافة الفعاليات الكبرى التي شهدتها البلاد، من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية إلى إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام بباريس، وهو ما ساهم في تعزيز مكانة فرنسا على الساحة الدولية.  وتشهد هذه الدورة الثامنة من القمة فعاليات جديدة، حيث تُعقد جلسة نقاش عن الاستثمارات في قطاع السياحة والتراث، وأخرى في مجال الإنتاج السينمائي والسمعي البصري، وذلك تزامنا مع انعقاد مهرجان كان السينمائي. وخلال اليوم أيضا، يجتمع الرئيس الفرنسي بعدد من قادة الاعمال من كوريا الجنوبية ، ويشارك في ندوتين، واحدة عن التحول في مجال الطاقة، وأخرى عن الذكاء الاصطناعي، وذلك في أعقاب قمة الذكاء الاصطناعي التي عقدت في باريس في فبراير الماضي وتم خلالها الإعلان عن 109 مليارات يورو من الاستثمارات الخاصة في الذكاء الاصطناعي، فضلا عن عقد مئات الاجتماعات الثنائية بين قادة الأعمال وممثلي السلطات الفرنسية.  كما يستقبل الرئيس الفرنسي أيضا رجل الأعمال المكسيكي كارلوس سليم، ورئيسة شركة صناعة السيارات الصينية “بي واي دي”، ستيلا لي، والرئيس التنفيذي لشركة القدية للاستثمار السعودية. تأتي هذه القمة في وقت تظل فرنسا فيه الوجهة الأولى في أوروبا في جذب المستثمرين الأجانب خلال عام 2024. فقد استطاعت فرنسا للعام السادس على التوالي أن تظل الأكثر جذبا للاستثمارات الأجنبية بأوروبا بحسب التقرير الصادر عن مؤسسة “إرنست أند يونج” (EY) عن التدفقات الاستثمارية الأجنبية في أوروبا خلال العام الماضي.  وقد بلغ عدد المشاريع الاستثمارية الأجنبية في فرنسا خلال عام 2024 ما مجموعه 1025 مشروعا، متقدمة على المملكة المتحدة (853 مشروعا) وألمانيا (608 مشروع).  وفي هذا الصدد، أكدت الرئاسة الفرنسية أن هذا التقدم هو ثمار السياسات الاقتصادية الطموحة والمتسقة والمستمرة التي انتهجها الرئيس الفرنسي منذ عام 2017، والتي تهدف إلى تسهيل تأسيس الشركات في فرنسا وإعادة التصنيع، وذلك من خلال سياسة ضريبية جاذبة، وتبسيط الإجراءات التنظيمية، واستراتيجية واضحة في مجالي التحول البيئي والطاقة. وتظل فرنسا في المرتبة الأولى أوروبيا من حيث عدد المشاريع الاستثمارية الأجنبية، إلا أن عدد الوظائف المرتبطة بكل مشروع لايزال ضئيلا مع 30 وظيفة فقط، مقارنة بـ 48 وظيفة في ألمانيا و125 وظيفة في إسبانيا. مع ذلك، تهدف الدولة إلى الحفاظ على مركزها في المقدمة وأن تظل الأكثر جذبا للاستثمارات الأجنبية بأوروبا. جدير بالذكر أن قمة “اختر فرنسا” هو حدث دشنه إيمانويل ماكرون في عام 2018 ويهدف إلى تعزيز قدرة فرنسا على استقطاب الأعمال على المستوى الدولي وجذب الاستثمار الأجنبي في فرنسا. ومنذ النسخة الأولى للقمة، تم الإعلان عن 178 مشروع استثماري بقيمة إجمالية تزيد عن 47 مليار يورو.