المهندس إيهاب محمود: الأحزاب الوطنية تشكل جوهر جهود بناء الإنسان وتطوير الدولة الحديثة

المهندس إيهاب محمود: الأحزاب الوطنية تشكل جوهر جهود بناء الإنسان وتطوير الدولة الحديثة

في تصريح مطوّل يعكس وعيًا وطنيًا عميقًا واستيعابًا دقيقًا لحجم التحديات التي تواجه الدولة المصرية، تحدث المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي البارز ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بمحافظة الإسكندرية، عن الدور المحوري الذي ينبغي أن تضطلع به الأحزاب السياسية في المرحلة الراهنة، والتي وصفها بـ”المرحلة الفاصلة في تاريخ الجمهورية الجديدة”، وذلك تنفيذًا واستجابةً لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أكّد فيها أن بناء الإنسان المصري هو حجر الأساس لأي نهضة شاملة وحقيقية.

 رؤية الحزب: من العمل السياسي إلى صناعة التنمية استهل المهندس إيهاب حديثه بالتأكيد على أن مفهوم العمل الحزبي في مصر يجب أن يشهد نقلة نوعية من الشكل التقليدي القائم على التحالفات والمنافسات الانتخابية، إلى نموذج أكثر تطورًا يرتكز على الأداء الميداني، والتواجد الفاعل في الشارع، وصياغة برامج قابلة للتنفيذ تخدم أهداف الدولة وتحقق طموحات المواطن. وقال: “إن بناء الإنسان لا يقتصر على توفير تعليم جيد أو منظومة صحية قوية، بل هو مشروع وطني متكامل يتطلب تغييرًا في الثقافة، وتطويرًا في الفكر، واستثمارًا في طاقات الشباب. وعلى الأحزاب أن تكون القوة السياسية والتنموية الدافعة لهذا المشروع”. الملف التعليمي: تحدٍ وجودي ومسؤولية مشتركة وأشار المهندس إيهاب إلى أن التعليم في مصر لا يزال يواجه تحديات هيكلية عميقة، تتطلب مشاركة جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك الأحزاب، في تقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق. وأضاف: “المنظومة التعليمية الحالية بحاجة إلى إصلاحات جذرية، تبدأ بإعادة هيكلة المناهج الدراسية لتواكب متطلبات الاقتصاد الحديث، وتمر بتطوير مهارات المعلمين، وتنتهي بتكريس مبدأ تكافؤ الفرص أمام جميع الطلاب، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو الجغرافية”. وأضاف: “نحن في حزب الجيل الديمقراطي نعمل على إعداد رؤية تعليمية وطنية تتبنى فكر الاقتصاد المعرفي، وتدعو لدمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التعليم، مع التركيز على تعزيز الهوية الوطنية والقيم الأخلاقية في نفوس النشء”. الصحة والعدالة الاجتماعية: حق أصيل ومسؤولية وطنية وفي حديثه عن البعد الاجتماعي والصحي، شدد المهندس إيهاب على أن العدالة الاجتماعية ليست مجرد شعار، بل هي عمود فقري لبنية الدولة العصرية التي تحترم مواطنيها، وتضمن لهم حياة كريمة. وقال: “الصحة والتعليم هما جناحا بناء الإنسان، ولا يمكن أن نطالب المواطن بالإنتاج والانضباط والمشاركة في التنمية، بينما يعاني من ضعف في الخدمات الصحية، أو من أعباء علاجية تثقل كاهله”. وأكد أن الأحزاب مطالبة بتقديم مبادرات واقعية لتعزيز دور الرعاية الصحية الأولية، والمساهمة في حملات التوعية الصحية، ودعم برامج الوقاية من الأمراض المزمنة، والمشاركة في توفير وحدات صحية متنقلة بالمناطق الريفية والمحرومة. فرص العمل والتنمية الاقتصادية: من الشعارات إلى السياسات الفاعلة وفي ملف الاقتصاد، تحدث المهندس إيهاب محمود بصفته خبيرًا اقتصاديًا قبل أن يكون قياديًا سياسيًا، قائلًا: “لا يمكن بناء اقتصاد قوي دون مشاركة مجتمعية شاملة، تبدأ من المواطن وتنتهي عند الدولة. وهنا يأتي دور الأحزاب الوطنية في الربط بين الخطط الاقتصادية الحكومية والواقع المجتمعي، من خلال إعداد كوادر شابة مدربة، والمساهمة في تمكين الشباب والمرأة اقتصاديًا، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوجيه الاستثمار نحو القطاعات الإنتاجية، وليس الاستهلاكية فقط”. وأضاف: “إننا بحاجة إلى تحالف وطني اقتصادي يضم الدولة، والأحزاب، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، بهدف خلق بيئة مشجعة للاستثمار المحلي، وإقامة مجتمعات إنتاجية قائمة على الصناعات التخصصية، بما ينعكس على خفض نسب البطالة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي”. دور خدمي مستدام لا موسمي وانتقد المهندس إيهاب ما أسماه “النمط الموسمي للعمل الخدمي الحزبي”، مؤكدًا أن العمل المجتمعي لا يجب أن يقتصر على توزيع مساعدات في المناسبات، بل ينبغي أن يكون عملاً مؤسسيًا مستدامًا، قائلاً: “الأحزاب عليها واجب تقديم حلول، لا مجرد تقديم صدقات. نحن نحتاج إلى تأسيس مراكز تدريب مهني داخل مقرات الأحزاب، وفتح فصول محو أمية، وتبني مبادرات لمحو الأمية الرقمية، ودعم برامج التمويل متناهي الصغر في القرى والمناطق الحدودية”. الاستجابة لرؤية الرئيس: التحدي والفرصة وختم المهندس إيهاب محمود حديثه برسالة سياسية وتنموية عميقة، قائلاً:”الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما دعا إلى مشروع بناء الإنسان، لم يكن يتحدث بلغة الشعارات، بل بلغة الدولة التي تريد أن تعبر إلى المستقبل. نحن أمام فرصة تاريخية، وعلى كل حزب وطني أن يسهم فيها بجهد، وبرؤية، وبمشروع. هذا المشروع لن ينجح إلا إذا كنا جميعًا – دولة ومجتمعًا وأحزابًا – شركاء في صناعة الأمل، والعبور إلى دولة العدالة، والعلم، والكرامة الإنسانية”.تسجيلي