ماكتوميناي: من مقاعد أولد ترافورد إلى رمز نابولي وبطل الدوري الإيطالي

فرض النجم الاسكتلندي سكوت ماكتوميناي نفسه واحدًا من أبرز نجوم الموسم الكروي في إيطاليا، بعدما قاد نابولي لتحقيق لقب الدوري الإيطالي “الكالتشيو” لموسم 2024-2025، مقدمًا أداءً استثنائيًا تُوج بهدف أكروباتي مذهل في الجولة الختامية أمام كالياري، في اللقاء الذي احتضنه ملعب “دييجو أرماندو مارادونا” مساء الجمعة.
وانتقل ماكتوميناي صاحب الـ28 عامًا إلى نابولي مطلع الموسم الجاري قادمًا من مانشستر يونايتد الإنجليزي، في صفقة لم تحظ بضجيج إعلامي كبير، لكنها سرعان ما تحولت إلى نقطة تحول في مسيرة اللاعب وفي تاريخ النادي الجنوبي. وتحت رؤية المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، فرض ماكتوميناي نفسه قائدًا حقيقيًا في خط الوسط، واضعًا بصمته الفنية والقيادية في كل مباراة، وخاض 36 مباراة مع نابولي خلال الموسم، سجل خلالها 12 هدفًا وقدم 6 تمريرات حاسمة، في أفضل حصيلة تهديفية بمسيرته الاحترافية، لكن الأهم كان حضوره الحاسم في اللحظات الحرجة، إذ سجل 6 أهداف في الجولات العشر الأخيرة، لعبت دورًا محوريًا في حسم “الاسكوديتو”. وجاء تتويج نابولي رسميًا باللقب بعد الفوز على كالياري بنتيجة 2-0، بهدفي ماكتوميناي عند الدقيقة 42، والبلجيكي روميلو لوكاكو عند الدقيقة 51، ليرفع الفريق رصيده إلى 82 نقطة، متقدمًا بفارق نقطة واحدة فقط عن إنتر ميلان، وبهذا الإنجاز، أضاف نابولي لقبه الرابع في تاريخه بالدوري الإيطالي، بعد تتويجاته السابقة في مواسم 1986-1987، 1989-1990، و2022-2023. وإلى جانب أرقامه اللافتة، حظي ماكتوميناي بإشادة جماهير نابولي بفضل شخصيته المتواضعة وروحه القتالية، ما دفع بعض الأصوات داخل النادي للمطالبة بمنحه شارة القيادة مستقبلاً، عرفانًا بدوره المحوري في موسم سيُخلّد اسمه بحروف من ذهب في سجل عظماء النادي. ولعل ما يُبرز تأثير سكوت ماكتوميناي بشكل أوضح هو التراجع الكبير الذي شهده فريقه السابق مانشستر يونايتد بعد رحيله، إذ أنهى “الشياطين الحمر” الموسم في المركز السادس عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، في أحد أسوأ مواسمه على الإطلاق، كما خسر نهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام، ليزيد ذلك من حسرة الجماهير التي باتت ترى في انتقال ماكتوميناي إلى نابولي خسارة فادحة، بعدما تحوّل اللاعب إلى نجم متكامل وقائد داخل الملعب وخارجه. سكوت ماكتوميناي لم يكن مجرد صفقة ناجحة، بل بات رمزًا جديدًا لنهضة نابولي، واسمًا يتردد بفخر في أزقة المدينة التي لطالما عشقت كرة القدم، وعرفت كيف تخلد أبطالها.