استلهموا الدروس من هولاكو!

ونحن نعيش في ظل موجة هبوب الرياح القوية الترامبية هذه الأيام العسيرة التي أدت إلى حمل الكثير معها من أموال الخليج بكل سهولة ويسر ورضا واستهانة “سكتناله ركب بحماره” دون اعتبار لرباط الوحدة العربية السابقة قديما والغائبة حاليا “والله أعلم مستقبلا” ولا ما يجرى من سريان نزيف الدم البريء المهدور على الأرض الفلسطينية المقدسة وأيضا دون الاكتراث والاعتبار لمشاعر الملايين من فقراء المسلمين بكل مكان، الذين يموتون جوعا مما يعانوه وقهرا مما يشاهدونه.
أتساءل متعجبة.. لماذا نثق بكل هذه القوة بأمريكا يا عرب؟ ألا نأخذ العبرة مما فعله المجرم هولاكو ببغداد، فالتاريخ يعيد نفسه حينما دخل هذا السفاح بغداد وقتل كل من فيها من الأمراء والعلماء والقضاة والجنود والتجار والشيوخ والنساء والأطفال،إلا أنه أبقى على الخليفة “المستعصم بالله” آخر الخلفاء العباسيين.. حياً حتى يكشف له أماكن كنوزهوبالفعل ذهب المستعصم مع جنود المغول ودلهم على كل الأماكن التي يخبئى فيها مقتنياته الثمينة من ذهب وفضة واموال وغيرها بداخل وخارج قصوره، وما كان منه مستحيلا أن تصل إليه يد المغول ومنها نهر مملوء بالذهب لا يعلم أحد بمكانه غيره وقد فعل المستعصم هذا الأمر ظنا منه أنه سيكون بمأمن وأهله وجواريه من بطش هذا المجرم القاتل..لكن كعادة أهل العجم والغرب، الذي لا عهد لهم.. لم يكن الظن فى غير أهله ومحله.. إذا سخر هولاكو منه وأمر جنوده بأن يضعوه في شوال وهو مصنوع (من الخيش) ثم يضربوه ركلاً بالأقدام حتى الموت، فقد كان من عادة قادة المغول ألا يريقوا دم ملك أو أمير أثناء حروبهمويؤكد المؤرخون أن ما جمعه بنو العباس في 5 قرون أخذه هولاكو في ليلة واحدة فقط. وهذا ماحصده ترامب من اموال تاريخية على حد تعبير البيت الأبيض وهى “4 تريليونات” من دول الخليج فى زيارة واحدة لم تتجاوز الأربعة ايام فقط،زهذه الأموال التريليونية التي لو كان الخليج ساعد بها أشقاءه العرب بقيمة ربعها وليس نصفها لكانت حلت أزمات كبيرة وكثيرة عنهم، وزاد رباط الوحدة الوطنية بينهما وحلت الخلافات وازادادت قوة الجيوش والدفاع وإعلاء راية الكلمة العربية والإسلامية فى وجوه الأعداءوهذا ما نصح به هولاكو “أداة القتل المتحركة”. المستعصم بالله حينما أخبره بأنه لو كان أعطى هذا المال لجنوده وشعبه، لكانوا حموه منه، ولعل هذا الدرس يكون عبرة لنا جميعا كي نكون على قلب رجل واحد فى أمتنا الإسلامية والعربية اعمالا بقوله تعالى فى سورة آل عمران “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ”، وقوله تعالي في سورة آل عمران “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” صدق الله العظيم.والآن لا أجد إلا أن أقول: افيقوا يا عرب قبل فوات الأوان وقدوم هولاكو من جديد، اوقفوا نزيف الدم الفلسطينى المهدور المقتول بأموالكم المهداة لترامب المخبول “الطفل المدلل المجنون”. حفظ الله مصر الأبية رمز العزة والكرامة والشرف ورئيسها عبد الفتاح السيسي من كل نهب واستغلال.