هؤلاء هم من قدموا قصة ‘عادل إمام’ في فيلم وثائقي

هؤلاء هم من قدموا قصة ‘عادل إمام’ في فيلم وثائقي

شريف سعيد: الفيلم محاولة صادقة لإعادة قراءة ذاكرة الوطن وانتظروا الجزء الثاني منه خلال أيام

 

أيمن عثمان: كثرة المصادر تخلق صعوبة في توثيق المعلومة وإزالة التضارب عن مرحلة الطفولة استغرق وقتا وجهدا

إمام أحمد: انفردنا بلقاء مع أحد المنشقين عن تنظيم الجماعة الإسلامية الذي سيكشف عن مفاجأة عن عادل إمام في الجزء الثاني

لا يكف قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن الاحتفاء برموز الفن والإبداع المصري، من خلال عدد من الأفلام الوثائقية التي تؤرخ لمسيرة هؤلاء العظماء بكل صدق، وقد كان فيلم “الزعيم.. رحلة عادل إمام” الذي عرض الجزء الأول منه الأسبوع الماضي على شاشة قناة الوثائقية نموذجا فريدا لما يجب أن يكون عليه الفيلم الوثائقي الذي يوازن بين الأبعاد الفنية والثقافية والسياسية الاجتماعية لصاحب السيرة، ويجيب عن سؤال سر احتفاظه بمقعده على القمة، وشهرته التي تخطت كل الحواجز الزمانية والمكانية، وامتد تأثيرها عبر الأجيال المتعاقبة، لكن من المؤكد أن وراء ما شاهدناه على الشاشة رحلة شاقة من الإعداد والبحث وجمع المواد الأرشيفية وتسجيل المقابلات حتى يصل العمل إلى محطة عرضه الأخيرة بهذا الاتقان، وفي السطور التالية نحاول أن نتعرف عن قرب على كواليس صناعة فيلم “الزعيم..رحلة عادل إمام” على لسان أصحابهاتعزيز الهوية الوطنيةفي البداية يوضح المخرج والإعلامي “شريف سعيد” رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة المتحدة ان الفيلم الذي عرض الجزء الأول منه لا يقصد منه فقط توثيق مسيرة عادل إمام كفنان، أضحك الناس، وعبر عن همومهم وفضح الفكر المتطرف في أحلك الظروف، لكنه محاولة صادقة لإعادة قراءة ذاكرة الوطن في إطار خطة القناة الوثائقية في تعزيز الهوية الوطنية، مشيرا إلى أن الأيام القليلة القادمة ستشهد عرض الجزء الثاني من الفيلم الذي سيبرز دور “عادل إمام” كفنان كافح الإرهاب بفنه من خلال تتبع تاريخه النضالي المشرف ضد التشدد الفكري والتهديدات الإرهابية التي لاحقته، وعن فكرة تقسيم الفيلم إلى جزئين يقول: هذا الأمر مخطط له منذ مرحلة البحث المؤسسة للعمل الوثائقي والتي اخترنا من خلالها زاوية التناول، نظرا لأن “عادل إمام” فنان صاحب مشوار فني ثري، ودور اجتماعي وسياسي مهم، مؤكدا أن وراء الفيلم كتيبة عمل مخلصة جميعهم من العاملين بقطاع الإنتاج الوثائقي بالشركة.تأريخ لمشواره الفنيومن جانبه يقول الباحث “أيمن عثمان” مدير إدارة البحث والأرشيف بالقناة الوثائقية أن أي فيلم لابد أن يتوافر له بحث عام في البداية يستوفي كل المحاور الخاصة بموضوع الفيلم، وعندما يجتمع فريق العمل ليحددوا زاوية التناول، يعود الباحث من جديد ليطور بحثه، وبالتالي فإدارة البحث والأرشيف يبدأ دورها منذ أن تولد الفكرة، ويستمر حتى يجد الفيلم طريقه إلى شاشة العرض، ويضيف: عمل معي في الفيلم فريق مكون من الزميلين “نور الهدى فؤاد، وبشري عبد المؤمن” وكلاهما كان له دور متفرد في البحث في المراحل المختلفة، ودور تكاملي اشتركا فيه سويا، وخاصة أن فترات العطاء الفني للزعيم تختلف من مرحلة لأخرى، وتتطور، وتنضج أيضا، وقد قام فريق البحث بالتأريخ لمشوار “عادل إمام” الفني الذي يتداول عنه معلومات مغلوطة، منها على سبيل المثال معلومة أن مسلسل “دموع في عيون وقحة” تم إنتاجه عام 1980، والتي أثبت فريق البحث من خلال مصادر متعددة أنها معلومة خاطئة حيث تم تقديم المسلسل عام 1982.أما عن التحديات التي واجهت فريق البحث في المراحل المختلفة فيقول: التحدي الأول يتعلق بمرحلة الطفولة، وتأثير أبويه عليه، حيث تحتوى هذه المرحلة على معلومات متضاربة حاولنا أن نزيل هذا التضارب ونستوثق من المعلومة الصحيحة من خلال الحوارات التي أجريت معه شخصيا، أما التحدي الآخر فيتعلق بالمواجهة مع التيارات المتطرفة، وقد تجلت الصعوبة في هذه المرحلة في الجهد المبذول في تجميع المشاهد ليتضح فكر الزعيم وطريقه تعامله مع القضية، مؤكدا على أن كثرة المصادر تتسبب في حالة تشتيت للباحث، وتخلق صعوبة في توثيق المعلومة، مما يستغرق وقتا وجهدا إضافيا.صورة كاملة عن الزعيمويرى “إمام أحمد” مدير المحتوى في القناة الوثائقية ومعد وكاتب الفيلم أن الهدف الرئيسي من الفيلم كان توثيق صورة كاملة عن “عادل إمام” باعتباره جزء من التاريخ المصري والحالة الاجتماعية والسياسية لها، لذلك لم يقتصر الفيلم على الأعمال الفنية التي يعرفها كل المصريون  ولكن كيف استطاع هذا الشخص الذي ولد في الأربعينيات لأسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، وعاصر فترة الحكم الملكي أن يقود رحلته حتى يصل الى القمة، وأن يدير موهبته حتى قبل دخوله عالم الفن، وأن تصبح أعماله انعكاسا لهموم الطبقة الوسطى، وجزء من تاريخها، وقد تم وضع مجموعة من الخطوات. وفي بداية العمل لرسم الصورة الشاملة التي سيظهر عليها الفيلم، بداية من البحث، حيث تم تجميع أرشيف كامل للزعيم سواء من خلال اللقاءات الصحفية أو المقابلات التليفزيونية التي أجراها داخل وخارج مصر، إضافة إلى مقالات كتبها كبار الكتاب، ثم جاءت مرحلة الاتفاق مع الضيوف الذين حرصنا على تنوعهم بين فئات متعددة، مثل النجمات اللاتي شاركنه رحلته، ومجموعة من المسيسين، والكتاب، والمثقفين، وصولا إلى مرحلة الكتابة، وقد انفردنا خلال الفيلم بلقاء مع أحد المنشقين عن تنظيم الجماعة الإسلامية، الذي يتحدث لأول مرة عن علاقة الجماعة ب”عادل إمام” ونظرتها له ولفنه وما يقدمه، وفي الجزء الثاني من الفيلم سيتحدث هذا الرجل عن زيارة الزعيم لأسيوط، وعن عملية الاغتيال التي خطط لها بعد الزيارة، كما سيتحدث عن مفاجأة تتعلق بمحاولة اغتيال أخرى لم يفصح عنها من قبل.وعن تفاصيل الجزء الثاني الذي لم يذع بخلاف علاقته مع الجماعات الإسلامية يقول: يتناول العقود الثلاثة بداية من تسعينيات القرن الماضي حتى الآن، والأدوار العربية والدولية التي قام بها، مشيرا إلى أن فترة العمل على الفيلم تجاوزت العام ونصف مقسمة على مجموعة من المراحل، وقد كانت الخطة منذ البداية أن يذاع الفيلم بالتزامن مع عيد ميلاده الـ 85.