“نيويورك تايمز”: الناتو يهدف إلى عقد قمة ودية، لكن قد تعرقلها وجود ترامب أو زيلينسكي.

“نيويورك تايمز”: الناتو يهدف إلى عقد قمة ودية، لكن قد تعرقلها وجود ترامب أو زيلينسكي.

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن حلف شمال الأطلنطي ناتو يسعى إلى عقد قمته المقررة الشهر المقبل بهولندا في أجواء ودية، غير أن وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يُثير حالة من التوتر يسعى الأمين العام للحلف مارك روته لتجنبها.

 وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الاثنين “إن روته يرغب في تقليل التوتر والتركيز على أهداف إنفاق جديدة خلال القمة، وذلك لتجنب الخلاف العلني بشأن أوكرانيا الذي شاب الاجتماع قبل عامين”. لكن أمرين قد يجعلان روته يرأس حدثا أكثر صعوبة: ترامب، المتوقع حضوره، على خلاف مع الحلفاء بشأن مستقبل أوكرانيا، وأيضا أوكرانيا نفسها التي تريد الانضمام إلى الناتو، وهي نتيجة يعارضها ترامب. وأشارت الصحيفة إلى أن قمة الناتو، المقرر عقدها يومي 24 و25 يونيو المقبل في هولندا، تأتي في الوقت الذي تتراجع فيه الولايات المتحدة عن تحمل المسؤولية الرئيسية لحماية أوروبا، مما يثير حالة من عدم اليقين بشأن أمن القارة. وحذر مسؤولو إدارة ترامب نظراءهم الأوروبيين من تغييرات كبيرة وشيكة في تناوب القوات الأمريكية، حتى في الوقت الذي يسعون فيه لطمأنة الحلفاء بالتزام الولايات المتحدة تجاه حلف الناتو.وفي الوقت نفسه، يُقلل ترامب من دعمه لأوكرانيا، وتخلى عن جهوده للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب، ويسعى إلى تطبيع العلاقات مع روسيا. وأضافت الصحيفة أنه في ضوء كل ذلك، يبقى دور أوكرانيا في القمة غير مؤكد، لاسيما بسبب تجاهل ترامب لفولوديمير زيلينسكي، المتوقع حضوره أيضا، لكن لم يتضح حتى ما إذا كان زيلينسكي سيُدعى إلى حفل العشاء الافتتاحي الرئيسي. وبحسب الصحيفة، أشار مسؤولون إلى أن هذه القمة لن تتضمن اجتماعا لمجلس “الناتو-أوكرانيا”، حيث يجلس الحلفاء مع أوكرانيا على قدم المساواة، كما في السنوات السابقة.. وقال البعض “إنه بعد عشاء الليلة الأولى، سيجتمع قادة الناتو لبضع ساعات فقط في اليوم التالي، للتصديق على أهداف إنفاق جديدة من شأنها مساعدة الحلفاء الأوروبيين على استبدال الولايات المتحدة بمرور الوقت كضامن رئيسي للدفاع التقليدي للقارة، ويُخطط الناتو أيضا لعقد منتدى مواز للصناعات الدفاعية، وقد يحضره زيلينسكي”. كما نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أوروبيين قولهم “إن بيان قمة هذا العام سيكون قصيرا ​​وموجزا، وأنه لايزال قيد الصياغة”. وقالت الصحيفة “إن الحلفاء الأوروبيين تعهدوا بمواصلة دعم أوكرانيا للتوصل إلى تسوية سلمية عادلة، ثم تقديم ضمانات أمنية لمنع روسيا من المزيد من التوغلات.. وبينما يأملون في الحصول على دعم إضافي من الولايات المتحدة، فإنهم لا يتوقعون موافقة ترامب والكونجرس على أي أموال إضافية لأوكرانيا”. ولكن حتى الآن، لم يتدخل ترامب في شحنات الأسلحة الأمريكية في إطار المساعدات البالغة قيمتها 61 مليار دولار التي تمت الموافقة عليها خلال فترة رئاسة سلفه جو بايدن.. كما لم يقطع ترامب مرة أخرى معلومات الأقمار الصناعية والاستخبارات الأمريكية المُقدمة إلى أوكرانيا، كما فعل لفترة وجيزة عندما غضب من زيلينسكي لرفضه الأولي دعم وقف إطلاق نار مؤقت. ونقلت الصحيفة عن توري توسيج الباحثة البارزة في المجلس الأطلسي “إن عدم اليقين بشأن مستقبل القوات الأمريكية في أوروبا سيُعقد جهود حلف الناتو لمراجعة المتطلبات العسكرية لدوله، فضلا عن التخطيط الأوروبي لكيفية استبدال الدعم الأمريكي لكل من الناتو وأوكرانيا”.. وأضافت: “إن مناقشة أهداف قدرات الناتو الجديدة دون معرفة ما سيكون عليه الموقف الأمريكي أو ما ستحتاجه أوكرانيا وكيف يؤثر ذلك على تلك القدرات، من شأنه أن يُهدد بخلق فراغ في المستقبل”. ومن جهته، قال مايكل كوفمان الخبير العسكري في الشأن الأوكراني بمؤسسة “كارنيجي” إنه “سيكون من الصعب على الأوروبيين تحقيق أهداف الناتو للدفاع عن أنفسهم ودعم أوكرانيا إلى أجل غير مسمى.. وسيتطلب الأمر تقديم تنازلات”.وصرح مارك روته بأن الاتفاق على هدف الإنفاق الجديد، الذي يحل محل الهدف القديم البالغ 2% من الناتج الاقتصادي على الجيش، سيكون محور اجتماع قمة هذا العام. وفي أحدث الأرقام الرسمية، بلغت 23 دولة من أصل 32 دولة عضو في حلف الناتو الحد الأقصى الحالي أو تجاوزته.. ويتفق جميع المسؤولين والخبراء على أن هدف الإنفاق يجب أن يكون الآن أعلى بكثير.