مزار جبل الطير: المكان الذي عاشت فيه السيدة مريم العذراء والرب يسوع، وجهة دينية يستقطب مسيحيي العالم.

في كهف صغير في قلب الجبل عاشت السيدة مريم العذراء والسيدة المسيح ثلاثة أيام داخل الكهف التي احتمت به خلال رحلة العائلة المقدسة بمصر، انتقلت عبر الضفة الغربية الي الشرقية للنيل قادمة من بني مزار لتصعد للجبل هي ورضيعها وعاشت به على مدى 3 أيام داخل المغارة في جبل الكف كما كان يطلقون عليه.
ووسط الحكايات المتداولة ان السيدة مريم العذراء والسيدة المسيح باركت المكان وجلبت معها الخير والبركة قبل أن تتركه لتستكمل بعدها رحلة العائلة المقدسة. ومنذ القرن الرابع الميلادي أنشأت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الكنيسة الأثرية، لتصبح الكنيسة والدير مزار دينيًا فريدا يأتي إليه الزوار من كل مكان في العالم لزيارتها، ليصبح إحدى أهم نقاط الحج المسيحي الذي لا تكتمل رحلة الحج المسيحية الا بزيارته . مولد العذراء وفي هذا التوقيت يحتفل المصريون مسلمون وأقباط بمولد السيدة العذراء بجبل الطير، ذلك الدير الذي يعد من أهم المزارات الدينية، حيث بدأت الاحتفالات بالدير منذ 22 مايو ويستمر حتى 28 من نفس الشهر والذي ينتهي بعيد الصعود المجيد ، ويتزامن هذا الاحتفال كل عام مع احتفال الكنيسة بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر . ويعد مولد العذراء أحد أكبر الاحتفالات السنوية في الكنيسة حيث تشهد الاحتفالات الذي تمتد على مدى اسبوع كامل زيارة ما يقرب من مليوني مسلم ومسيحي من مختلف الطبقات في أسبوع يطلق عليه أسبوع المحبة حيث يتجمع المسلمون و الأقباط على حب العذراء يحتفلون ويتباركون بالمكان الذي بورك بزيارة وإقامة السيدة مريم والسيد المسيح أثناء رحلتهم الي مصر .
مصيف الغلابة ويعتبر المصريون ان المولد ملاذ للغلابة اذا يعتبرون ان الدير مصيف للغلابة حيث يطل الدير على النيل والأرض الزراعية من ربوة عالية على الجبل الشرقي للنيل، حيث يحرص البعض على الصعود للدير من خلال سلم حجري طويل يستمتعون فيه بالمناظر الخلابة بعد المرور بمعدية تنقلهم من البر الغربي الشرقي في فسحة جميلة، ولا ينتهي الاحتفال بأسبوع المولد فقط بل طوال العام حيث تم اعتماد الدير كاحدي نقاط رحلة الحج المسيحي والتي تم اعتمادها من قبل بابا الفاتيكان.
واستعدت محافظة المنيا للاحتفال بشكل كبير حسب توجيهات المحافظ اللواء عماد كدواني ، حيث تم رفع درجة الاستعداد والتجهيز للاحتفالية منذ فترة كبيرة والغاء الاجازات والعطلات حتى يتم الانتهاء من المولد ، حيث تشهد قرية جبل الطير تكثيفا أمنيا كبيرا لتأمين دخول وخروج المواطنين القادمين من محافظات مختلفة، ويقوم العديد منهم بالمبيت في القرية بالقرب من الكنيسة الأثرية تلك الكنيسة والتي تم نحتها عام 328 ميلادي بأمر من الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين بأن يتم نحت الكنيسة الأثرية الموجودة في تلك الصخرة الكبيرة التي إختبأت بداخلها العائلة المقدسة، وأطلق عليها اسم كنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير، فيما تحتفظ المغارة بطابعها الخاص داخل الكنيسة، وكذلك حجاب الهيكل الخشبي من القرن 16 و3 أيقونات أثرية تم رسمها عام 1554 ميلاديا وتعد تلك المقتنيات أبرز مقتنيات الكنيسة الأثرية.