هادي خشبة لـ”روزاليوسف”: الأهلي يمتلك القدرة على تحقيق أداء متميز في كأس العالم للأندية

هادي خشبة لـ”روزاليوسف”: الأهلي يمتلك القدرة على تحقيق أداء متميز في كأس العالم للأندية

عدت إلى مصر مؤقتًا.. ننتظر انفراجة قريبة.. و”الزعيم” يملك كل مقومات النجاح والاستقرار كلمة السر.. والكرة في ليبيا ستعود أقوى..نرسم ملامح مشروع احترافي رغم الصعوبات

الأهلي المصري معتاد على العالمية.. والأهلي الليبي يستحق مكانه قارياًفي لحظة تتقاطع فيها طموحات الأهلي المصري، بطل القارة السمراء، مع الاستعداد لخوض غمار كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال يونيو المقبل، وتشتد فيها التوترات الأمنية داخل ليبيا، يقف النجم المصري الهادئ هادي خشبة في قلب المشهد، ممسكًا بخيوط حلم يمتد من القاهرة إلى طرابلس. فما بين دوره التاريخي داخل أسوار نادي الأهلي المصري، وتوليه منصب مدير الكرة بنادي أهلي طرابلس، بدا خشبة وكأنه يسير على حبل مشدود بين مسؤوليتين ثقيلتين. إلا أن الأوضاع المتسارعة في ليبيا دفعته للعودة مؤقتًا إلى القاهرة برفقة المدير الفني حسام البدري، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور. ومن منطلق حساسية المرحلة وأهمية ما يجري خلف الكواليس، كان لابد لنا في “روزاليوسف” من لقاء أحد رموز الالتزام والأخلاق في الكرة المصرية، ليس فقط بسبب مسيرته الكروية الناجحة، بل لما أظهره من ثبات واتزان، جعله نموذجًا يُحتذى به إداريًا بعد الاعتزال. نجاحاته المتواصلة على مستوى الإدارة جعلت منه سفيرًا للكرة المصرية في ليبيا، وقائدًا لمشروع طموح مع نادي أهلي طرابلس الزعيم، في رحلة صعود تتجاوز حدود الملاعب.. تفاصيل شيقة وكواليس مثيرة نكشفها في هذا الحوار الخاص مع هادي خشبة:▪ في البداية، نرحب بعودتك إلى أرض الوطن سالمًا.. هل كانت هناك مخاوف حقيقية أثناء وجودكم في ليبيا؟على العكس تمامًا، الأمور كانت مستقرة جدًا، وكنا نعمل مع نادي أهلي طرابلس بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفنا الأول: التتويج بالدوري الليبي، تمهيدًا للمنافسة القارية في البطولة الأفريقية. لكن مع بداية التوترات الأخيرة، اتُخذ قرار العودة إلى القاهرة، بجهود مشكورة من وزارة الشباب والرياضة المصرية، التي لم تتأخر في التواصل معنا. الوزير دكتور أشرف صبحي كان متابعًا معنا لحظة بلحظة، ولا يفوتني هنا أن أشيد أيضًا بالحب والدعم الكبيرين من الأشقاء في ليبيا، الذين أظهروا حرصًا حقيقيًا على سلامتنا.▪ بالعودة إلى الكرة المصرية.. كيف ترى مستقبل الأهلي في كأس العالم للأندية، في ظل بعض التحديات؟أرى أن الأهلي يملك كل المقومات للظهور القوي. لديه خبرة كبيرة في البطولة، ومجموعة مميزة من اللاعبين، فضلًا عن مدرب جديد يملك الحافز والطموح لإثبات نفسه. أضف إلى ذلك إدارة واعية وجمهور وفيّ، وهما عاملان مهمان في دفع الفريق نحو تحقيق نتائج مشرفة.▪ هل كان من الممكن البقاء في طرابلس رغم الظروف؟من الناحية المهنية لم يكن الأمر صعبًا، لكننا نعمل في منظومة احترافية، وهناك توقف مؤقت للنشاط. لذا كان القرار الأفضل أن نعود إلى القاهرة لحين اتضاح الصورة. نحن ما زلنا مرتبطين بالنادي، ومتى ما استقرت الأوضاع، سنكون مستعدين للعودة في أي وقت. أتابع الأمور عن كثب، وهناك مبادرات ومقترحات تبعث على التفاؤل، ونأمل أن نرى انفراجة قريبة تعيدنا لمواصلة مشروعنا مع “الزعيم” الليبي.▪ كيف تقيّم تجربتك كمدير للكرة مع الأهلي طرابلس؟أعتبرها تجربة جديرة بالاحترام والتقدير. فرغم الظروف المتغيرة التي تمر بها مجتمعات كثيرة، يظل الشعب الليبي نموذجًا صادقًا للأصالة والكرم العربي. أينما حللت في ليبيا، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، ستجد البشاشة والترحاب عنوانًا ثابتًا، وكرم الضيافة سلوكًا فطريًا لا يعرف التكلّف. كانت المعاملة من الجميع رائعة، وشعرت وكأنني بين أهلي وأحبتي، وهذه الأجواء انعكست إيجابًا على طبيعة عملي اليومي داخل النادي.▪ على الصعيد الفني.. هل هناك مواهب ليبية لفتت انتباهك؟بالتأكيد، هناك مواهب واعدة ومهمة، لكنها تحتاج إلى برامج تطوير وانضباط وخطط احترافية لصقلها وتوجيهها بالشكل الصحيح. وهذا ما بدأنا العمل عليه خلال الفترة الماضية، خاصة بعد انضمام الكابتن حسام البدري كمدير فني للفريق، وهو رجل يملك الخبرة، ويعرف النادي جيدًا حيث سبق له تدريبه قبل أكثر من 11 عامًا. وبالفعل بدأنا نلمس نتائج إيجابية، لكن التوقف الطارئ حال دون استكمال المشروع، ونأمل في العودة قريبًا لاستكمال ما بدأناه.▪ هل العودة إلى طرابلس واردة في أي لحظة؟بالتأكيد، نحن ما زلنا على قوة نادي الأهلي طرابلس، والعلاقة مع الإدارة ممتازة والتواصل مستمر. لدينا مشروع حقيقي على أرض الواقع، وتجربتنا كانت رائعة بكل المقاييس، رغم التحديات. الأهلي طرابلس نادٍ عريق، يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، وتاريخ مشرف. على المستوى الشخصي، لقيت دعمًا كبيرًا من الإدارة والجماهير، واللاعبون يملكون إمكانيات فنية مميزة. باختصار، النادي يملك كل مقومات النجاح والتفوق، وأتطلع للعودة واستكمال هذه الرحلة في أقرب وقت ممكن.▪ هل تتوقع حدوث انفراجة قريبة في الأوضاع الحالية؟بطبيعة الحال، القرار لم يكن سهلًا، لكن التوترات الأخيرة أثرت بشكل واضح على استقرار النشاط الرياضي، ولذلك فضّلت العودة المؤقتة إلى القاهرة حتى تتضح الصورة بشكل أفضل. السلامة تأتي أولًا، سواء بالنسبة لي شخصيًا أو للنادي ككل. ورغم الغياب، نحن على تواصل دائم مع إدارة الأهلي طرابلس، ونتابع المستجدات على أمل العودة في أقرب فرصة.▪ هل ترى أن عودة النشاط الكروي باتت قريبة؟بإذن الله، لدي ثقة كبيرة أن الأوضاع ستعود للاستقرار. الكرة في ليبيا ليست مجرد لعبة، بل هي شريان حياة ومتنفس رئيسي للشباب، ومصدر فرح للجماهير. ليبيا تمتلك كل مقومات النجاح الرياضي، من ملاعب، وجماهير متعطشة، وطاقات بشرية واعدة. كل ما تحتاجه هو بعض الهدوء، ووقتها ستعود الكرة الليبية أقوى مما كانت.▪ برأيك، لماذا لم تحصل المواهب الليبية على فرصتها في الاحتراف الخارجي رغم تميزها؟هذا سؤال مهم جدًا، لأن الكرة الليبية دائمًا ما أنجبت مواهب مميزة، وقد لمست ذلك شخصيًا خلال متابعتي للدوري المحلي، وتحديدًا في صفوف الأهلي طرابلس. الفريق يضم عناصر فنية رائعة، سواء من حيث القدرات الفردية أو العمل الجماعي. لكن الاستمرارية الفنية هي العنصر المفقود، وهذا ما نعمل عليه حاليًا. أعتقد أن وجود جهاز فني مستقر على المدى الطويل هو مفتاح النجاح، وقد ناقشنا هذا الأمر مع السنغالي أليو سيسيه، المدير الفني الجديد للمنتخب الليبي، من أجل بناء تصور شامل لتطوير المواهب، وصقلها بما يؤهلها للاحتراف الخارجي، وخلق بيئة كروية مستقرة تساعد في إطلاق الطاقات.▪ كيف تقيّم الوضع الإداري داخل النادي؟بكل صراحة، هناك إرادة حقيقية من الإدارة لدعم مشروع كرة القدم، لكننا نواجه أحيانًا ظروفًا غير مستقرة بسبب التحديات العامة في البلاد. ورغم ذلك، هناك تعاون كبير بين كافة الأطراف داخل النادي، ونعمل جميعًا وفق هدف واضح يتمثل في بناء منظومة احترافية تدريجيًا، وهو أمر يتطلب الكثير من الصبر والالتزام.▪ هل طبقت فلسفة إدارية معينة منذ توليك المهمة؟نعم، أنا مؤمن بأن العمل الإداري لا يقل أهمية عن الفني. ومنذ اليوم الأول، ركزت على ترسيخ مبادئ الاحتراف والانضباط، وتحديد الأدوار بشكل واضح، وفتح قنوات تواصل فعالة مع اللاعبين والجهاز الفني. في الكرة الحديثة، الإدارة لا تعتمد فقط على القرارات، بل على الشفافية، والتخطيط الدقيق، ومتابعة التفاصيل اليومية لضمان الاستمرارية وتحقيق الأهداف.▪ كيف كان تجاوب اللاعبين مع هذه المنهجية؟الحقيقة أن تجاوب اللاعبين كان رائعًا جدًا. داخل الأهلي طرابلس، هناك احترام كبير من اللاعبين تجاه المسؤولين، إلى جانب رغبة واضحة في التعلم والتطور. أحرص دائمًا على التعامل معهم كأخ أكبر وكمدير في الوقت ذاته، وهذا التوازن يخلق بيئة صحية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، مما ينعكس إيجابًا على أداء الفريق.▪ أخيرا.. ما أبرز التحديات التي تواجهونها؟ وما الطموحات؟الاستقرار العام هو التحدي الأكبر. فكما تعلم، كرة القدم لا يمكن أن تنفصل عن المحيط السياسي والاجتماعي. أما على صعيد الطموحات، فأنا أطمح إلى تأسيس مشروع مستقر داخل هذا النادي الكبير، وأن نصل إلى مرحلة نشارك فيها بشكل دائم في البطولات القارية، ونسجل اسمنا بقوة على الخريطة الأفريقية. كما أتمنى أن نحصد نتائج تُسعد الجمهور الليبي الكبير، الذي يستحق الكثير، لما يتمتع به من وفاء وشغف لا يُقدّر بثمن.

دكتور أشرف صبحي يتحدث مع اللاعب كهربا

خشبة والبدري وكهربا مع أشرف صبحي

خشبة والبدري وكهربا مع أشرف صبحي