آمال صالح تكتب: ليس هناك متسع للحب!

آمال صالح تكتب: ليس هناك متسع للحب!

كيف يمكن أن نعلن إفلاسنا بهذه السرعة من قرون استوطنت ذاكرة أمة بأكملها..

صحراء من الجود.. تترامى فيها مخيلة نشأت على شهامة ومروءة عروة ابن الورد.. وعلى كرم حاتم الطائي..أحلام تلبس الليل لتخلو إلى عالم من الشعر..كلما تذكرت هذه الأسماء أحسست باغتراب حاد يسكنني إلى حد النخاع.. أن أتذكر تلك الأسماء وهي تتغلغل في وجداني.. تسري في دمي.. حاتم الطائي لم يكن شاعرا.. ولكنه أحدث الجمال حوله بصفات الجود والكرم… أليست المحبة هي هذا المجد التاريخي العميق، أعطى لطلبنا العلم معنى سرمدي للحب..عروة ابن الورد.. كان مثالا يضرب به للمروءة..ماذا عن حكايات العشق عند العرب.. عن قوم اذا عشقوا ماتوا..أنا هنا أتذكر ما كنا نردده من أشعار.. في زمن الطفولة والشباب حين كنا نرى العالم بعيني المحبة..كل شيء جميل ينبض بداخلنا وتصطبغ هذه النظرة لتسود العالم الخارجي..كانت هناك براءة..براءة فينا وأيضا عالم مثالي بنيناه من الكتب..ولكن الأشخاص كانوا من الواقع..كانت هناك حتى في مرحلة الجاهلية أشخاص بنوا قيما وغمروا الصحراء بنبع وحلاوة أشعارهم..برغم قسوة المناخ… كانت الأشعار تتجلى ربيعا دائما للحب العذري..لم تخل حقبة من ذلك الانسياب الرومانسي يخط حكايات الشوق بين الرمال والفضاء… على ضوء القمر كانت تكتب المعلقات..نحن الآن في زمن السرعة.. وهل كان في تاريخ الشعر العربي حياة ترف؟!هل كانت الحياة وبكل شظفها خالية من السباق؟!!ربما أنا خرجت من دنيا المنطق.. ولم أفهم الحياة.. ربما تشبثت كثيرا بعالم موازي.. فكانت الهوة عميقة..أنا لا أرى من حولي إلا سباق ليس فيه إلا إفلاس من مشاعر الحب..وكأن كل شيء يقول لي لا وقت للحب.