“واشنطن بوست”: إسرائيل تواصل قصفها القاتل على غزة

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الثلاثاء أن إسرائيل تواصل شن غارات مميتة على قطاع غزة والتي تأتي في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المتضرر.
وأوضحت الصحيفة -في سياق تقرير إخباري- أن الغارات الجوية استهدفت اليوم مدرسة تأوي مئات الأسر الفلسطينية، وأهدافا أخرى في غزة، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة إغاثة خاصة جديدة مثيرة للجدل، مرتبطة بالحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، أنها بدأت بتوزيع الطعام داخل القطاع. وأضافت الصحيفة أن هذه المؤسسة تثير شكوكا في مصداقيتها بعدما استقال اثنين من كبار المسؤولين في المؤسسة، حيث قال جيك وود، الذي استقال من منصبه كمدير تنفيذي -في بيان صدر في وقت متأخر من يوم أمس الأول الأحد- إن خطط المجموعة لا يمكن أن تتوافق مع ما أسماه “المبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلال”. كما استقال أيضًا ديفيد بيرك كبير مسؤولي العمليات، وفقًا لأشخاص مطلعين على الوضع تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى الصحافة ولم يتسن الوصول إلى بيرك للتعليق. وسلطت الصحيفة الضوء على تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العريقة الذين أكدوا مرارًا وتكرارًا عن رفضهم العمل مع المؤسسة، معربين عن مخاوفهم من أن خططها لإدخال المساعدات إلى غزة تنتهك المبادئ الإنسانية، وتؤدي إلى عسكرة عملية إيصال المساعدات، وقد تجبر الفلسطينيين على مزيد من النزوح، وهو ما يعد جريمة حرب. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في غزة أثارت انتقادات من بعض أقوى حلفائها، ودفعتهم إلى إعادة النظر في علاقاتهم مع حكومة بنيامين نتنياهو حيث علقت بريطانيا مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل، ويُراجع الاتحاد الأوروبي علاقاته التجارية. ويوم أمس الاثنين، صرح المستشار الألماني فريدريش ميرز لإذاعة محلية : “إن إلحاق الأذى بالسكان المدنيين إلى هذا الحد، كما هو الحال بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، لم يعد يُبرر “. ونقلت الصحيفة عن فارس عفانة سائق سيارة إسعاف في غزة، وكان في موقع الغارات اليوم قولها إن طواقم الدفاع المدني هدمت الجدران للوصول إلى الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض المشتعلة..مضيفا أنه أحصى ما لا يقل عن 30 حالة وفاة، وأنه مع إصابة عدد أكبر بحروق بالغة، فإنه يتوقع ارتفاع عدد القتلى. وقال عفانة: “المدرسة كبيرة جدًا، وتأوي آلاف النازحين، حتى ساحاتها وملاعبها مليئة بالخيام، المدرسة لم تُظهر أي علامات على وجود مسلح”. وتابعت الصحيفة أن إسرائيل تتجاهل إلى حد ما الإنتقادات الدولية وتواصل عملياتها العسكرية حتى القضاء على حماس كما تقول، وحتى تُعيد 58 رهينة متبقين داخل غزة. ومع استمرار المفاوضات، التي تضم ممثلين عن إسرائيل وحماس والولايات المتحدة، تضاربت التقارير حول التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض الرهائن على الأقل مقابل وقف إطلاق نار مؤقت يُفضي إلى مفاوضات، برعاية أمريكية، من أجل وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي من غزة. وصرّح متحدثون باسم حماس في أوقات مختلفة بأن الحركة وافقت على الخطة بينما اختلف المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف مع هذا الوصف للاقتراح، وقال إن حماس لم توافق.