طفرة التالجو.. نحو الصخور!

طفرة التالجو.. نحو الصخور!

في الوقت الذي تسعى فيه الدولة بكل مجهوداتها لإحداث طفرة ملحوظة في قطاع النقل وخاصة السكك الحديدية، والعمل على تطويرها وتحديثها وإدخال  أنواع جديدة  عالمية من القطارات.. لا يزال السلوك العقيم من جانب أطفالنا،  أن يوقفوا القطار وهو يسير ورشقه بالحجارة.

 وقبل الاستطراد في الحديث عن تلك الظاهرة وكوارث تداعياتها، لابد أن نثمن توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومجهودات الحكومة ووزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير، على الاهتمام غير المسبوق بقطاع النقل باعتباره الشريان الرئيسى الذي تبنى على أساسه كل برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، وبصورة خاصة  على سلسلة التطور في السكك الحديدية والبنية التحتية لها ورفع كفاءة العنصر البشرى باعتباره الركيزة الأساسية للتطوير والتحديث. حيث وضعت خطة التطوير لتستهدف رفع طاقة نقل الركاب من 1,2 مليون راكب/ يوم  فى عام 2014 إلى 2 مليون راكب/ يوم، عام 2030، وأيضا ورفع طاقة نقل البضائع من حوالي 5 ملايين طن سنوياً  إلى 13 مليون طن سنوياً خلال نفس الفترة السابقة، مع إعادة تأهيل قطار نوم سياحي فاخر وإعادة تشغيله لرجال الأعمال علي خطوط السكك الحديدية. إلى جانب دخول أسطول القطارات الجديدة ومنها  قطار التالجو، الذي يعد أحدث إضافة إلى أسطول السكك الحديدية المصري وأحدث أنواع القطارات الحديثة التي تم إدخالها في الخدمة لتحسين جودة وسائل النقل السككي في مصر، والذي يتميز بسرعته الفائقة  وتصميمه الحديث وخدماته المتطورة للركاب. ولا ننسى، مشروع القطار الكهربائي السريع ” قطار lrt في مصر” أحد وسائل النقل المستحدثة طبقًا لرؤية مصر 2030، ويسمى أيضًا بقطار العاصمة الإدارية المكهرب كونه يربط بين مختلف وسائل المواصلات في مصر، وبين المدن القديمة والجديدة عن طريق المحطات التبادلية التي تضم القطار المكهرب، والمونوريل. وفي الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى توفير أعلى معدلات السلامة والأمان على شبكات وسائل النقل، ومنها القطارات، نرى استمرار  الظاهرة السلبية المتفشاة بين الأطفال خاصة فى المحافظات على خطوط الضواحى من رشق القطار بالطوب، مما  تؤدى الى كوارث، حيث يتعرض الركاب وسائقى القطارات للخطر. فليس من المقبول، أن نترك أطفالنا فى الاستمرار فى تلك الانحرافات الصبيانية، حتى أصيبت مؤخرا، طفلة من  ذوى الهمم فى عينها وهى الطفلة “إيمان”، حينما  استقلا  الوالد وابننه القطار بعد الانتهاء من جلسة علاج دورية للطفلة بمستشفى الهلال للتأمين الصحي بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وفوجئوا بعد أن تخطى القطار محطة “كفر السنابسة “، تعرضه لرشق حجارة على عرباته مما أدى إلى تهشم زجاج النوافذ ومرور الحجارة عبرها.. لتصاب البنت  بكسر في الجمجمة  ونزيف حاد فى المخ وتصفية عينها اليمنى.  هذا بخلاف ما  تسببه تلك الظاهرة، من الإضرار باقتصاد الدولة،  نتيجة ما  تسببه من إلحاق أضرار بالقطارات، وتضطر الدولة  إلى إعادة  إصلاحها من ميزانية قطاع  السكك الحديدية، مما يشكل عبئا على الدولة.   كل ذلك جعل وزارة النقل توجه نداء للمواطنين بالمشاركة معها فى التوعية من مخاطر هذه الظاهرة الخطيرة ليس فقط على الركاب والسائق والقطارات نفسها، ولكن أرى  أيضا، أنه  للحفاظ على هؤلاء الأطفال أنفسهم، حيث يمكن من خلال جمعهم للحجارة وإلقائها على القطار السريع أن يصابوا  بأذى  من جراء احتمال أن تفلت الحجارة من يدي الطفل  لتصيب عينه أو رأسه. كما أن  تكتل  هؤلاء الأطفال، يعد وسيلة سهلة للشجار والضرب فيما بينهم حيث يتنافسون عن من يلقى الطوب أولا على القطار . وهنا لا بد أن ننتبه واصبح  من الضروري، التعرف على أسباب ذلك السلوك غير السوى، من الأطفال الذين يرشقون القطارات بالحجارة، حيث أرجع البعض  ومنها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن رشق القطارات بالحجارة سلوك عدواني محرم، وإتلافٌ مستنكر للمرافق العامة، وأن التوعية بخطر هذا السلوك وضررِه، واجب ديني ووطني، وقال البعض، أن هناك خطرا كبيرا اسمه الاكتئاب المبتسم وهى معاناة   الأطفال بصمت ولا يتكلمون حول أسبابه، أيضا  الاضطرابات النفسية لدى الأطفال قد تؤثر تأثيراً عميقاً على تصرفاتهم، مما يجعلهم يلجأون إلى رشق الطوب كوسيلة للتنفيث عما بداخلهم. كل تلك الأسباب أصبحت تحتم على أولياء الأمور ليس فقط منع أبنائهم عن تلك الظاهرة، ولكن البحث بجدية عن ما وراء لجوء أطفالهم إلى ذلك التصرف، حتى يكون لدينا جيل صحيح نفسيا وبدنيا.  ألستم تتفقون معى، أن استمرار تلك الظاهرة، وعدم قدرة الأسرة على منع أطفالها من تلك الكارثة، أن يخضع هؤلاء الأطفال إلى المسائلة القانونية، حتى لاتتكرر تلك الأفعال الصبيانية، التي تلحق الضرر بالمال العام وأيضا بتعريض حياة قائد القطار والركاب للخطر.