إلغاء مشروعات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة بقيمة 14 مليار دولار

إلغاء مشروعات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة بقيمة 14 مليار دولار

أظهر تحليل نشرته شبكة “ياهو فينانس” الأمريكية أن استثمارات في الطاقة النظيفة تتجاوز قيمتها الـ 14 مليار دولار في الولايات المتحدة قد تم إلغاؤها أو تأجيلها خلال العام الجاري، وسط مخاوف متزايدة من تأثيرات التشريعات الضريبية الجديدة التي يدعمها الجمهوريون في مجلس النواب، والتي تهدد بإلغاء إنهاء المنح المُخصصة للطاقة المتجددة.

وأفاد التحليل – حسبما نقلته شبكة “ياهو فينانس” اليوم الخميس – بأن العديد من الشركات تشعر بالقلق إزاء تعرض الاستثمارات للخطر في ظل إقرار الجمهوريين في مجلس النواب لمشروع قانون ضريبي من شأنه أن يُلغي اعتمادات الطاقة النظيفة. وتشير التقديرات إلى أن الإلغاءات والتأجيلات للاستثمارت منذ يناير الماضي تسببت في فقدان نحو 10 آلاف وظيفة جديدة في قطاع الطاقة النظيفة. كما أن كثير من الشركات أوقفت مشاريعها بسبب مخاوف من إلغاء الإعفاءات الضريبية التي تم تبنيها في قانون مكافحة التضخم (IRA) لعام 2022، وهو حجر الزاوية في سياسة الرئيس السابق جو بايدن المناخية. كما أوضح التحليل أن خطة مجلس النواب، إلى جانب تركيز الإدارة على القضاء على الطاقة النظيفة وإعادة الأشخاص إلى دولة تعتمد على استهلاك الفحم والغاز المُستهلِك، تدفع الشركات إلى إلغاء خططها وتأجيلها، ونقل أموالها ووظائفها إلى دول أخرى. ويراجع مجلس الشيوخ في الوقت الحالي مشروع القانون، مع تحديد موعد نهائي غير رسمي في 4 يوليو المقبل لعرضه على رئيس البلاد. كانت إدارة ترامب قد سعت إلى تفكيك جزءٍ كبيرٍ من سياسة بايدن البيئية والمتعلقة بالمناخ، فانسحبت إدارته مجددًا من اتفاقية باريس للمناخ، وألغت عددًا لا يُحصى من لوائح التلوث والمبادرات البيئية البارزة، وأعادت النظر في النتائج العلمية الداعمة للعمل المناخي، وحجبت مصادر الطاقة المتجددة، وغيرها، في محاولةٍ لتعزيز أجندة “هيمنة الطاقة الأمريكية” التي يقودها الوقود الأحفوري. فيما تمضي دولٌ أخرى قدمًا في الاستثمارات الخضراء، حيث يلتزم البرلمان الأوروبي بآلية الاتحاد الأوروبي لتعديل حدود الكربون، وهي سياسة تهدف إلى منع “تسرب الكربون”، أو نقل الشركات إنتاجها إلى دول ذات سياسات مناخية أقل صرامة، كما تتجه المنظمة البحرية الدولية نحو فرض ضريبة عالمية على الكربون على الشحن. وفي المقابل، هناك إشارات على الأمل، حيث شهد شهر أبريل الماضي وحده استثمارات جديدة بقيمة 500 مليون دولار، من بينها توسيع عمليات الطاقة والنقل الكهربائي لشركة التصنيع اليابانية هيتاشي في ولاية فرجينيا، كذلك استثمرت شركة المواد والتكنولوجيا “كورنينج” الأمريكية في تصنيع الطاقة الشمسية في ولاية ميشيجان. لكن، وفقًا للتحليل، فقد تم إلغاء أو تأجيل 4.5 مليار دولار من المشاريع في أبريل الماضي بمفرده، ما يدل على حجم التهديد الذي يواجه التحول نحو الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، في وقت تمضي فيه أوروبا والدول الأخرى قدمًا في مسارات خضراء أكثر طموحًا.