إستراتيجية إسرائيلية لتقسيم قطاع غزة

إستراتيجية إسرائيلية لتقسيم قطاع غزة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى عمليات الاقتحام، وذلك بالتزامن مع إجراء محادثات مباشرة بين «حماس» وواشنطن فى الدوحة، كانت قد أسفرت عن بلورة مقترح جديد بشأن وقف إطلاق النار، إلا أن هذا المقترح شهد رفضًا من جانب الاحتلال الإسرائيلى، فضلًا عن استمرار رفض حماس الشروط الإسرائيلية المعلنة لإنهاء الحرب، والتي أكدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، أحياء وأمواتًا وتسليم حماس لجميع أسلحتها، ومغادرة قادة الحركة قطاع غزة، وإنهاء أى دور لحماس فى حكم القطاع مستقبلًا.

 من جانبه، قال اللواء الدكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الاستراتيجية، إن ما يحدث فى قطاع غزة الآن من اقتحام للأقصى وعودة جيش الاحتلال بشكل كامل، خطة مسبقة أعدها الاحتلال الإسرائيلى، مشيرًا إلى أن هذا العدوان وهذه الاقتحامات بدعم كامل من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة والإدارة الأمريكية.. وأضاف رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن الاحتلال ينفذ التهجير من خلال ثلاث مراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى بعد نقض الاتفاق الأخير قبل شهرين، وانتهت بزيارة الرئيس الأمريكى ترامب لدول الخليج، وكانت تركز على استهداف عناصر حركة حماس وقياداتها المتبقين فى قطاع غزة، بالإضافة إلى رفع كفاءة قوات الاحتلال بعد عام ونصف من العمليات وتجهيزها للعملية الجديدة.. وتابع «سالم»، أن إنشاء جيش الاحتلال ممرات ساعدت على تقسيم وتشتيت قطاع غزة إلى ثلاث مناطق متفرقة، تسيطر عليها إسرائيل من خلال أربع قواعد عسكرية، وهو ما تم تنفيذه، كما قامت إسرائيل بتدمير جميع المبانى والمنشآت السكنية المطلة على حدود القطاع من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية والغربية، وذلك لتأمين المستوطنات.واستطرد: «المرحلة التالية كانت عقب زيارة الرئيس الأمريكى إلى دول الخليج وعقب ذلك من تطورات ميدانية داخل قطاع غزة، لأن ما قامت به إسرائيل فى تلك الفترة أمر مرتب فى غاية الدقة وهو ما يجعلنا نقول بإنها مراحل تم الإعداد لها مسبقاَ وتتمثل فى تحضير ودفع 4 فرق داخل قطاع غزة من أجل الضغط على حركة حماس لإتمام صفقة تبادل الأسرى فى أسرع وقت.فيما قال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك تواصلًا بين الوسطاء ومصر مع المبعوث الأمريكى، من أجل التوصل لحل فورى ودائم، فى الوقت الذي يشهد فيه المسجد الأقصى اقتحامات كبيرة وغارات مكثفة على قطاع غزة.. وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق:» حالة من الغموض تخيم على هذه المفاوضات، وسط رفض إسرائيل مقترح رجل الأعمال الفلسطينى – الأمريكى بشارة بحبح، المقرب من الرئيس دونالد ترمب، ومبعوثه ستيف ويتكوف، حيث تعمل الولايات المتحدة فى الوقت الحالى على ممارسة هوايتها المفضلة  فى الضغط على حماس وسط اتصالات مستمرة فى محاولة لدفع «حماس» للموافقة على اقتراح المبعوث الأمريكى ستيف ويتكوف.