«دراو».. محطة عبور الإبل القادمة من السودان

تعد محافظة أسوان، المحطة الأخيرة لـترانزيت تجارة الماشية والإبل القادمة من السودان، قبل أيام من عيد الأضحى المبارك، وقد حظيت بوابة مصر الجنوبية بهذه الشهرة منذ زمن بعيد، حيث يفد إليها تجار الماشية والأغنام والإبل من كل حدب وصوب قادمين من السودان، فى رحلة الأربعين كما كان يطلق عليها، فى ظل أنهم كانوا يقطعون مسافات كبيرة سيرًا على الأقدام ما بين السودان ومصر، التي كانت من أهم محطاتها منطقة درب الأربعين جنوب غرب محافظة أسوان، لكن مع تطور وسائل النقل والمواصلات، تم اختصار الرحلة بين المناطق والولايات السودانية وأسوان بوابة مصر الجنوبية فى يومين أو 3 على الأكثر.
قال عوض هدل، شيخ مشايخ قبيلة البشارية بأسوان، التي تعد من أشهر القبائل التي تعمل فى مجال تجارة الماشية والأغنام وتجارة الإبل: إن رحلة الماشية والإبل القادمة من السودان، تعد من أشهر أنواع التجارة البينية بين البلدين، منذ القدم، إذ كانت تستغرق الرحلة نحو الشهر وتبدأ جنوبًا من مناطق ولايات دارفور والفاشر ودنقلا والجنينة بالسودان التي يكثر بها قطيع الجمال السودانية والماشية بمختلف أنواعها.وتابع: كان يتم نقلها إما بالطريق الشرقى عبر مناطق العبيدية ثم أبوحمد ثم منطقة الابياد ومنها إلى منطقة توشكى جنوب مصر، أو من خلال المناطق السودانية الى طريق منطقة أرقين على الحدود المصرية – السودانية وتحديدًا عند مدينة أبوسمبل السياحية جنوب محافظة أسوانـ ومنها يتم نقلها إلى المحاجر البيطرية بمدينة أبوسمبل، والشلاتين جنوب محافظة البحر الأحمر، للتأكد من خلوها من الأمراض قبل دخولها إلى البلاد، فى حين يتم عزل المريض منها ونقل السليم إلى أسواق محافظة أسوان، خاصة سوق دراو الشهير، وأيضًا سوق برقاش وإمبابة جنوب محافظة الجيزة.وأكد أشرف عبدالحميد، تاجر سودانى مقيم بأسوان، أن مدينة أسوان، وتحديدًا سوق البشارية يعد معقل بيع الأضاحى والأغنام التي يتصدرها أنوع الخراف البلدى والمهجن والبشارى وأنواع أبودليق وهى من الأنواع السودانية الشهيرة، وغيرها من الأنواع البلدية التي يتم تربيتها بأسوان، ويتزايد عليها الطلب مع الـ 10 الأوائل من شهر ذى الحجة قبل أيام من عيد الأضحى.وأوضح أن طرق المعاملات والبيع فى تجارة الماشية والأبل وخاصة القادمة من السودان، كانت تعتمد فى السابق على كلمة الشرف دون أى ضمانات أو إيصالات أمانة كونها القاسم المشترك بين البائع والمشترى، حيث كان يتم توريدها فى العادة الى التجار المصريين دون مقابل، وعقب إتمام عملية البيع يتم توريد أسعارها للتجار السودانيين، لكن تغيرت معاملات البيع والشراء بين التجار مع تطور وسائل المواصلات وإتاحة وسائل النقل البرية بين البلدين بعد إنشاء طرق أرقين /أشكيت وغيرها، التي ساهمت فى سرعة تدفق هذه التجارة بكل سهولة ويسر.وتابع: إن نظام بيع الأضاحى فى معظم أسواق أسوان، خاصة سوق منطقة البشارية، يعتمد على طريقتين، الأولى: نظام البيع بـالرأس دون التقيد بالوزن، حيث يتراوح سعر الضأن ما بين 7000 و15000 الف جنيه، ويزداد السعر مع زيادة حجم الأضحية، أما الطريقة الثانية لشراء الأضحية، فتعتمد على الوزن“القائم”، التي تختلف فى العادة على حسب نوع الخراف التي يصل فيها سعر كيلو الضأن القائم ما بين 250 و300 جنيه.