الأنبا سمعان.. قصة الجداريات التي تصور الكعبة في دير مسيحي

الأنبا سمعان.. قصة الجداريات التي تصور الكعبة في دير مسيحي

تفردت مصر باحتضانها مجموعة من أعرق الأديرة والكنائس التاريخية التي تعود لقرون مضت، ومن أبرزها “دير الأنبا سمعان”، المعروف أيضًا باسم “دير هدرا السائح”، الذي يقع غرب مدينة أسوان، ويُعد واحدًا من أشهر الأديرة المسيحية فى صعيد مصر.

 يعود تاريخ هذا الدير إلى القرن الخامس الميلادي، حيث ارتبط اسمه بالأنبا هدرا، أحد أبرز القديسين فى التاريخ القبطي.ما يميز دير الأنبا سمعان، ويجعله استثنائيًا فى تاريخ التعايش الديني، هو أنه كان إحدى المحطات المهمة للحجاج المسلمين المغاربة فى طريقهم إلى مكة المكرمة، حيث كانوا يمرون بالصحراء الغربية ثم إلى سواكن فى السودان، قبل أن يكملوا رحلتهم المقدسة. وقد استضافهم الدير فى قلاياته، ما يعكس عمق التلاحم والتآخى بين المسلمين العرب والأقباط المصريين. وتشهد جدران الدير الداخلية على هذه اللحظة الفريدة من التاريخ، حيث اكتُشفت كتابات بأسماء الحجاج ورسومات من بينها صورة للكعبة المشرفة.يؤكد محمد أبو الشيخ، مدير منظومة الأمن بقطاعات الآثار الثلاثة بأسوان والمسؤول السابق عن دير الأنبا سمعان، أن هذا الدير بدأ ككهف صغير فى أحضان جبال أسوان من الجهة الغربية، بالقرب من المزار الشهير “قبر الأغاخان”، وقد تحوّل لاحقًا إلى دير متكامل لعبادة ورهبنة الأنبا هدرا.. يمتد الدير على مساحة تقدر بـ6 أفدنة، ويبلغ ارتفاعه نحو 5.5 متر. يتميز الدير بتصميمه القوى الذي يجمع بين حجر الجرانيت والطوب اللبن الأسواني، ويضم أبراجًا دفاعية للحراسة، إضافة إلى مداخل من الناحيتين الشرقية والغربية. ويتبع البناء الطابع الباخومى المعروف بالرهبنة الجماعية، حيث ينقسم الدير إلى قسمين: السفلى لإقامة الشعائر الدينية، والعلوى ليكون مقرًا لإقامة الرهبان.