«المتحف العظيم».. قصة صحراء تحولت إلى معلم حضاري رائع

«المتحف العظيم».. قصة صحراء تحولت إلى معلم حضاري رائع

فى الوقت الذي ينتظر العالم كله بشغف افتتاح المتحف المصري الكبير، هل فكرت أو تخيلت كيف كان شكل المكان قبل أن يتم بناء هذا الصرح الحضارى الشامخ؟!!.. حسنا سنساعدك على التخيل ونأخذك معنا فى رحلة إلى الماضى قبل سنوات عديدة ، لنتعرف معا على شكل المخطط العام لمشروع المتحف، وكيف كانت ضربة البداية لأعمال الحفر التي تمت فى المشروع لتسوية الأرض وتمهيدها لإقامته.

 بدأت حكاية الحلم فبراير 2002 بوضع حجر الأساس، وفى نفس العام 2002 تم الإعلان فى مؤتمر دولى عن المسابقة المعمارية الدولية لتصميم المتحف، ليكون أكبر متحف للآثار المصرية فى العالم، ليصنع بقربه من الأهرامات مشهداً ساحراً يليق بحضارة مصر العظيمة، والمسابقة كانت برعاية اليونسكو وإشراف الاتحاد الدولى للمعماريين، وتمت دعوة جميع المعماريين والمصممين من أنحاء العالم ليقدم كل منهم تصورا للمتحف، وبالفعل تقدم معماريون من 83 دولة بتصورات معمارية بلغت فى مجملها 1557 مشروعاً، تمثل أفضل ما توصل إليه خيال وإبداع الإنسان، وكانت مهمة شاقة للجنة التحكيم الدولية لاختيار أفضل وأنسب الأفكار التي تستحق التنفيذ، وقد كان.وبدأت الأعمال التنفيذية 2005، حيث تم تأهيل وإعداد موقع المشروع لمدة 6 أشهر بدأت فى مايو وانتهت فى نوفمبر من نفس العام، وتم فيها إخلاء الموقع من جميع الإشغالات وإزالة المخلفات وبناء أسوار لتحديد الملكية بطول حوالى 3 كيلومترات وتمهيد الطرق الداخلية لتسهيل إدارة الموقع أثناء مراحل التنفيذ المختلفة، مع تخصيص موقع آمن لنقل تمثال رمسيس والذي تم نقله وتأمينه داخل الموقع فى 25 أغسطس 2006 وتم عمل البوابات ونظم تأمين وإضاءة الموقع بأكمله واللافتات الإعلانية عن المشروع.كما تم إعداد رفع مساحى وطبوغرافى دقيق لجميع مناسيب الموقع، وعمل جسات ميكانيكية لطبقات الأرض المختلفة بعمق 100 متر أسفل منسوب البناء للتأكد من سلامة التربة، وتمت دراسة حركة الزلازل والطبقات الجيولوجية وجميع النواحى المناخية من الرياح المحملة بالأتربة والأمطار وزوايا الشمس ودرجات الحرارة على مدار عشرة أعوام سابقة، وتم إعداد دراسة للأثر البيئى للمشروع على المنطقة المحيطة والحياة الطبيعية بالموقع، وتم استطلاع رأى المجتمع المدنى عن تأثير المشروع على منطقة الجيزة، وعقد مؤتمر عام لجميع المهتمين من المجتمع المدنى لإبداء آرائهم عن المشروع وتأثيره على المجتمع والاقتصاد، وتم عمل دراسة عن تأثير حركة المرور على المنطقة بعد بناء المشروع.ونظراً لطبيعة موقع مشروع المتحف والتي تتفاوت فيها المناسيب من منسوب طريق مصر ــ الإسكندرية الصحراوى إلى أعلى هضبة الموقع بارتفاع يقرب من 45 متراً وهو ما يقارب ارتفاع منسوب هضبة الأهرامات، وحتى يمكن تسوية وإزالة الرمال من الموقع تمهيداً لبناء المبنى الرئيسى للمتحف، قام استشارى المشروع بإعداد دراسة كونتورية دقيقة للموقع وتقسيم الموقع إلى مناطق عمل، مما يتيح الاستمرارية والبدء فى أعمال التشييد بدون توقف أعمال الحفر وتسوية الموقع والتي انتهت الأعمال فى فبراير 2009، واستلزمت أعمال تسوية الموقع العمل المتواصل 24 ساعة فى اليوم ولجميع أيام الأسبوع، وتم خلال هذه الفترة إزالة 2.25 مليون متر مكعب من الرمال خارج موقع المشروع لإتاحة المساحة المطلوبة لتشييد المبنى الرئيسى.وبدأت مرحلة تشييد المبنى الرئيسى للمتحف بمساحة إجمالية 108 ألف متر مربع عام 2012، وتم فيها بناء مبانى المتحف وصالات العرض المتحفي، ومتحف الدارسين والعلماء، ومركز الاجتماعات والمسرح، والسينما ثلاثية الأبعاد، والمكتبة الأثرية، ومتحف الطفل، ومتحف ذوى الاحتياجات الخاصة، ومركز الوسائط المتعددة، والمركز الثقافى والتعليمى، ومركز الحرف والفنون التقليدية، والمنطقة الترفيهية والاستثمارية، والحديقة المتحفية والحدائق الترفيهية والمسار السياحى الثقافى لربط المتحف بهضبة الهرم،كما تم إنشاء البنية الأساسية لشبكات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ليكون أول متحف يطبق نظم المعلومات كبنية أساسية أثناء عملية والتشييد.