«ماكرون» يدعو إلى إجراءات عاجلة لصد انتشار «الإرهابيين»

أثارت وثيقة حكومية فى فرنسا عن ما وصفته بـ «تغلغل جماعة الإخوان فى المجتمع الفرنسى»، حالة من القلق فى قصر الإليزيه والأوساط السياسية فى البلاد، دفعت الرئيس إيمانويل ماكرون إلى مطالبة حكومته بالتحرك على وجه السرعة لمجابهة هذا الاختراق واسع النطاق- بحسب الوثيقة.

وكشفت صحيفة «لوفيجارو» أن وثيقة، أعدها مجلس الدفاع والأمن الوطني الفرنسى فى 73 صفحة بأوامر حكومية، تحذر «اختراق واسع النطاق» تقوم به جماعة الإخوان المسلمين داخل المجتمع، عبر شبكة مؤسسات دينية ومدارس وأفراد، مضيفة أن الرئيس الفرنسى يرغب فى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الخطر الذي يشكله تنظيم الإخوان المسلمين على «الأمن القومى». وبناء عليه ترأس «ماكرون» فى قصر الإليزيه اجتماعًا لمجلس الدفاع والأمن الوطني حضره رئيس الحكومة ووزراء الداخلية والتربية الوطنية والاقتصاد، وفى الاجتماع اتهم الرئيس الفرنسى الحكومة بالتقاعس عن تقديم حلول حاسمة لمواجهة «التهديد» الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين.وطالب بإرجاء النقاش حتى الاجتماع القادم للمجلس الأعلى للدفاع الوطني، الذي يترأسه «ماكرون» فى يونيو المقبل، لمناقشة سبل مواجهة تداعيات ما وصف بتغلغل الجماعة فى فرنسا وخطرها على تلاحم النسيج الوطني. واتهم وزير الداخلية برونو روتايو، الجماعة بمحاولة دفع المجتمع الفرنسى نحو تطبيق الشريعة الإسلامية.وتشير دراسة للمركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن اهتمام الرئيس الفرنسى بالتقرير يكمن  فى أنه يثير مخاوف من تدخل الجماعة فى السياسة الفرنسية، وسعيها للتأثير على الانتخابات الفرنسية، والترويج لأجندتها السياسية الخاصة، وأيضًا من وجود علاقات وثيقة بين جماعة الإخوان المسلمين فى فرنسا وبين جهات خارجية  يصفها التقرير بالتطرف وترويج بعض أعضاء الجماعة لأفكار متطرفة من شأنها تهديد الأمن القومى.وجاء فى التقرير الذي يحمل عنوان «الإخوان المسلمون والإسلام السياسى فى فرنسا»، وأعده سفير فرنسى ومسؤول فى الشرطة بتكليف من وزارات الداخلية والخارجية والدفاع، أن «جماعة الإخوان المسلمين تقوض الدولة الفرنسية من الداخل بشبكة واسعة من العناصر والمؤسسات المتغلغلة».إلا أن المشرفين على التقرير أكدا، عدم وجود أى وثيقة حديثة تظهر سعى الإخوان المسلمين إلى إقامة دولة إسلامية فى فرنسا أو تطبيق الشريعة فيها، مشيرين إلى وجود 139 مكان عبادة تابعة لمسلمى فرنسا تعتبر مقار رئيسية للإخوان فى فرنسا، رغم نفى الجماعة ذلك.