حزب الإصلاح والنهضة يقيم منتدى سياسيًا عن “الثقافة والقيم الوطنية”

حزب الإصلاح والنهضة يقيم منتدى سياسيًا عن “الثقافة والقيم الوطنية”

نظم حزب الإصلاح والنهضة مساء يوم الاثنين ٢ يونيو صالونًا سياسيًا مميزًا بعنوان “الثقافة والقيم الوطنية في الجمهورية الجديدة”، بمقر الحزب بالتجمع الخامس، وسط حضور لافت من نواب وخبراء ومهتمين بالشأن العام.

 حضر الصالون النائبة سها سعيد عضو مجلس الشيوخ ووكيل لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار، والنائب نادر مصطفى عضو مجلس النواب ووكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار، والدكتورة غادة النشار استشاري التنمية المستدامة في التعليم، والدكتور رامي عبدالباقي عضو اتحاد كتاب مصر وأخصائي الصحة العامة والوبائيات وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأدار الحوار الدكتورة ولاء بلال أمين الثقافة والفنون المركزية بحزب الإصلاح والنهضة. بصفتها أمين الثقافة والفنون المركزية بحزب الإصلاح والنهضة، صرّحت د. ولاء بلال بأننا نعيش مرحلة فارقة من التحولات المجتمعية والثقافية، ما يفرض علينا إعادة التفكير في منظومة القيم التي تُشكّل جوهر الشخصية المصرية. وأكدت أن قضية الثقافة والقيم الوطنية تأتي على رأس أولويات الحزب، انطلاقًا من إيمان أمانة الثقافة والفنون بدور القيم في بناء وعي وطني مشترك يعزز الانتماء ويواجه التحديات الثقافية الراهنة. وأشارت إلى أن الحزب يعمل حاليًا على إعداد وثيقة وطنية للقيم تعبّر عن رؤية متكاملة تعيد ترتيب أولوياتنا القيمية في ضوء التحولات المعاصرة، بهدف بناء خطاب ثقافي موحّد يدعم استقرار المجتمع أخلاقيًا ومعنويًا. ونوّهت د. بلال إلى أن المجتمع شهد في السنوات الأخيرة تآكلًا لبعض القيم الجوهرية، وظهور نزعات فردية على حساب المصلحة العامة، إلى جانب التأثير المتزايد للإعلام الجديد على الأجيال. واختتمت بالتأكيد على أن الصالون الثقافي اليوم ليس فقط لتشخيص الواقع، بل لرسم مسارات عملية للحل عبر الحوار مع قامات فكرية وتشريعية وثقافية مؤثرة. وتطرق المشاركون خلال الصالون إلى التغيرات المجتمعية والثقافية التي تمر بها مصر وأهمية ترسيخ القيم الوطنية لبناء مواطن قادر على مواجهة تحديات العصر. وأكدت النائبة سها سعيد أن التوفيق بين المصلحة والمبدأ هو أساس الاستدامة في القيم والثقافة، مشيرة إلى أهمية الحفاظ على التراث والحرف اليدوية كجزء من الهوية المصرية الأصيلة. وشددت على ضرورة إشراك جميع الجهات المعنية لتحقيق هذه الرؤية. من جانبه، أوضح النائب نادر مصطفى أن معدن الشعب المصري صقلته التجارب، مما جعله عصيًا على أي محاولات للنيل من هويته. وأضاف أن بناء الإنسان المصري وغرس القيم في شخصيته يمثلان الأساس لمواجهة أي تحديات ثقافية أو فكرية تواجه مصر في الوقت الراهن. في السياق ذاته، أكدت الدكتورة غادة النشار أهمية التعليم المبكر في غرس القيم والسلوكيات الإيجابية منذ الصغر، مشيرة إلى دراستها حول تأثير الدراما التركية المدبلجة على سلوكيات المجتمع، وضرورة تقديم نماذج إيجابية للأطفال والشباب لترسيخ الهوية المصرية. كما أوضحت أن الكلمة والصورة والمعلومة تلعب دورًا مهمًا في تشكيل وعي الأجيال الجديدة، ما يستدعي دمج القيم الأصيلة في كل محتوى تعليمي وثقافي. بينما شدد الدكتور رامي عبدالباقي على خطورة الحرب الثقافية والإعلامية التي تواجهها مصر، وأكد أن التعليم هو الجبهة الأولى لمواجهة هذه الحرب. وأشار إلى أن التعليم في الصغر يظل راسخًا في الوجدان، داعيًا إلى مراجعة محتوى المناهج الدراسية بما يعزز قيم الانتماء ويواجه محاولات غزو العقول. كما أشار إلى أن بناء الهوية المصرية يحتاج إلى تضافر كل الجهود من الإعلام والتعليم والمجتمع المدني. في ختام الصالون، اتفق المشاركون على ضرورة تطوير استراتيجية وطنية شاملة تتكامل فيها جهود الدولة والمجتمع لمواجهة التحديات الفكرية والثقافية، وتحقيق الاستدامة من خلال العمل المشترك على مدار السنوات المقبلة. وأكدوا أن بناء الإنسان المصري على أسس من القيم الراسخة والوعي الوطني هو السبيل الحقيقي لتحقيق طموحات الجمهورية الجديدة.