خطر النساجين

ظاهرة غريبة وعجيبة انتشرت بين المواطنين لم تكن بهذا الشكل من قبل وهى كما يقول المثل البغيض «كل واحد يأخذ حقه بدراعه» وهو خطأ وخطر كبير جدًا لأن مصر بلد القانون والدستور، بلد الأمن والأمان، وكل من له حق لا بد أن يلجأ للقانون الذي لا يفرق بين المواطنين، لكن الظاهرة الغريبة شاهدناها جميعًا فى عدد من الفيديوهات المتداولة على الفيس بوك، وعلى السوشيال ميديا وكل وسائل التواصل الاجتماعى فى الأيام القليلة الماضية، وهى التي تخص قرية النجاجرة بمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان بعد قيام أهالى القرية بهدم وحرق منازل عدد من المواطنين المقيمين بنفس القرية بحجة أن أصحابها يبيعون المواد المخدرة أو يتعاطونها وأن أهالى القرية اجتمعوا وقرروا جميعًا أن يذهبوا إلى هذه المنازل ويضرمون فيها النيران ويهدمونها ويطردون أبناءها خارج القرية بعد ضربهم ولم يفكر أحد فى اللجوء للقانون الذي كان يمكن أن يلقى القبض عليهم ويقدمهم للمحاكمة بتهمة الاتجار فى المخدرات والتي يمكن أن تصل عقوبتها للإعدام والأخطر من هذا أن أغلب الفيديوهات كانت كل التعليقات عليها أو جميعها تؤيد هذا الفعل بل طالب البعض باقى قرى الجمهورية أو الأماكن التي بها تجار مخدرات بأن يقوموا بنفس الفعل حتى يتخلص المجتمع من تجار المخدرات وهو سلوك غريب جدًا وخطير جدًا وكأننا فى مذبحة المماليك التي حدثت فى أيام محمد على مع فارق التهم لكن أن يتحول المجتمع إلى غابة بهذا الشكل فهو أمر خطير جدًا ويحتاج إلى وقفة وتحويل كل من قام بهذا الفعل للمحاكمة العاجلة حتى يكون عبرة لغيره ممن يخالفون القانون حتى لو كانت نياتهم فى الأصل سليمة فإنهم خالفوا القانون وساعدوا على انتشار العنف والترهيب والقتل والحرق بدون محاكمة وبدون أى مسؤولية اجتماعية وكأنهم يفعلون ما شاهدوه فى الدراما المصرية فى بعض المسلسلات والأفلام مثل جعفر العمدة وعبده موتة وإبراهيم الأبيض وغيرها من الأفلام والمسلسلات التي كانت تعرض فى أوقات سابقة وتظهر البطل وهو يأخذ حقه بيده من خلال عصابته الإجرامية، من فعل ذلك فى «النجاجرة» سوف يفعل ذلك فى أماكن أخرى إذا مر الأمر بسلام وبدون محاكمة من فعل ذلك، وماذا لو كان من اتهموهم بتجارة المخدرات أبرياء أو بينهم أبرياء وأيضًا ماذا لو تحول الأمر إلى ثأر بين أفراد العائلة التي حرقت منازلهم وبين أهل القرية، وهل من المنطق والعقل أن نترك كل شخص له حق عند شخص أو جماعة أخرى أن يذهب ويأخذ حقه بنفسه وبيده وأمام الجميع وهناك من يشجعه ويصفق له من أفراد المجتمع بل يطالب الجميع بأن يقوم بنفس الفعل.. الحقيقة أن كل هؤلاء مخطئون ويحتاجون لإعادة حساباتهم مرة أخرى نظرًا لخطورة الأمر ويجب على الجميع الالتزام بالقانون خاصة أن أجهزة الأمن لم ولن تتأخر أبدًا عن مطاردة تجار المخدرات والخارجين عن القانون, ففى الأيام الماضية ضبطت أجهزة الأمن أكبر عملية تهريب للمواد المخدرة والتي زادت قيمتها على مليار جنيه وهو ما يؤكد أن أجهزة الأمن تعمل بكل جد واجتهاد.
حفظ الله مصر قيادة وجيشًا وشعبًا..