تقارب مصري إيراني لتعزيز استقرار الشرق الأوسط

أكد عدد من الخبراء السياسيين والدبلوماسيين أن هناك تقارب مصريا إيرانيا وتوافق وهو ما سيساهم بالضرورة فى تقليل التوترات فى المنطقة.
من جانبه، علق السفير رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على زيارة وزير خارجية إيران عباس عراقجى إلى مصر بقوله إن التقارب المصري الإيرانى يتخذ منحى جديدًا فى ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة. وحدث تقدم لمرحلة جيدة، ووصل إلى لقاءات بين وزراء الخارجية، وهذا يعتبر انفراجة كبيرة. ويوجد توافق بين البلدين فى أمور كثيرة، مثل الموقف فى القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بوقف الهيمنة والتوسع الإسرائيلى فى المنطقة.وأضاف رخا أن هناك توافقًا مصريًا إيرانيًا فى الملفات الإقليمية، وهناك توافق بين مصر وإيران على أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة منزوعة السلاح النووى، وهذا ما أكده وزير خارجية إيران، بأنهم لا ينتجون أسلحة نووية ولا تنوى إيران إنتاج أسلحة نووية، وأنها تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وأوضح رخا أن من حق مصر وإيران أن يكون لديهما القدرة على إنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية، وهناك اتفاق بين مصر وإيران على أن من لديها أسلحة نووية فى المنطقة بالفعل هى إسرائيل، ويجب أن تكون منطقة الشرق الأوسط منزوعة السلاح النووى.كما يوجد توافق فى الآراء على ضرورة عدم التصعيد فى المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار، وهذا لصالح الجميع، وهناك فرص للتعاون الاقتصادى بين مصر وإيران، خاصة فى القطاعات غير الخاضعة للعقوبات الدولية، مؤكدا إمكانية أن يفتح التقارب المصري الإيرانى آفاقًا للتعاون الاقتصادى بين البلدين، خاصة فى مجالات التجارة والاستثمار.السفير “رخا” قال إنه لم يتبق فى عودة العلاقات بين البلدين إلا خطوة واحدة، وهى استعادة التمثيل الدبلوماسى على مستوى السفراء.”بدوره، صرح السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن الفترة الحالية تشهد نوعًا من التقارب والتفاهمات بين مصر ودول الجوار العربى، وخاصة إيران وتركيا، لافتا إلى أن هذه التفاهمات حققت قدرًا كبيرًا من التقدم الإيجابى، وبصدد تطوير العلاقات بين الجانبين الإيرانى والمصري، خاصة وأن إيران طورت من علاقتها مع دول الخليج، وهناك تفاهمات تتجه نحو الجانب الإيجابى.وتابع بقوله، فى الوقت الحاضر معظم القضايا الساخنة فى المنطقة، إيران أحد الأطراف بها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا التقارب يمكن أن يسهم فى تطوير وتحديث العلاقات وإمكانية استثمارها، وأيضًا إمكانية تقليل حدة ما تشهده المنطقة من تصعيد فى كافة القضايا الساخنة.يمكن أن يساهم التقارب المصري الإيرانى فى تقليل التوترات فى المنطقة، خاصة إذا تم التوصل إلى تفاهمات حول الملفات الخلافية، سواء كان ذلك يتعلق بالملاحة فى البحر الأحمر أو تطورات الأوضاع فى سوريا أو فى لبنان واليمن، وأيضًا ما يحدث فى القضية الفلسطينية على خلفية العدوان الإسرائيلى على غزة وما أفرزه من تداعيات.وأضاف أن مصر تقوم بدور نشط وفعال ودؤوب لوجود حوار وتسويات لتحقيق الأمن والاستقرار للوصول إلى تسوية سلمية، وليس إلى صدام أو صراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.”فى السياق نفسه، أكد السفير على الحفنى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر وإيران، كقوتين إقليميتين هامتين، من الطبيعى أن يكون هناك تواصل بينهما، وأشار إلى أن تبادل الزيارات واللقاءات بين وزراء الخارجية يوضح أن هناك العديد من الملفات التي يمكن أن يتفاهم فيها الطرفان من أجل الوصول إلى تهدئة.وتابع بقوله، إن مصر حريصة على وجود الأمن والسلم فى منطقة الشرق الأوسط، فبدون السلم لن تتمكن من تحقيق مبتغاها من تنمية يتمناها الشعوب، والتصدى لكل من يسعى لتوتر الأوضاع فى المنطقة أو توتر علاقات الدول بعضها ببعض، والتصعيد وتوسيع دائرة الصراع والنزاعات، كل هذه مسؤولية تقع على عاتق مصر، وتقوم بها على مر العقود الماضية. وشدد “الحفني” على أهمية أن تنخرط إيران ضمن الدول فى المنطقة، ويجب تعزيز التعاون بيننا فى كل المجالات، سواء التجاري أو غيره، فى كافة المجالات، مؤكدا أن طهران لا ترغب فى التصعيد فى منطقة الشرق الأوسط، وتتفق مع القاهرة فى ضرورة الدفع بعملية السلام فى المنطقة.وأوضح أن مصر تلعب دورًا كبيرًا فيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى لإزالة التوترات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.واستقبل د. بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة، عباس عراقجى وزير خارجية إيران، حيث أجرى الوزيران مشاورات سياسية تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع فى غزة وسوريا ولبنان، فضلًا عن أمن الملاحة فى البحر الأحمر وتطورات المفاوضات الأمريكية – الإيرانية فيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى. وتناولت التطورات فى قطاع غزة، حيث استعرض الوزير عبدالعاطى الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وحشد الدعم الدولى للاعتراف بالدولة الفلسطينية استنادًا لحل الدولتين.كما تناولت المشاورات التطورات فى لبنان الشقيق، حيث أكد الوزير عبدالعاطى على مواصلة مصر تقديم كافة أوجه الدعم للبنان وحكومته ومؤسساته الوطنية، معربًا عن رفض مصر المساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه، وضرورة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والانسحاب الفورى غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتطبيق القرار ١٧٠١ من جانب كل الأطراف دون انتقائية.وفيما يتعلق بالتطورات فى سوريا، أكد الوزير عبدالعاطى حرص مصر على دعم الشعب السورى الشقيق، واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضى السورية، وأن تكون سوريا مصدر استقرار فى المنطقة، مؤكدا ضرورة تدشين عملية سياسية جامعة تضم كافة مكونات وأطياف المجتمع السورى لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة. وتناولت المشاورات التطورات فى البحر الأحمر، حيث أكد وزير الخارجية المصري ضرورة حماية حرية الملاحة بالبحر الأحمر، وأهمية استعادة الهدوء بالإقليم، مرحبًا بالانعكاسات الإيجابية المأمولة للاتفاق الاخير باليمن مع الولايات المتحدة على أمن الملاحة البحرية وحركة التجارة الدولية.واستمع الوزير عبدالعاطى من نظيره الايرانى إلى تقييمه بشأن نتائج جولات المفاوضات الخمس بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووى الايرانى، معربًا عن التطلع بأن تُكلل تلك المفاوضات بالنجاح، بما يؤدى إلى التوصل إلى تسوية سلمية شاملة ومستدامة تسهم فى نزع فتيل التوتر وتحقيق التهدئة وتجنيب المنطقة التصعيد وعدم الاستقرار.