الصين تعبر عن استيائها من الفيتو الأمريكي الذي أعاق مشروع قرار حول غزة في مجلس الأمن الدولي

انتقد مبعوث صيني يوم الأربعاء الولايات المتحدة بشدة لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ورفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.
وقال فو تسونغ، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الصين تشعر بخيبة أمل عميقة إزاء نتيجة التصويت الذي جرى يوم الأربعاء. وأضاف أن مشروع القرار يجسد مطالب سكان غزة الأكثر إلحاحا ويعبر عن صوت المجتمع الدولي بأكمله. وذكر أن “الولايات المتحدة أساءت مرة أخرى استخدام حق النقض، مما أطفأ بصيص الأمل لأهالي غزة وأبقى أكثر من مليوني شخص في الظلام. ويجب عليها أن تواجه تساؤلات المجتمع الدولي”. إن مجلس الأمن، بوصفه الهيئة الرئيسية المسؤولة عن صون السلم والأمن الدوليين، يسعى جاهدا إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، وقد توصل منذ وقت طويل إلى إجماع ساحق بهذا الشأن. وتكشف نتيجة التصويت الذي جرى يوم الأربعاء مرة أخرى أن السبب الجذري لعجز المجلس عن وقف الصراع في غزة هو العرقلة المتكررة من قبل الولايات المتحدة، هكذا قال فو في سياق تفسيره للتصويت. ولفت إلى أن واشنطن استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات ضد طلب مجلس الأمن وقف إطلاق النار في غزة. وبسبب توفيرها الحماية لإسرائيل، لم تُنفذ العديد من القرارات الصادرة عن المجلس بشأن غزة تنفيذا فعالا. ووصف الادعاء الأمريكي بأن اتخاذ مجلس الأمن لأي إجراء في الوقت الراهن قد يُعيق الجهود الدبلوماسية بأنه ادعاء لا أساس له. وقال “ما دامت الجهود الدبلوماسية تهدف بصدق إلى إحلال السلام، فإن تحرك المجلس سيكون بمثابة دعم قوي لها”. وأكد أن المجتمع الدولي لن يوقف جهوده الرامية إلى تحقيق الإنصاف والعدالة، ودعم سيادة القانون الدولي، وصون سلطة مجلس الأمن. وأن استخدام دولة دائمة العضوية لحق النقض لا يمكنه أن يوقف المسيرة نحو السلام. وأضاف بقوله “إننا نحث الولايات المتحدة على الاضطلاع بمسؤولياتها كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، والتخلي عن حساباتها السياسية، واعتماد موقف عادل ومسؤول يدعم المجلس في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”. وأضاف فو أنه منذ اندلاع الصراع، شهد العالم استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح، واستهداف البنى التحتية المدنية، والقتل الوحشي للصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، مشيرا إلى أن أفعال إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء للقانون الإنساني الدولي وانتهكت بشكل جسيم قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، فضلا عن التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية. وذكر أن هذه الانتهاكات لم تتوقف ولم يُحاسب مرتكبوها، بسبب الحماية التي توفرها دولة معينة. وشدد على أن احترام القانون الإنساني الدولي واجب. وحذر من أن أي معايير مزدوجة أو تطبيق انتقائي لن يؤدي إلا إلى تآكل أساس سيادة القانون الدولي، ويجب رفضها بحزم. وختم فو كلمته قائلا إن الصين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي للمساعدة في إنهاء الصراع في غزة، وتخفيف الكارثة الإنسانية، وتنفيذ حل الدولتين، والتوصل في نهاية المطاف إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.