«روزاليوسف» تقوم بنشر آراء فقهية حول الحج والأضحية

«روزاليوسف» تقوم بنشر آراء فقهية حول الحج والأضحية

وجَّه قطاع كبير من المسلمين فى أنحاء العالم العديد من الأسئلة المتعلقة بأمور الحج هذا العام.

وتطرقت أسئلة العديد من المصريين إلى أركان الحج وواجباته ومتطلباته، وما هى الاستطاعة التي وردت فى الآية الكريمة بقوله تعالى: “ولله على الناس حجُّ البيتِ من استطاع إليه سبيلًا”.ومن الأسئلة المهمة التي أجابت عنها دار الإفتاء، وأجاب عنها الدكتور نظير عياد مفتى الديار المصرية، عن صحة حج مريض الزهايمر، وأسئلة أخرى عديدة تجيب عنها الدار من خلال فضيلة المفتى.■ هل يصح الحج لمن يعمل بعقد عملٍ فى السعودية فى موسم الحج؟الجواب: فرقٌ بين صحة الحج وجوازه؛ فإذا اكتملت أركان الحج وواجباته، فالحجُّ صحيحٌ يُسقِطُ الفرض إن كان حَجَّةَ الإسلام، ويُحسَب نفلًا إن لم يكن حجة الإسلام.وأما جوازه فشيءٌ آخر؛ فإذا كان مثلًا عقد العمل لا يَسمَح لك بالحج، فخالفتَ وحججتَ فهذا إثمٌ؛ لمخالفة شرط العقد، وما يترتب على ذلك من الضرر الذي يلحق بك وبالآخرين، مع كون الحج صحيحًا إذا استوفى أركانه وشروطه.■ ما حكم من اقترض للحج والعمرة ولم يسدد ولم يزر قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقد قام شخص بأداء مناسك الحج عام 1991م، إلا أنه اقترض من أخيه المقيم بالسعودية مبلغ خمسمائة ريال فى هذه الأثناء ولم يسددها حتى الآن، وأخوه قد توفى وله أولاد، فهل حجه صحيح؟ واقترض أيضًا من أخيه المقيم بالسعودية مبلغ ثمانمائة ريال سنة 1988م لأداء مناسك العمرة ولم يسددها حتى الآن، فهل عمرته صحيحة؟ وفى أثناء حجه لم يزر قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.الجواب: من المقرر شرعًا أنه إذا قام الحاج أو المعتمر بأداء مناسك الحج كاملة بشروطها وأركانها، فإنها تكون صحيحة، وأن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سُنَّة يُثاب فاعلها ثوابًا عظيمًا ولا يأثم تاركها ولا يؤثر على صحة حجه أو عمرته؛ لأن الزيارة على جلالة قدرها ليست من أركان العمرة ولا الحج، وإن كان فى الإعراض عنها جفاءٌ كما ورد فى الحديث الشريف.وفى واقعة السؤال وبناءً على ما سبق: فإن حجك صحيح وعمرتك صحيحة بفضل الله تعالى، وعليك أن تسدد ما عليك من دَين لأولاد أخيك، إلا إذا أبرءوك من سداده.■ ما معنى الإفراد والقِران والتمتع فى الحج؟ وما أفضلها؟الجواب: الافراد والقِران والتمتع هى طرق أداء منسك الحج:فالإفراد هو: القيام بأعمال الحج فقط، ثم يؤدى العمرة بعد الانتهاء من مناسك الحج إذا أراد، ويحرم بالعمرة حينئذٍ من أدنى الحِلِّ.والقِران هو: أن يُحرِم بالعمرة والحج معًا، أو بالعمرة ثم يُدخِل عليها الحج قبل شروعه فى أعمالها، ثم يعمل عمل الحج فى الصورتين.والتمتع هو: أن يُقَدِّم العمرةَ على الحج ويتحلل بينهما؛ واسمه “تَمَتُّعٌ” لأن الحاج يتمتع فيه بمحظورات الإحرام بين الحج والعمرة.واختلف العلماء فى التفضيل بينها، والذي نراه هو أن يختار كل إنسانٍ ما يشاء، مع النصيحة باختيار الأيسر على النفس؛ لأن الحج بطبيعته شاقٌّ.■ ما حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد أن يضحي؟ فأنا أريد أن أضحى هذا العام إن شاء الله، وقد سمعت أن مَن نوى الأضحية يحرم عليه أن يأخذ من شعره أو أظفاره شيئًا حتى يضحي، فهل هذا صحيح؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا.الجواب: يُسَنُّ لـمَن يريد التضحية ألَّا يأخذ شيئًا من شَعره ولا ظُفُره من أول شهر ذى الحجة حتى يُضحي، فإن نسى فأخذ منها أو احتاج إليه لدفع أذًى فلا حرج عليه وأضحيته صحيحة، ولا ينبغى أن تكون المسألة مثار نزاع وخلاف بين الناس، ولا ينكر أحد على أحد، فهى من المسائل التي اختلف الفقهاء بشأنها، ومن المقرر أنه “لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المتفق عليه”، فبأى قول أخذ المكلف أجزأه ولا حرج.■ ما حكم حج مريض الزهايمر؟ فوالدى رجل مسنٌّ ويعانى من مرض ألزهايمر، فهل تسقط عنه فريضة الحج أو أنه مطالبٌ بها؟ أفيدوني.الجواب: مريض ألزهايمر يمر بمراحل ثلاث، تظهر فيها الأعراض بشكل تدريجي، وهى وإن اشتركت فى معنى النسيان والتِّيه ونقص الإدراك، إلَّا أنها تتفاوت فى درجة المرض ومراتب الإدراك والقدرة على التحكم فى الذات.فإن كان والدك المريض من أصحاب المرحلة الأولى من المرض التي يستطيع معها إنجاز كثير من مهامه وواجباته ومتطلباته، ومنها العبادات البدنية، كالصلاة ونحوها، فإنه يجب عليه أداء الحج، بشرط القدرة والاستطاعة، ويجوز له أن يستخدم بجانب العلاج بعض الوسائل المُعينة له على التذكر وإتمام العبادات، وإن كان من أصحاب المرحلة الثانية والثالثة والتي يضطرب فيها إدراكُهُ ويختلُّ فِعْلُهُ، فلا يجب عليه أداء الحج، فإذا برئ وجبت عليه حينئذ الفريضة متى توفرت الاستطاعة.■ ما حكم وضع الطيب على ملابس الإحرام قبل لبسها؟ فقد عزم رجل على أداء العمرة هذا العام، وبدأ فى إجراءات السفر، وقد علم أن تطييب البدن قبل الإحرام مندوب، ويريد أن يعرف الحكم فى تطييب ملابس الإحرام قبل لبسها.الجواب: يجوز لمريد النسك أن يُطيِّب ملابسه التي يُحرِم فيها قبل إحرامه، وله استدامة لُبسها مدة الإحرام، فإن نزعها لم يجز له إعادة لبسها مرةً ثانيةً ما دام أثر الطِّيب لا يزال باقيًا فيها.■ هل يجوز للحاج أن يأكل من الهدى الواجب عليه، سواء أكان هديَ تمتعٍ، أو قِرانٍ، أو نذر، أو لارتكاب محظور؟ حيث التبس الأمر عليَّ ولا أدرى الصواب، فأرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا.الجواب: يجوز للحاج أن يأكل من هدى التمتع والقِران، وأما بقية الدماء التي وجبت عليه لارتكاب فعل محظور أو ترك واجب، أو للإحصار وعدم التمكن من أداء النسك بعد الإحرام، أو للنذر، فلا يجوز له أن يأكل منها، وإنما يتصدق بها على الفقراء والمساكين، وإن كان الحاج قد أكل شيئًا منها فلا شيء عليه، تقليدًا لمن قال بجواز ذلك من الفقهاء.■ ما مشروعية تعليم مناسك العمرة عن طريق عمل مجسم للكعبة والطواف حولها؟الجواب: لا بأس بتعليم مناسك العمرة على النحو الوارد بالسؤال، بل إنه قد يرتقى إلى الاستحباب، وإذا لم يُمكِن فَهْمُ المنسك إلا به فقد يجب، على أن يتم ذلك فى جو من التعظيم لشعائر الله كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].■ ما هى الأضحية؟ ولماذا شُرعت؟ وهل هى واجبة؟ وما هى شروط الأضحية؟ وما موعد ذبحها؟ وكيف تقسَّم وتوزع؟ وما هو آخر ميعاد للذبح المشروع؟الجواب: الأضحية هى ما يذكى تقربًا إلى الله تعالى فى أيام النحر بشرائط مخصوصة، وشُرعت شكرًا لله تعالى على نعمة الحياة إلى حلول الأيام الفاضلة من ذى الحجة كما شكر نبى الله إبراهيمُ ربَّه بذبح الكبش العظيم لبقاء حياة ابنه إسماعيل على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، وشكرًا له تعالى على شهود هذه الأيام المباركة وعلى التوفيق فيها للعمل الصالح.والأضحية سنَّةٌ مؤكدةٌ عند جمهور الفقهاء، يفوتُ المسلمَ خيرٌ كبيرٌ بتركها إذا كان قادرًا عليها؛ لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الحاكم وصححه.ويشترط فى الأضحية ما يشترط فى غيرها من الذبائح؛ مِن كون الحيوان حيًّا، وأن تزهق روحه بالذبح، وألا يكون صيدًا من صيد الحرم، وأن يبلغ سنَّ التضحية، وأن تكون الأضحية سالمةً من العيوب، وأن تكون مملوكةً للمضحِّي، وينوى بها التقرب إلى الله تعالى.ووقت الأضحية يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهى بغروب شمس الثالث عشر من ذى الحجة، ويستحب توزيعها أثلاثًا؛ ثلثٌ للمضحي، وثلث للهدية، وثلثٌ للفقراء والمساكين.   مناسك الحج1 – الإحرام: نية الدخول فى النسك وهو أول ركن من أركان الحج2 – الطواف: عبارة عن الدوران حول الكعبة سبع مرات وهو من أركان الحج الأساسية3 – السعى: ركض أو مشى بين جبل الصفا والمروة سبع مرات4 – يوم التروية بمنى اليوم الثامن من ذى الحجة: يبدأ فيه الحجاج مناسك الحج5 – الوقوف بعرفة – اليوم التاسع من ذى الحجة: أفضل أيام الله وفيه يستجاب الدعاء6 – رمى جمرة العقبة: رمى الحجاج لجمرة العقبة الكبرى بسبع حصوات فى مشعر منى7 – الهدى: تطوعا أو تمتعا أو قرانا، ويكون بهيمة الأنعام من الإبل أو البقر أو الغنم ويذبحه الحاج فى حدود الحرم