«حالة غير مألوفة» تؤثر على الساحل الشمالي.. وقراءات تحذيرية من احتمالية التكرار

«حالة غير مألوفة» تؤثر على الساحل الشمالي.. وقراءات تحذيرية من احتمالية التكرار

شهدت محافظة الإسكندرية، مطلع الأسبوع الجارى، عاصفة ثلجية غير مسبوقة، رافقتها أمطار رعدية غزيرة ورياح شديدة تجاوزت سرعتها 50 كيلومترًا فى الساعة، فى مشهد مناخى قاسٍ وغير معتاد، حيث لم تشهد المدينة الساحلية مثل هذه الظروف من قبل، خاصة فى هذا التوقيت من العام.

وفى تصريح خاص لـ«روزاليوسف»، أوضح الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن ما حدث هو إحدى تبعات التغير المناخى، ويُعد من الظواهر المناخية المتطرفة التي تأتى فى توقيتات غير متوقعة وبحدة غير مسبوقة. وأضاف إن الظواهر المناخية غير الاعتيادية غالبًا ما تقع خلال الفصول التحولية، منها الربيع والخريف، حيث يشهد الطقس تحولات حادة بين البرودة والحرارة.وأكد فهيم أن العاصفة الأخيرة ناتجة عن ضغط جوى شديد ناجم عن تعمق الخلايا الرعدية، ما أدى إلى تساقط الثلوج المصحوبة بأمطار ورياح عاتية بلغت سرعتها نحو 80 كيلومترًا فى الساعة. وأشار إلى أن هذه العاصفة ليست الأولى من نوعها، مذكرًا بعاصفة التنين التي ضربت مصر فى مارس 2020 وكانت أشد وطأة، ما يعكس التأثير المتزايد لتغير المناخ على البلاد، بما يشمله من ظواهر مثل الجفاف، وندرة المياه، ونحر السواحل، وارتفاع وتيرة الظواهر المناخية العنيفة.وفيما يتعلق بملف تعويضات تغير المناخ، شدد فهيم على أن الحديث عنه ليس رفاهية، بل مسؤولية دولية تتحملها الدول الصناعية الكبرى التي ساهمت تاريخيًا فى تفاقم التغير المناخى. وأضاف إن مصر قطعت خطوات ملموسة فى هذا الاتجاه، من خلال قانون التكافل الزراعي الذي يكفل تعويض المزارعين المتضررين من الظواهر المناخية الخارجة عن إرادتهم، حيث تم وضع أسس حاكمة للصندوق، ومن المنتظر تفعيله بناءً على تقييم المخاطر وتحديد نسب التعويض المناسبة.من جهتها، أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية أن محافظة الإسكندرية تتعرض لموجة طقس غير مستقرة، تميزت برياح شديدة بلغت سرعتها نحو 50 كيلومترًا فى الساعة، ما ضاعف من الإحساس ببرودة الطقس رغم حلول فصل الصيف. كما تسببت الرياح فى إثارة الرمال والأتربة بعدة مناطق، فى حين شهدت مناطق مثل سموحة، وفلمنج، ومصطفى كامل، هطول أمطار غزيرة أدت إلى تجمعات مائية حول بعض المدارس والمستشفيات، ما تسبب فى انسداد جزئى ببعض شبكات التصريف، واستدعى إجراء تحويلات مرورية مؤقتة بنفقى كليوباترا والشاطبي.وأكد جمال سيد، المتخصص فى علوم الطقس والمناخ، أن ما حدث ليس إعصارًا كما تداوله البعض، بل ظاهرة ناتجة عن رياح هابطة من سحب رعدية عميقة، وهى نتيجة مباشرة لوجود منخفض جوى شديد البرودة فى طبقات الجو العليا، بالتزامن مع الرطوبة العالية والحمل الحرارى، ما أدى إلى حدوث تبريد مفاجئ وتكون أمطار رعدية كثيفة.وأشار جمال إلى إمكانية تكرار هذه الظواهر المناخية المتطرفة مستقبلًا، لكنها ليست مرتبطة بالضرورة بالإسكندرية أو المدن الساحلية فقط، لافتًا إلى إمكانية حدوثها فى مناطق أخرى كالوادى الجديد وسلاسل جبال البحر الأحمر. كما أشار إلى حادثة مناخية سابقة وقعت فى مدينة الأقصر، نتج عنها ظهور غير معتاد للثعابين والعقارب نتيجة الظروف الجوية، ما يؤكد أن تأثيرات التغير المناخى أصبحت تطال مختلف أنحاء البلاد.وفى ختام التصريحات، حذر الخبراء من أن موجات الطقس المتقلبة والعنيفة مرشحة للزيادة خلال السنوات المقبلة، ما يتطلب استعدادات أكبر، ووعيًا جماهيريًا وإعلاميًا متناميًا للتعامل مع هذه التحولات المناخية غير المسبوقة.