رجال الشرطة: حماية الوطن وأمان المواطن تأتي قبل حياتنا الأسرية

رجال الشرطة: حماية الوطن وأمان المواطن تأتي قبل حياتنا الأسرية

للتضحية وجوه كثيرًا، تأتى فى مقدمتها ما يقدمه رجال القوات المسلحة والشرطة، فلم يكتفوا بحمل أرواحهم على أيديهم، وتقديم حماية وأمن الوطن والمواطن على أنفسهم، حتى لو كلفهم الأمر تقديم أرواحهم للحفاظ على أمن وسلامة أهالينا فى كل مكان بل تنازلوا عن حقوقهم الإنسانية، والأسرية فى سبيل الحفاظ على الأمن.

«روزاليوسف» رصدت مواقف وكواليس من حياة رجال الشرطة، الذين فضلوا إتمام سعادة الأهالى فى شتى الأعياد والمناسبات على حساب حياتهم الشخصية، إذ قال اللواء شريف وسام، نائب مدير أمن أسيوط الأسبق: «لم تكن تحضيرات الأعياد والمناسبات لدينا كباقى المصريين، ولكن نضع خطة عمل لتأمين الأهالى، لكى يستمتعوا بقضاء مراسم العيد بداية من إقامة الشعائر الدينية المقامة فى صلاة العيد وحتى التجول والتنزه فى الشوارع.واستكمل «وسام»: على مدار عملى فى جهاز الداخلية، لم أتمكن من قضاء يوم العيد وسط أسرتى، ومنذ طفولة أنجاله، لم يستطع الخروج بهم لأماكن التنزه، إلا بعد انقضاء فترة الإجازة»، مضيفًا: «كان يستعد أولادى لاستقبال العيد بالملابس الجديدة، والألعاب، وعند تحضير مستلزماتى للذهاب إلى مقر عملى، كانت تبدأ وصلة البكاء من أولادى، ويحاولون إخفاء حقيبتى، بتصرف نابع من براءة الأطفال، ظنًا منهم بأن هذه الحيلة، ستمكنهم من إبقائى فى البيت صحبتهم، وقضاء وقت العيد سويًا، لكننى كنت أنتظرهم يغفون فى النوم، وأقبلهم، ثم أتحرك صوب عملى، لتأدية واجبى على أكمل وجه للحفاظ على الأمن العام».أوضح نائب مدير أمن أسيوط الأسبق، أنه عندما تقلد منصبه كان بينه وبين أسرته مئات الكيلوات تحول بينه وبينهم، لم يتمكن من رؤيتهم حتى طوال فترة العيد، أو حتى التواجد معهم فى أى مناسبة، ورغم وجوده داخل مصر، إلا أن حياته وسط أسرته، كانت تشبه تمامًا حياة المغترب، مشيرًا إلى أنه رغم كل هذا، كان لا يشعر بأى ضيق، بل تأدية واجبه الوطني تجاه الأهالى، كان يزيد من سعادته، وعندما يسود الأمن الشارع المصري، كان يسر خاطره.وواصل «وسام»: «حتى أولادى بعد وصولهم مرحلة الوعى، كانوا يفتخرون بعملى، ورغم رغبتهم فى تواجدى معهم، لا يشعرون بالضيق من تواجدى وقضاء العطلات فى العمل، بل كان مصدر فخر لهم»، مؤكدًا أن دعم أسرته له، وعدم التملل، أو الشكوى من اضطراره للعمل فى موقع بعيد عنهم، كان دافعا نفسيا قويا، زاد لديه تفانيه فى العمل.وأكد العميد آمر حسين، ضابط شرطة، أنه كان يواجه مواقف صعبة بين أداء واجبه الوطني فى الحفاظ على الأمن العام، وترفيه أسرته، لكنه كان يختار دائمًا الحفاظ على الأمن العام، مضيفًا: «أنه كان يحاول دائمًا بمساعدة زوجته، أن يُفهم الأولاد معنى المسؤولية، ويُعرفهم أنه كضابط شرطة يقوم بدوره لحماية الناس حتى فى أوقات راحته».وتابع «حسين»: «من المواقف التي أثرت فى نفسه، بعد جهد كبير، حجز مصيفًا فى مطروح، وكان أولاده متحمسين لهذه الإجازة، حيث كانوا قد أعدوا حقائبهم وبنوا أحلامًا كثيرة، وبعد وصولهم إلى مطروح لقضاء النزهة، تلقى بلاغًا بالعودة سريعًا، لم يستطع ترك الأولاد فى مطروح، فاضطر للعودة معهم إلى القاهرة»، مؤكدًا أنه لم تكن لديه القدرة على الالتزام بالمناسبات العائلية بسبب طبيعة عمله، لكنه يعوض أبناءه فى أوقات فراغه.وقال اللواء صلاح الوكيل: «إن رحلته التي استمرت 35 سنة فى مجال الأمن كانت مليئة بالعديد من القصص،  مشددًا على أننا كنا نزيد الانتشار فى الساحات والطرقات خاصة فى أوقات الأعياد والمناسبات ونقوم بتأمين وحماية الأهالى خلال صلاة العيد ونتواجد فى مواقعنا حتى بعد صلاة الظهر».وأوضح «الوكيل»، أن كل أفراد الشرطة الأوفياء دائمًا ما يضحون بأوقاتهم وراحتهم مع عائلاتهم خلال المناسبات والاحتفالات، مفضلين تأمين المواطنين على راحتهم الشخصية، مشيرًا إلى أنه كان هناك مواقف ملحة خاصة فى الأعياد والمناسبات تتطلب تواجدنا مع أسرنا لكن هذه الأمور كانت تلغى فداءا لحب خدمة الوطن.واختتم «اللواء السابق»: «خلال فترة من عملى كانت بشرطة المسطحات المائية حرصت وزملائى على تأمين كل الأماكن والمسطحات المائية التي أصبحت ضمن المقاصد المحببة لكثير من الأهالى للاستمتاع بجمال نهر النيل خلال أيام العيد»، منوهًا أننا كنا ننتشر بكثافة ونقوم  بنشر الزوارق الأمنية لتأمين الفعاليات المائية من أى خطر، حتى يحس الجميع بالأمان التام أثناء قضاء أحسن أوقاتهم على شواطئ  النهر الخالد.