ختام فترة الود بين “ترامب” و”الطفل المدلل”

فى قرار أنهى شهر العسل السياسى، بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والملياردير المثير للجدال إيلون ماسك، أعلن الرئيس التنفيذى لشركة تيسلا، عن مغادرته منصبه فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى خطوة زادت التكهنات بشأنها مؤخرًا، خاصة بعد أن جاء إيلون ماسك إلى البيت الأبيض حاملًا سلاح الحد من الإنفاق، واعدًا بخفض تريليونات الدولارات من الهدر الحكومى كعضو فى إدارة ترامب، لكن بعد ثلاثة أشهر، يغادر مخلفًا وراءه إرثًا معقدًا يتضمن توقعات لم تتحقق وشكوكا حول قدراته القيادية.
ونقلت صحيفة «الجارديان» عن «ماسك»، أن فترة عمله كموظف حكومى خاص قد انتهت، مقدمًا الشكر للرئيس الأمريكى على منحه فرصة المساهمة فى الحد من الإنفاق الحكومى غير الضرورى، مشيرًا إلى أن مهمة «DOGE» أى وزارة “كفاءة الحكومة” التي كلفه بإدارتها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بهدف إعادة هيكلة وتخفيض حجم الحكومة الفيدرالية، ستواصل تعزيز مكانتها بمرور الوقت لتصبح نهجًا مستدامًا داخل المؤسسات الفيدرالية.وكانت فترة عمله المحددة بـ130 يومًا كموظف حكومى خاص من المقرر أن تنتهى فى 30 مايو.وأظهر استطلاع رأى حديث أجرته صحيفة “واشنطن بوست” وشبكة “ABC News “، أن غالبية الأمريكيين لا يوافقون على أداء ماسك فى إدارة ترامب، كما كان لدخوله المعترك السياسى الأمريكى عواقب مالية جسيمة على شركاته، فى غضون أشهر قليلة، خسر أغنى رجل فى العالم مليارات الدولارات منذ تبرعه بما يقرب من 300 مليون دولار لدعم انتخاب ترامب وغيره من الجمهوريين العام الماضى، وشهدت مبيعات شركته للسيارات الكهربائية، تيسلا، انخفاضًا ملحوظًا.ودافع ماسك، أغنى رجل فى العالم، عن دوره كمسؤول غير منتخب حصل على صلاحيات غير مسبوقة من ترامب لتفكيك أجزاء من البيروقراطية الحكومية.وأشرفت وزارة كفاءة الحكومة على عملية تسريح واسعة النطاق للعمال الفيدراليين، وإغلاق الوكالات، وإلغاء العقود الحكومية – بعضها طُعن فيه أمام المحاكم، ووعد ماسك بأن المبادرة ستوفر ما لا يقل عن تريليون دولار من الإنفاق الفيدرالى. ويزعم موقع وزارة كفاءة الحكومة الإلكترونى أنها وفرت على دافعى الضرائب ما يُقدر بـ 175 مليار دولار حتى الآن، على الرغم من الشك فى صحة هذه الأرقام.وتمكن “ماسك” خلال تقلده الوظيفة من تقليص عدد الموظفين المدنيين فى الحكومة الفيدرالية بنحو 12%، أى أنهى خدمة 260 ألف موظف من 2.3 مليون.ولم يكن رحيل “ماسك” عن إدارة “ترامب” مفاجئًا، حيث ثارت شائعات عدة عن وجود خلافات بين الرئيس الأمريكى وماسك، وذكرت مجلة “بوليتيكو” أن “ترامب” اعتاد على نشر منشورات شبه يومية عن ماسك على منصة “تروث سوشيال”، إلا أنه لم يذكره إطلاقًا فى الأسابيع الأخيرة. وفى 20 مايو أيضًا، صرّح ماسك بأنه سيُخفّض إنفاقه السياسى، بعد أن أنفق أكثر من 250 مليون دولار على حملة ترامب الانتخابية لعام 2024، وصرح لبلومبرج قائلًا: “أعتقد أننى بذلت ما يكفى.. إذا رأيتُ مبررًا للإنفاق السياسى مستقبلًا، فسأفعل ذلك. لا أرى مبررًا حاليًا”.واعتبرت مجلة “تايم” الأمريكية، أن ما أفسد شهر العسل بين ترامب والملياردير انتقاد الأخير لقانون ترامب للإنفاق المحلى وهو حزمة ضخمة من الضرائب والإنفاق أطلق عليها الرئيس الأمريكى اسم “مشروع القانون الضخم والجميل”، حيث عبر فى مقابلة مع شبكة “سى بى إس” عن خيبة أمله تجاه مشروع قانون الإنفاق الضخم، معتبرًا أنه يزيد عجز الميزانية بدلًا من خفضه، علاوة على أن القانون “يقوّض العمل الذي يقوم به فريق وزارة كفاءة الحكومة”.وتابع ماسك: إن “الوضع البيروقراطى الفيدرالى أسوأ بكثير مما كنت أتخيله”، مشيرًا أن تحسين الأوضاع فى العاصمة واشنطن “هو معركة شاقة، وأقل ما يمكن أن يقال عنها”، مضيفا أن مبادرة “دوج” أصبحت بمثابة “كبش فداء” يتم تحميلها مسؤولية أى خلل يقع داخل إدارة ترامب، وهو ما عمّق شعوره بالإحباط.