العيد سعادة، لكنها لم تكتمل.

العيد سعادة، لكنها لم تكتمل.

الأحباء القراء في كل زمان ومكان.. كل عام وأنتم والأمة الإسلامية جميعها بخير واستقرار وطمأنينة نحو كل ماتحبونه من بشر وحيوان وأملاك.. مهما اختلفت اشكالها وأنواعها.. تحرصون عليها..لكن أتساءل فى حيرة.. هل هذه الطمأنينة.. تعيشونها مكتملة وحقيقية فى ظل إخوة يجاورنا.. يأنون من جحيم الموت ولهيب التعذيب حرقا وجوعا وذلا؟

نعم جميعنا ننتظرعيد الأضحى المبارك وغيره من الاعياد الربانية بلهف وشوق، لنزيل مابداخلنا مما علق بها من شوائب بقية الأيام التي نعيشها من يسر وعسر ضحكة وبكاء ابتسامة ودمعة انفراجة وكربة صحة ومرض، غنى وفقر، سعادة واكتئاب.. من تباين واختلاف في كل شيء يوميا نحياه.كل هذا التضاد.. يترك بالتراكم فى النفس جبلا جاسما على قلوبنا لايزحزحه إلا هذه الأيام الإيمانية العشر العظيمة التي أقسم بها ربنا جلا علاه في اياته القرأنية المعجز قائلا سبحانه وتعالى”الفجر وليال عشر والشفع والوتر”سورة الفجر.. التي نحييها بالصيام والقيام والدعاء وذبح الأضحية لمن استطاع في يومها العاشر وهو عيدنا الاضحى العظيم والذي بكل شعرة فيها وقطرة دماء تسيل منها .. يكفر بها ذنوبنا باذن الله تعالي التي وقعنا فيها طوال ماتبقي من أيام السنة.نعم إنه لمشهد رائع وصورة بهية.. تبدأ من ازدحام المساجد بالمصليين رجال ونساء وشباب وشابات وأطفال وصوت تكبيرات العيد المهيبة تملأ أرواحنا بقشعريرة ايمانية نتمنى ألا تبرحنا أبدا ،مرورا بتبادل تهانى العيد والحلوى وصولا إلى ذبح الأضاحي من خراف وبقر وجاموس باحواش المنازل الخاصة أو المجاذر العامة وغيرها، والتفاف اصحاب الأضحية وأهلها حولها بالدعاء وانتظار العامل المشترك في كل هذا وهورائحة الشواء وتناول الفتة المصرية الشهيرة بمذاقها الشهي.لكننى أتساءل مرة ثانية.. هل كل هذه الصور البهيجة والدافئة التي اعتادنها.. جاءت هذا العام كمثيلتها بالأعوام السابقة بعد إبادة أكثر من 50 ألف نفس وشهيد .. أغلبهم من اطفال ابرياء لاذنب لهم غير أنهم قتلوا تحت قذائف الصواريخ الاسرائلية والامريكية وغيرها وركام الأبنية التي انهارات فوق رؤسهم وقهر الظمأ والجوع.وأتساءل للمرة الثالثة.. أيها المسلمون في كل مكان وزمان وبأعدادكم التي قاربت المليارين… ألم تحرككم النزعة الدينية ورباطة الدم الإسلامية والنخوة العربية الي إنقاذ اخوانكم بالدين “الفلسطينيين” الذين يذبحون كالخراف كما تذبحون أضحيتكم بالعيد؟لكننى ما أرجوه وهو اضعف الإيمان أن تخلصون وتزيدون فى الدعاء لهم من قلوبكم البيضاء..نعم إنه عيدنا العظيم الأضحى المبارك .. لكنه للأسف غير مكتمل.