إعادة انطلاق تامر حسني

إعادة انطلاق تامر حسني

فى دفتر أحوال نجوم الغناء السينمائى أصبح المطرب «تامر حسنى» بعد عرض فيلمه «ريستارت» على مشارف كسر رقم العندليب «عبد الحليم حافظ» بعد أن نجح فى تحطيم رقم موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب» صاحب الـ7 أفلام وأول مطرب يخترق السينما الغنائية عام 32 بفيلمه «الوردة البيضاء»، وبعد نجاح تجاربه السينمائية فإن «العصمة بيده» لتحطيم أرقام فريد الأطرش 31 فيلمًا ومحمد فوزى 36 فيلمًا.

بعد «فوزى والأطرش وحليم» لم تتمكن أجيال بعدهم، وآخرهم عمرو دياب من الانضمام للقائمة الذهبية وكتابة تاريخ سينمائى، لكن «تامر حسنى» فعلها بـ15 فيلمًا وعلى مسافة فيلم واحد للتساوى مع العندليب، ثم القفز للمركز الثالث بعد محمد فوزى وفريد الأطرش، والفرصة متاحة أمامه لتصدر المشهد وتجاوز أرقامهما السينمائية.
تامر حسنى أكثر نجوم الغناء الآن تنوعًا ونجاحًا فى السينما لكنه لا بُد له من إعادة ترتيب أوراقه من أجل تقديم كتالوج سينمائى غنائى رومانسى متنوع على طريقة ثلاثية «عمرو وسلمى» إذا وضعنا فى الاعتبار أنه فنان شامل مؤلف وملحن ومخرج ومنتج ومطرب جدير بلقب «مطرب الجيل» الذي يستحقه بالفعل.
يحتاج «تامر حسنى» إلى إعادة توظيف نفسه وإجراء عملية «ريستارت» سينمائى لكتابة تاريخ سينمائى على غرار العمالقة، وهو يملك كل المهارات الممكنة لتحقيق هذا بعد بناء قاعدة جماهيرية كبيرة غنائيًا وسينمائيًا.
ما سبق ليس تقليلاً من فيلمه الجديد «ريستارت»، ولن يفسد للفيلم قضية؛ لأنه يحتوى على كل العناصر التجارية لنجاحه جماهيريًا وتصدر الإيرادات- رغم تحفظى على اسمه- وقد حان الوقت أن تمنع الرقابة أسماء الأفلام التي تحمل معنى أجنبيًا رغم تداول معناها شعبيًا، والكلام هنا لرئيس الرقابة الكاتب المبدع عبدالرحيم كمال، فلا بُد أن تكون أسماء الأفلام مصرية عربية.
فى فيلم «ريستارت» الكوميدى نجح تامر حسنى والكاتب أيمن بهجت قمر ومعهما المخرجة سارة وفيق فى خلق قضية عامّة وتفاصيل دقيقة بإيقاع سريع، بعضها مأخوذ من الواقع كما كتبوا فى بداية الفيلم من خلال «محمد» تامر حسنى وحبيبته «عفاف» هنا الزاهد.. قضية يعانى منها الجيل وهى هوس وإدمان السوشيال ميديا والأرباح المغرية التي يحصل عليها الشباب منها على مذبحة الخروج عن النص وتحطيم القيم الأصيلة وتدمير جيل كامل، ولم يفوتهم فى نهاية الفيلم تأكيد أهمية عصر الإنترنت فى الحياة رغم ضعف هذا التأكيد بخيوط من الفانتازيا ولجوء المؤلف إلى إنقاذ القضية بالاستعانة بضيف شرف فى ثوب ضابط شرطة «محمد رجب» لإنقاذ قضية الفيلم وكشف الوجه القبيح لمافيا شركات استغلال الشباب لتحقيق تريندات مسيئة لثوابت المجتمع كما جسّدها باسم سمرة فى شخصية «الچوكر» من دون خروج عن القانون.
تامر حسنى قدّم فى الفيلم أداءً يؤكد تمكنه على مستوى التمثيل والغناء من أول أغنية «لايك وشير وكومنت»  فى تتر الفيلم وحتى أغنية «المقص» مع المطرب الشعبى رضا البحراوى فى تتر النهاية، وهى أغنية جميلة أنقذه استخدامها كبرومو تسويقى للفيلم لكن عليه استعادة نفسه كمطرب موهوب وملحن متمكن فى خلق أعمال رومانسية غنائية من أجل صناعة كتالوج سينمائى فريد من نوعه يتفوق به على الجميع.
 فى «ريستارت» تألقت هنا الزاهد ومرحت موهبة محمد ثروت وباسم سمرة ولمعت رانيا منصور وابنتها توانا الجوهرى كوجوه مبشرة، وأضاف حضور إلهام شاهين ومحمد رجب وشيماء سيف وأحمد حسام ميدو زخمًا كبيرًا لأحداثه كضيوف شرف.. وأخيرًا ننتظر من تامر حسنى إعادة تشغيل و«ريستارت» لموهبته فى السينما كمطرب محبوب من فصيلة «أكابر الغناء» وليس كوميديانًا من فئة «المضحكون».