رسالة سماوية إلى الشعب المصري العظيم: حكاية بطولية من أرض العاشر من رمضان.

رسالة سماوية إلى الشعب المصري العظيم: حكاية بطولية من أرض العاشر من رمضان.

في لحظة فارقة تختبر فيها الأقدار معدن الرجال، سطّر المواطن المصري “خالد محمد شوقي عبدالعال” صفحة مضيئة في سجل الوطنية، حين قرر أن يقدّم روحه الطاهرة قربانًا للواجب والمسؤولية، في موقف بطولي قلّ أن يتكرر، لكنه يرسخ في الأذهان حقيقة خالدة: أن مصر، أرض الشهداء والعطاء، لا زالت تنجب رجالًا يُجسّدون البطولة في أبهى صورها.

 وفي تعليق له على هذه الحادثة المؤلمة، وصف المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية، ما حدث بأنه “رسالة إلهية إلى شعب مصر العظيم”. رسالة تعيد تشكيل الوعي، وتوقظ الضمائر، وتعيد التذكير بقيمة الفداء والتضحية، وتؤكد أن البطولة لا تقتصر على ميادين القتال وحدها، بل قد تولد في لحظة صدق إنساني، وفي موقف شجاع على قارعة الطريق.يقول المهندس إيهاب محمود:”ما فعله الشهيد البطل خالد عبدالعال ليس مجرد تصرف إنساني عابر، بل هو نموذج وطني مخلص، يمثل الروح المصرية في أصفى معانيها، حين تمتزج الشهامة بالفداء، ويتحول الإنسان البسيط إلى رمز خالد لمعنى الواجب”. تفاصيل الواقعة.. بطولة تحت اللهب في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد ١ يونيو ، اندلعت النيران في إحدى السيارات المحمّلة بالوقود داخل نطاق مدينة العاشر من رمضان. كان من الممكن أن تتحول اللحظة إلى كارثة، وأن يسقط العشرات ضحايا الحريق، لولا التدخل البطولي لقائد السيارة خالد محمد شوقي عبدالعال، الذي قرر أن يُبعد المركبة المشتعلة عن محطة الوقود القريبة بكل ما أوتي من شجاعة، في محاولة منه لإنقاذ أرواح المواطنين وتفادي كارثة محققة.لكنّ النار كانت أسرع، فالتهمت جسده وهو يحاول الهرب بها إلى مسافة آمنة، قبل أن يُفارق الحياة متأثرًا بجراحه، تاركًا خلفه صورة خالدة لرجل رفض أن يهرب، وفضّل أن يموت واقفًا ليحيا الآخرون.  تكريم رسمي وشعبي  واستجابةً لهذه التضحية النبيلة، قررت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الشرقية إطلاق اسم الشهيد خالد محمد شوقي عبدالعال على أحد شوارع مدينة العاشر من رمضان، تخليدًا لذكراه العطرة، وتكريمًا لموقفه البطولي الذي أبهر الجميع. يقول المهندس إيهاب محمود في هذا السياق:”هذا القرار الصادر عن الدولة يُجسد بوضوح التقدير العميق للبطولة اليومية التي يقدمها أبناء هذا الوطن، ويعزز ثقافة الوفاء والاعتراف بالجميل، ويعيد للأذهان أن التضحية من أجل الآخرين ليست خيارًا نادرًا، بل جزءًا أصيلًا من الشخصية المصرية”. حزب الجيل الديمقراطي: تمجيد البطولة المدنية أعرب حزب الجيل الديمقراطي عن بالغ حزنه لما حدث، مؤكدًا في بيان رسمي أن ما أقدم عليه الشهيد خالد عبدالعال هو “نموذج مُعبر عن الشخصية المصرية في أوقات التحدي والمحن”، وتعبير صادق عن التفاني والتضحية من أجل الوطن والناس، حتى وإن لم يكن في موقع سلطة أو مركز رسمي. وأضاف المهندس إيهاب:”في الوقت الذي تتعدد فيه أوجه الفساد والإهمال، يطل علينا رجل بسيط، لا يحمل رتبة ولا يبحث عن شهرة، ليقدم إلينا درسًا عمليًا في معنى الوطنية. إننا أمام لحظة يجب أن تتحول إلى وعي جماعي، وإلى مناهج تُدرّس في المدارس، وإلى قصة تُروى للأجيال”. دعوة للتأمل وإعادة بناء القيم وتابع المهندس إيهاب حديثه بدعوة للتأمل العميق في دلالة هذه الواقعة، وضرورة أن تكون بداية لإعادة إحياء القيم الوطنية في نفوس الشباب. “هذه لحظة مفصلية، علينا أن نُجيد التقاطها وأن نُحسن قراءتها. لقد جاءت هذه الحادثة، لا لتؤلمنا فقط، بل لتوقظ فينا الضمير، وتعيد بناء ثقة المواطن في أن الشرف لا يُشترى، والبطولة لا تُصنع في الاستوديوهات، بل تُولد من رحم المواقف الصعبة”. خاتمة.. خالد ليس مجرد اسم بل رسالة إننا اليوم أمام حالة بطولية تتجاوز حدود الحادثة ذاتها، وتلتحق بركب الرموز الشعبية التي تصنعها المواقف لا المناصب. اسم خالد عبدالعال لن يُمحى من الذاكرة، وسيظل شاهدًا على أن هذا الوطن لا يزال يُنبت رجالًا من طين الكرامة، وماء النخوة، وهواء الصدق. وفي كلمات مقتضبة ولكن معبّرة، ختم المهندس إيهاب حديثه: “لقد منع خالد كارثة، وأنقذ أرواحًا، ومات من أجل أن يعيش غيره. إنها بطولة في زمن يُفتقد فيه المعنى. خالد لم يمت، بل خُلّد”. تسجيلي