عبدالوكيل أبوالقاسم يكتب: حج الجمعيات.. إنجاز يتجاوز التوقعات

في كل موسم حج، يثبت حج الجمعيات الأهلية أنه نموذج يُحتذى به في التخطيط والتنظيم، حيث يتفوق القائمون على التنظيم والتخطيط عامًا بعد عام، ليُجسد صورة مشرفة للتنسيق بين الجهات المصرية ونظيرتها في المملكة العربية السعودية، ويُقدم دروسًا عملية في كيفية خدمة حجاج بيت الله الحرام.
النجاح اللافت الذي حققه حج الجمعيات هذا العام لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة جهود جبارة يقودها العقل المدبر لهذا المشروع الوطني، الأستاذ أيمن عبد الموجود، الوكيل الدائم لوزارة التضامن الاجتماعي ورئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية، الذي لا يتوقف عن العمل والتطوير والابتكار، ليضع بصمة جديدة كل عام تُضاف إلى سجل النجاحات، وذلك تحت إشراف وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي. هذه الروح القيادية المتقدمة، التي لا تعرف التراخي أو التكرار، كانت ولا تزال شعلة النشاط التي تُحرّك منظومة الحج وتدفعها نحو القمة. ومنذ لحظة انطلاق الاستعدادات، برزت مؤشرات التميز والتنظيم المحكم، بدءًا من إجراءات السفر والإقامة، مرورًا بخدمات التغذية والإرشاد، وانتهاءً بتأمين تنقل الحجاج داخل المشاعر المقدسة، وحتى الانتهاء من رمي الجمرات. لم يُترك شيء للصدفة، فكل تفصيلة خضعت للدراسة والتخطيط والتنفيذ بدقة متناهية. ويُعد هذا النجاح الباهر انعكاسًا حقيقيًا لحالة التنسيق الكامل بين بعثة وزارة التضامن الاجتماعي والجهات المعنية في المملكة العربية السعودية، والتي سخرت كل إمكاناتها لتيسير أداء المناسك للحجاج في جو من السكينة والطمأنينة. لقد باتت تجربة حج الجمعيات اليوم معيارًا يُقاس عليه، ونموذجًا يُلهم كافة بعثات الحج، بما يقدمه من خدمات تضاهي أرقى التنظيمات العالمية، وترتقي لتطلعات ضيوف الرحمن. وفي ختام هذا الموسم، لا يسعنا إلا أن نُحيي كل الأيادي البيضاء التي عملت في صمت، وكل من بذل جهدًا وساهم بفكرة، ليخرج حج الجمعيات بهذا المستوى المشرف، الذي نفاخر به أمام العالم، حيث تم تدريب 272 مشرفًا على أعلى مستوى، لتقديم أفضل خدمة لـ12,500 حاج من الجمعيات الأهلية خلال الموسم الحالي. وقد نال الحجاج الرعاية الكاملة عبر 3 مستويات من الإقامة، من بينها فنادق 5 نجوم بساحة الحرم المكي استقبلت 1,371 حاج في تجربة لا تُنسى.