عاجل | شقيقان عاشا سويًا.. أحدهما توفي حزنًا على الآخر

في قصة إنسانية نادرة تمس القلوب، ودعت قرية سندنهور التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، اثنين من أبنائها في أقل من 24 ساعة، في مشهد مهيب اختلطت فيه مشاعر الحزن بالدهشة، والدموع بصمت الوفاء الأخوي.
بدأت الحكاية حين لفظ شخص يدعي “أحمد ماهر” في أواخر الخمسينيات من عمره، أنفاسه الأخيرة بشكل مفاجئ، دون سابق مرض، تاركًا وراءه حالة من الذهول بين أفراد أسرته وأهل قريته الذين عرفوه بطيب قلبه ودماثة خلقه، لكن ما لم يتوقعه أحد، أن تأتي الفاجعة الأكبر مع فجر اليوم التالي، حين لم يقو شقيقه الأصغر محمد ماهر 47 عامًا، على تحمل ألم الفقد، فغلبه الحزن، وأسلم هو الآخر روحه، وكأن قلبه توقف على وقع الفراق. كان محمد قد أمضى الليلة بجوار جثمان شقيقه، لا يبارحه لحظة، يغالب دموعه، ويستقبل العزاء بقلب مكلوم، قبل أن ينهار تمامًا ويرحل في مشهد أبكى القرية بأكملها، وتحولت جنازة واحدة إلى جنازتين، ومأتم بسيط إلى موكب حزن مزدوج، لا ينسى. أهالي القرية وصفوا الشقيقين بأنهما كانا لا يفترقان أبدًا، يعيشان كتفًا بكتف، ويتقاسمان الحياة في محبة نادرة، حتى رحلا معًا في مشهد وصفه الجميع بأنه “قصة وفاء لم تكتبها الأقلام، بل خطها القلب”. وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” القصة على نطاق واسع، مرفقين صور الجنازة وتعليقات تعكس التأثر الشديد، مؤكدين أن ما حدث هو تجسيد حقيقي للوفاء الإنساني، ورسالة عميقة عن قوة رابط الأخوة الذي لا يفصله إلا الموت ويجمعه أيضًا.