مدير محطة وقود العاشر أول تعليق له: تفاجأنا بنشوب حريق في السيارة أثناء تفريغها والشهيد كان قدوة في الأمانة

في مشهد لن تنساه مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية طويلاً، كتب خالد محمد شوقي عبدالعال نهاية بطولية لحياته حين تحول في لحظة إلى جدار النار الذي حال بين ألسنة اللهب ومحطة وقود ومنطقة سكنية مأهولة بالسكان، مضحيًا بجسده من أجل عشرات الأرواح.
قرابة الساعة الواحدة إلا ربع ظهر يوم الأحد الموافق الأول من الشهر الجاري، وصلت شاحنة المواد البترولية إلى محطة وقود العدالة الجديدة بالمجاورة 70 في مدينة العاشر من رمضان، قادمة من أحد المستودعات معبأة بثلاث “عيون” من الوقود، تم تفريغ العين الأولى بالكامل، وبدأ العاملون في تفريغ نصف العين الثالثة”خلفية الشاحنة” بينما بقيت العين الوسطى ممتلئة بحسب “محمد ر” مدير محطة وقود العدالة في تصريح خاص لـ “بوابة روزاليوسف”. وأثناء تحريك محبس التفريغ لموقع آخر، اندلعت النيران أسفل الشاحنة بشكل مفاجئ دون معرفة السبب، تسابق العاملون إلى طفايات الحريق، محاولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن اللهب كان أسرع منهم وأكثر شراسة، لكن فشلت محاولتهم في السيطرة عليه. انطلق خالد عبدالعال نحو الشاحنة المشتعلة، بعدما طلب منه أحد العاملون بمحطة الوقود تحريك السيارة خارج المحطة خشية امتداد ألسنة اللهب إلى المحطة ومن ثم المدرسة الملاصقة والمنازل المجاورة، وقفز إلى مقعد السائق قاد الشاحنة إلى قطعة أرض فضاء مقابلة للمحطة حتي يستطيعون إنقاذ ما يمكن إنقاذه. استطاع خالد تحريك الشاحنة والوصول بها إلى موقع آمن بعيدا عن المحطة والكتلة السكنية ثم خرج منها، وعلق مدير المحطة واصفا المشهد:”نزل خالد من السيارة وبدأ يتمرمغ على الأرض في الرمال في محاولة منه لتخفيف شدة الحرارة التي طالت جسده الذي ظهر عليه علامات الاحمرار لكن تسببت تلك الخطوة الخاطئة في تقشر جلده الذي ظهر عليه في الفيديو المتداول. وفي الوقت ذاته، أُصيب اثنان من رجال الحماية المدنية أثناء محاولة السيطرة على الحريق، وتم نقلهم مع خالد إلى مستشفى بلبيس المركزي قبل استدعاء نقله إلى مستشفى أهل مصر للحروق. مدير المحطة أشار إلي أن خالد عبدالعال يعمل سائقًا على سيارة المواد البترولية التابعة لصاحب محطة الوقود منذ 6 أشهر، وتمت تسوية وضعه الوظيفي بشكل رسمي، حيث كان مؤمّنًا عليه تأمينًا اجتماعيًا شاملًا، ما يعكس انتظامه في العمل، مختتما حديثه لـ”بوابة روزاليوسف” أن الراحل كان مثالاً للأمانة والثقة الاحترام ولم يصدر منه خلال فترة عمله لديه أي مشكلات.
خالد عبدالعال
السيارة المشتعلة