“كأن يوم القيامة قد حل” .. تجربة “أم محمد” بشأن حريق سيارتي الوقود في العاشر من رمضان.

“كأن يوم القيامة قد حل” .. تجربة “أم محمد” بشأن حريق سيارتي الوقود في العاشر من رمضان.

بين لحظة وأخرى، تحولت بنزينة العدالة بالمجاورة 70 إلى ساحة رعب حقيقية، بعد اندلاع النيران في شاحنة محملة بالمواد البترولية، ظهيرة الأول من الشهر الجاري لكن خلف ألسنة اللهب، كانت هناك حكايات رعب حقيقية عاشها سكان المنطقة، من بينهم “أم محمد”، إحدى المقيمات في منزل مقابل لمحطة الوقود.

  “أم محمد” إحدى شاهدات العيان على حادث اشتعال شاحنة المواد البترولية في العاشر من رمضان روت في تصريحات خاصة لـ “بوابة روزاليوسف” تفاصيل ما شاهدته بلغة جسد تعبر عن مخاوفها وهي تستعيد ذاكرتها المشهد المأساوي الذي كان أشبه بقيام الساعة على حد وصفها، قائلة : “خرجت بسرعة على صوت صراخ مرعب، الناس بتصرخ والشارع كله في حالة هلع، وبدون ما نفهم حاجة لقينا النار طايرة من عربية وقود جوه البنزينة، سمعنا إن خرطوم عربية البنزين وقع على الأرض وهي بتفرغ الحمولة واشتعل على طول”.  وأضافت: “الانفجارات بدأت تتوالى، كأنها قنابل بتنفجر، إحنا بصراحة افتكرنا إن دي نهاية الدنيا، حسينا إن القيامة هتقوم، البيت كله فضيناه مرتين من الأطفال وبعتناهم عند الجيران في الشوارع الخلفية علشان يبعدوا عن النار لو طالت بيوتنا”.  تتذكر “أم محمد” لحظة تدخل السائق البطل الشهيد خالد محمد شوقي عبدالعال، الذي أصبح لاحقًا حديث الرأي العام بعدما ضحى بحياته من أجل منع كارثة أكبر “لقيناه ركب العربية المشتعلة وساقها بسرعة وخرج بيها بره البنزينة في ارض فضاء مقابلة للمحطة، الناس كلها اتجمدت من الصدمة، محدش كان مصدق اللي بيحصل، السواق بعد ما طلع بالعربية، نزل منها وجسمه بيولع وبيسيح من النار، بس كان لسه بيطلب من الناس تبعد العربيات اللي حواليها عشان النار ما توصلش ليهم”.  بصوت حزين تتابع “أم محمد”، “السواق خالد كان طالع بيجري وبيصرخ من الألم، بيقول: آه آه، ووشه كان أحمر، وجسمه أحمر وجلده سايح”.  وتستكمل “أم محمد” لحسن الحظ إن المدرسة المجاورة لمحطة الوقود كانت مغلقة في هذا اليوم، وهو ما حال دون حدوث مأساة أكبر”الحمد لله إن المدرسة كانت اجازة، لكن الأدخنة غطت المجاورة كلها، وصلت لحد المجاورة 43، وابني كان هناك، ولما شاف الدخان كلم أخوه وقال له: ‘فيه إيه؟ الدخان مالي المكان!، عرف وقتها إن البنزينة ولعت ورجع يجري عشان يشوف اللي حصل”.  لم يكن إخماد الحريق بالأمر السهل، بحسب وصف “أم محمد” فالنيران اشتعلت لقرابة ست ساعات، وكلما تم إطفاؤها عادت للاشتعال من جديد معلقة:”، “كل شوية عربية مطافي تيجي، والعربية كانت كل مرة تولع تاني، المكان كان مرعب وأنا فضلت أجري واستغيث وأصرخ وأقول للناس اللي معاه موبايل يتصل بالمطافي يلحقونا”.   

سيارة الوقود المتفحمة

سيارة الوقود المتفحمة

سيارة الوقود المتفحمة