إطلاق منتدى “تبادل الثقافات الكلاسيكية” بين الصين والدول العربية في القاهرة

إطلاق منتدى “تبادل الثقافات الكلاسيكية” بين الصين والدول العربية في القاهرة

افتتح اليوم باحد الفنادق الكبرى بالقاهرة منتدى “حوار الحضارات الكلاسيكية بين الصين والعالم العربي” ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمنتدى نيشان العالمي للحضارات، كفعالية موازية تقام خارج الصين لأول مرة، في دلالة رمزية على عمق التلاقي الثقافي بين اثنتين من أعرق الحضارات في تاريخ الإنسانية.

وحضر المنتدى عدد من الشخصيات البارزة في مجالات الفكر والثقافة والدبلوماسية، من بينهم السفير علي الحفني، والسفير عزت سعد، والدكتور خالد عبد الجليل نائب وزير الثقافة السابق، إلى جانب البروفيسور فنغ جي كانغ رئيس جامعة شاندونغ للمعلمين. وألقت الكلمة الافتتاحية رئيسة الوفد ونائب رئيس منظمة نيشان والكونفوشيوس الدولي، د. قوه تشنغ يان دي، التي عبرت عن سعادتها بلقاء الحضور في “مدينة الألف مئذنة” لمناقشة الأبعاد المعاصرة للحضارات القديمة. وفي كلمتها، أشادت قوه بالعلاقات العميقة بين الصين والعالم العربي، مؤكدة أن الشراكة الصينية-العربية أصبحت نموذجًا للتعاون بين دول الجنوب العالمي. وأضافت أن الحضارتين المصرية والصينية تمثلان جوهرتين مضيئتين في نهر الحضارة الإنسانية، مشيرة إلى القيم المشتركة التي تجمع بينهما مثل التسامح، والانفتاح، والوئام في التنوع. واستعرضت قوه الجهود التي تبذلها الصين ومؤسسة كونفوشيوس لتعزيز التبادل الثقافي الدولي، بما في ذلك إنشاء 42 مدرسة كونفوشيوسية في 20 دولة، وتأسيس أربعة مراكز دولية للحوار الحضاري في جنوب أفريقيا، والبوسنة، وتايلاند، وماليزيا، فضلًا عن إطلاق مشروع “برنامج البحث والدراسة في شاندونغ” الذي يستقطب باحثين من مختلف دول العالم. وأشارت كذلك إلى ما تقوم به الصين من ترجمة وترويج لمختارات كونفوشيوس ضمن دول “الحزام والطريق”، والتي تُرجمت حتى الآن إلى 13 لغة، من بينها العربية، مشددة على أن الحضارات لا تزدهر إلا من خلال التفاعل وتبادل المعرفة. كما سلطت الضوء على العلاقات الصينية-المصرية، مؤكدة أن هذه العلاقات شهدت تلاقيًا تاريخيًا يمتد من طريق الحرير القديم إلى الشراكة الاستراتيجية الحديثة، في وقت تواصل فيه مصر دورها كمحور ثقافي ودبلوماسي في تعزيز الحوار الإقليمي والدولي.  المنتدى، الذي يُنظَّم لأول مرة في العالم العربي، يمثل خطوة متقدمة نحو تعزيز “الوعي الحضاري المشترك”، في ظل عالم يعاني من صدامات ثقافية وسوء فهم متبادل. وتأتي هذه الفعالية الثقافية في أعقاب الاجتماع الوزاري في مدينة تشانغشا الصينية لمتابعة نتائج منتدى التعاون الصيني-الأفريقي، مما يعكس تكاملاً بين الدبلوماسية الثقافية والسياسية في توجهات الصين الدولية. ويُتوقع أن يكون لهذا المنتدى أثرٌ عميق في ترسيخ جسور التواصل الحضاري، وتوسيع آفاق التعاون الثقافي والعلمي بين الصين والدول العربية، انطلاقًا من رؤية مشتركة تؤمن بأن الحلول العالمية تبدأ من الاحترام المتبادل للهوية الإنسانية، وضرورة استلهام القيم القديمة لمواجهة تحديات الحاضر.