هل بلغك نبأ قافلة الصمود؟!

صخب إعلامي كبير ومتابعات على مدار الساعة، من جميع وسائل الإعلام لما يسمى بقافلة الصمود المغاربية لفك الحصار عن غزة، التي تضم مواطنين من الجزائر وتونس، وهو ما يجعلنا أمام قافلة ترفع شعار ظاهره الرحمة ومن باطنه المزايدات السياسية المرفوضة على موقف الدولة المصرية، التي تعد الدول العربية الوحيدة التي تتحرك في كل الاتجاهات والمحافل الدولية لرفع المعاناة عن الأشقاء في فلسطين.
يحاول أصحاب قافلة الصمود التي تضم 165 سيارة وحافلة تضم قرابة 2000 شخص، اختراق حدود الدولة المصرية، بدون تأشيرة أو حتى الحصول على إذن مسبق من خلال سفاراتهم، وهو ما يعد بمثابة تعدٍ سافر على السيادة المصرية، وهو ما دفع الدولة المصرية لإصدار بيان قوي من خلال وزارة الخارجية للتأكيد على دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية، وحرصها على كسر الحصار المفروض علي الأشقاء في غزة ولكن بعيدا عن فرض سياسة الأمر الواقع، التي لن يقبلها أحد. لقد عبر بيان الخارجية عن القنوات الرسمية المسموح بها للتحرك داخل الأراضي المصرية، من خلال تقديم طلبات رسمية وأن السبيل الوحيد للنظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة، وهي التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات إلى وزارة الخارجية”. أرى أن مصر التي استضافت أمام معبر رفح كلا من الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسي ماكرون ،ووفد المفوضية الأوروبية وغيرهم من القيادات من مختلف دول العالم ، لا تسعى لعرقلة قافلة الصمود، ولكن تحرص علي إعلاء السيادة الوطنية، وإلا أصبحت حدود الدولة مستباحة أمام كل من هب ودب، ونجد أنفسنا أمام مخاطر عودة الإرهاب الأسود، بعدما نجحت القيادة السياسية وجنود مصر البواسل من رجال الجيش والشرطة باقتلاع الإرهاب من جذوره. في حقيقة الأمر يجب على كل مصري، أن يدرك ما تكبدته الدولة المصرية من خسائر كبيرة نظير مساندتها للقضية الفلسطينية، ولو ارادت القيادة السياسة تنعش خزائن الدولة بمليارات الدولارات علي حساب القضية الفلسطينية نتجاوز بها الأزمة الاقتصادية الخانقة لفعلت، ولكننا أمام قيادة وطنية مخلصة وقفت بشجاعة ضد موجة من الضغوط العالمية العاتية، التي تسعي لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن كان موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي أقوى من الجميع ولم يتزحزح شبر واحد عن موقفه القوي الرافض لتهجير الفلسطينين وتصفية القضية الفلسطينية. يجب علينا جميعا الالتفاف حول الدول المصرية، والوقوف خلف القيادة السياسية، لمواجهة الحملات المسعورة والمؤامرات غير المسبوقة التي تواجه الدولة المصرية ، خاصة أن قوة الجبهة الداخلية هي حائط الصد القوي ضد جميع المؤامرات التي تحاك ضدنا.