وزير الدفاع الإسرائيلي: غزة ستصبح أصغر وأكثر عزلة… والهجوم يتمدد تحت عسكري شامل

وزير الدفاع الإسرائيلي: غزة ستصبح أصغر وأكثر عزلة… والهجوم يتمدد تحت عسكري شامل

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته الكاملة على محور موراج، وهو الممر الحيوي الذي يفصل مدينة خان يونس عن رفح جنوب القطاع، ويمتد لمسافة 12 كيلومترًا من الشرق إلى الغرب.

وأعلن كاتس، في منشور على منصة “إكس”، أن المنطقة الواقعة بين محور موراج ومحور فيلادلفيا باتت رسميًا جزءًا مما أسماه “المنطقة الأمنية الإسرائيلية”، مؤكداً أن الجيش ماضٍ في تنفيذ عمليات ميدانية “تغيّر الجغرافيا السياسية لغزة”، على حد تعبيره.

غزة تتقلص… وإسرائيل ترسم حدودًا جديدة

قال كاتس إن إسرائيل تعمل على جعل غزة “أصغر وأكثر عزلة”، في إشارة إلى تحركات ميدانية تهدف إلى تفتيت القطاع إلى جيوب مفصولة أمنيًا وعسكريًا. وأوضح أن هذه السياسة ستدفع “المزيد من سكان غزة للنزوح القسري بعيدًا عن مناطق القتال”، في ظل ما وصفه بتصاعد العمليات العسكرية ضد حركة حماس.

ويتّضح من التصريحات أن الهندسة الأمنية الجديدة داخل غزة تسير باتجاه إنشاء مناطق محظورة ومنزوعة السلاح، تُدار أمنيًا من قِبل الجيش الإسرائيلي، تحت ذريعة حماية مستوطنات الجنوب ومنع تسلل المقاتلين.
 

عمليات تطهير شاملة قبل التوغلات البرية

أضاف وزير الدفاع أن أي مناورة برية تُنفذ فقط بعد إجلاء السكان وتنفيذ “عمليات تطهير شاملة”، باستخدام القصف الجوي والمدفعي، إلى جانب معدات هندسية متقدمة لتفجير العبوات الناسفة وتدمير الأنفاق والمنشآت العسكرية.

وبحسب كاتس، فإن هذه الإجراءات تأتي ضمن استراتيجية الجيش لضمان أقصى حماية للقوات البرية، مؤكدًا أن كل هذه التحركات تتم بدعم كامل من القيادة السياسية الإسرائيلية.

الضغط على حماس: الأرض مقابل الأسرى

في سياق متصل، صرّح كاتس بأن الهدف الرئيسي من تكثيف العمليات في جنوب غزة هو زيادة الضغط على حماس وإجبارها على “العودة إلى طاولة المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين”.

وأضاف: “كلما أصرت حماس على الرفض، كلما صعّدنا العمليات ميدانيًا… هذه هي المعادلة”.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في وقت تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في القاهرة، بوساطة مصرية وقطرية، لإبرام اتفاق تبادل أسرى يتضمن هدنة مؤقتة قد تمتد بين 50 و70 يومًا، في حال التوصل إلى اتفاق.

نازحون بلا نهاية… ومخاوف من تقسيم دائم

في المقابل، حذرت منظمات إنسانية من أن ما يحدث في غزة يُنذر بـ”تحولات ديموغرافية قسرية”، خصوصًا مع نزوح أكثر من 1.7 مليون فلسطيني من مناطقهم الأصلية، وتحويل مدن بأكملها إلى أنقاض أو مناطق عسكرية مغلقة.

ويرى محللون أن إحكام السيطرة على محور موراج يُعد الخطوة الأخيرة في مخطط عزل مناطق غزة عن بعضها البعض تمهيدًا لتقسيمها فعليًا، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام إعادة رسم خريطة القطاع سياسيًا وجغرافيًا.