أستاذ سلاسل التوريد: العالم يواجه أزمة إنتاج بسبب السياسات الجمركية الأمريكية

أفادت الدكتورة مها الشيخ، أستاذة سلاسل التوريد والدعم اللوجستي في جامعة الشرق الأوسط، أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أصبحت تعتمد على مبدأ “المعاملة بالمثل”، لكنها الآن تأخذ طابعًا تصعيديًا قائمًا على فكرة “العين بالعين”.
صراع اقتصادي تتجاوز تأثيراته الرسوم الجمركية
وأضافت: “نحن في خضم صراع اقتصادي تتجاوز تأثيراته الرسوم الجمركية، مما يؤثر بشكل مباشر على خطوط الإنتاج والقطاعات الصناعية التي تشكل جوهر سلاسل التوريد.
الرسوم الحالية زادت من تكاليف التجارة، خاصة في مجالات مثل الإلكترونيات والملابس، مما يدفع الشركات للبحث عن بدائل إنتاج خارج الصين، مثل فيتنام والهند والمكسيك”.
إعادة هيكلة الإنتاج محليًا
وأشارت إلى أن “الولايات المتحدة تسعى لإعادة هيكلة الإنتاج محليًا، لكن المشكلة الأكبر هي أن هذا يعزز فكرة تجزئة سلاسل التوريد، وهو أمر خاطئ في الأساس، حيث يجب إدارة سلاسل التوريد كنظام مترابط ومتكامل وليس كأجزاء منفصلة”.
وتابعت: “تضطر الشركات اليوم لإعادة صياغة استراتيجياتها لتفادي الرسوم، لكن ذلك سيؤدي إلى مزيد من التعقيد والتكاليف، خاصة في الصناعات الحساسة مثل السيارات والإلكترونيات التي تعتمد على التكامل بين السوقين الأمريكي والصيني”.
وأكدت الشيخ أن “الحديث عن الاكتفاء الذاتي، خصوصًا في الصين، لا يزال بعيد المنال، رغم محاولاتها لتعزيز الصناعات المحلية في مجالات مثل أشباه الموصلات، حيث تمتلك الموارد والمعادن اللازمة لذلك، لكننا نواجه تداعيات طويلة الأمد ستؤثر على التكنولوجيا والصناعة عالميًا”.
إعادة صياغة سلاسل التوريد
واختتمت حديثها بالقول: “يجب على الدول التفكير في بدائل اقتصادية وخطوط إنتاج جديدة، وتعزيز التعاقدات المتنوعة، بما يضمن إعادة صياغة سلاسل التوريد بطريقة أكثر مرونة واستدامة”.