جنين تحت النار لليوم الـ84.. واقتحام لمستشفى حكومي وسط حالة من الذعر

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الإثنين، مستشفى جنين الحكومي في الضفة الغربية، واعتقلت فتى فلسطينيًا لم تُعرف هويته حتى الآن، وسط حالة من الذعر والخوف بين المرضى والكوادر الطبية.
اقتحام المستشفى يثير الغضب
ووفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) وشهود عيان، فإن جنود الاحتلال اقتحموا قسمي الطوارئ والتسجيل داخل المستشفى الحكومي، حيث كان يتواجد عدد كبير من المرضى والمراجعين.
وأكد الشهود أن الجنود اعتقلوا فتى فلسطينيًا، كما احتجزوا أحد العاملين بالمستشفى لبعض الوقت قبل أن يفرجوا عنه لاحقًا، في مشهد يعكس استهتار قوات الاحتلال بكافة الأعراف والمواثيق الدولية التي تحظر انتهاك حرمة المراكز الطبية.
جنين تحت النار: 84 يوماً من العدوان
ويأتي هذا الاقتحام في إطار العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، والذي يدخل يومه الـ84، وقد أسفر حتى الآن عن استشهاد 36 فلسطينيًا، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين.
وتشير المنظمات الحقوقية إلى أن جنين تعيش حالة حصار وتضييق خانق، مع استمرار عمليات الاقتحام الليلية والنهارية التي تستهدف البنية التحتية والمنازل والمؤسسات الصحية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
تشديدات أمنية في الخليل بعد عملية دهس
في تطور موازٍ، شددت قوات الاحتلال إغلاقها لبلدة الظاهرية وكل الطرق المؤدية إلى بلدات جنوب محافظة الخليل، وذلك بعد عملية دهس نُفذت قرب مستوطنة “عتنيئيل” المقامة على أراضي قرية كرمة.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن إصابة مجندة إسرائيلية في العملية، مشيرة إلى أن المنفذ تمكن من الفرار من المكان، ما دفع الاحتلال إلى إطلاق حملة مداهمات واسعة النطاق في المنطقة.
ووفق مصادر محلية، اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في بلدة الظاهرية، كما أغلقت مدخل بلدة دورا الشرقي وجميع الطرق المؤدية إلى الشارع الرئيسي الرابط بين بلدات الجنوب ومدينة الخليل، في إطار ملاحقتها لمنفذ العملية.
استهداف المؤسسات الطبية.. جريمة جديدة في سجل الاحتلال
يثير اقتحام مستشفى جنين موجة استنكار واسعة، إذ يعتبر انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وتحديداً اتفاقيات جنيف التي تُجرّم استهداف المنشآت الطبية والمراكز الصحية.
ويحذر مراقبون من أن تكرار مثل هذه الانتهاكات قد يفتح الباب أمام موجة تصعيد أوسع في الضفة الغربية، خاصة في ظل حالة الغليان الشعبي والاحتقان المتزايد نتيجة السياسات الإسرائيلية القمعية، والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة.
وبينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في جنين والخليل، وسط صمت دولي شبه كامل، تتصاعد المخاوف من دخول الضفة الغربية في مرحلة جديدة من المواجهة الشاملة، في ظل تزايد الانتهاكات وغياب أفق سياسي يضع حدًا لهذا التصعيد.