أين هم الآن؟ عائلة صدام حسين بين المنافي والمراقبة بعد عقدين من سقوط النظام

منذ سقوط نظام صدام حسين في 9 أبريل 2003، تفرّق أفراد عائلته في أنحاء متفرقة من الشرق الأوسط والعالم، يعيشون تحت الرقابة أو في ظل تهديدات أمنية، يحاولون النجاة من عبء الاسم والتاريخ، بينما يبقى الإرث البعثي العائلي محلّ جدل سياسي حاد في العراق وخارجه.
 

ساجدة خير الله… الزوجة التي ماتت بعيدة عن العوجة

ساجدة طلفاح، الزوجة الأولى لصدام، ووالدة رغد ورنا وعدي وقصي، فرت بعد الغزو الأميركي إلى الأردن مع بناتها، قبل أن تستقر في الدوحة مع ابنتها الصغرى حلا.

توفيت ساجدة في قطر عام 2016 بهدوء تام، دون جنازة علنية أو ظهور إعلامي، في ظل رقابة مشددة على تحركات العائلة.
 

رغد ورنا… الظهور النسائي الأكثر علنية في المنفى الأردني

تعيش رغد صدام حسين، الابنة الكبرى، في عمان – الأردن، حيث منحتها السلطات جوازات سفر وحماية أمنية، لكنها تعرضت أكثر من مرة لتهديدات أمنية ومحاولات تشويه إعلامي.

رغد، التي ظهرت في وسائل الإعلام مرارًا، دافعت عن والدها، دون التورط في نشاط سياسي مباشر، وتعيش مع أولادها الخمسة: علي، صدام، وهج، حرير، وبنان.

أما شقيقتها رنا، فتعيش أيضًا في عمان، في عزلة إعلامية شبه كاملة، مع أبنائها الأربعة، منهم حسين الذي يدرس التسويق في جامعة مرموقة بالأردن.
 

حلا في قطر… وعلي في كندا

حلا صدام، أصغر بناته، تعيش في قطر، ورافقها زوجها جمال مصطفى، الذي سُجن في العراق 18 عامًا قبل الإفراج عنه عام 2021.

أما علي صدام حسين، الابن الوحيد لصدام من زوجته الثانية سميرة الشهبندر، فمقيم في كندا، بعيدًا عن الأضواء، حيث عاش سنوات حكم والده في الخفاء، وظل اسمه محاطًا بالسرية حتى بعد سقوط النظام.
 

ماذا عن أحفاد صدام؟

يبلغ عدد أحفاد صدام حسين نحو 15 حفيدًا، يتوزعون بين الأردن وقطر، بعضهم يتلقّى تعليمًا مرموقًا، بينما يعيش آخرون حياة طبيعية هادئة، في ظل مراقبة أمنية شديدة.

العائلة رفضت عروضًا غربية بالإقامة مقابل التشهير بصدام حسين، حسب تقارير مقربة منها.
 

أبناء صدام القتلى… القصة الأكثر دموية

قُتل عدي وقصي، نجلا صدام، في عملية أمريكية خاصة بمدينة الموصل في يوليو 2003، بعد معركة عنيفة. كما قُتل مصطفى ابن قصي، ذو الـ14 عامًا، أثناء الحصار ذاته.
 

عشيرة صدام حسين… تشتت وصورة “العدو”

لم تقتصر المعاناة على العائلة المباشرة. أفراد عشيرة البو ناصر، التي ينتمي لها صدام، تعرضوا للتشتيت والحرمان من العودة إلى العوجة، مسقط رأس الرئيس السابق.

يعيش بعضهم في إقليم كردستان، فيما هاجر آخرون إلى دول مثل تركيا، الأردن، وألمانيا، يواجهون عزلة سياسية ومجتمعية، كونهم يُعتبرون “رموزًا للبعث”.

 عائلة منفية… تحت ظل رجل لم يمت سياسيًا

رغم مرور أكثر من 20 عامًا على سقوط النظام، لا تزال عائلة صدام حسين تعيش تبعات إرثه المعقّد. بين الحياة في المنفى، والمراقبة، والحرمان من العودة، تسعى العائلة إلى العيش بعيدًا عن الإعلام، لكنها تبقى في صميم الجدل السياسي العراقي والعربي.