«محادثات روما».. هل ينجح ترامب في هدم الحلم النووي الإيراني؟
يعقد اليوم السبت، في روما جولة ثانية من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران من أجل أحياء الاتفاق النووي الإيراني، وذلك بعد أن اختتمت الجولة الأولى من المحادثات بين الطرفين في 12 أبريل في مسقط عاصمة سلطنة عمان. والتي انتهت برسائل إيجابية وسط تحذيرات إسرائيلية وتلويح بضرب منشآت إيران النووية. إلى جانب تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستمر بشن هجوم عسكري في حالة فشلت الدبلوماسية في حلحلة هذه الأزمة.
مفاوضات روما النووية
ويترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، ومن الجانب الأمريكي مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حيث من المقرر أن تعقد المفاوضات كما الجولة الأولى بوساطة عمانية والتي يترأسها وزير الخارجية بدر البوسعيدي الذي سينقل الرسالة إلى الوفدين نظراً لأن المفاوضات غير مباشرة.
وقبل عقد الجولة الثانية من المفاوضات، قال المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي إن الوفد المفاوض في روما يتمتع بصلاحيات كاملة للتوصل لاتفاق شامل، وقال: “نريد اتفاقا نوويا شاملا يرتكز على ضمانات ومبادئ الجدية”.
كما أكد المسؤل الإيراني أنه:” لن يكون هناك اتفاق مع أميركا إلا بوقف التهديدات واحتواء إسرائيل”، مضيفًا:” أن الوفد ذهب إلى روما من أجل اتفاق متوازن وليس الاستسلام”.
وقبل عقد مباحثات روما، التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بعدد من المسؤولين الأوروبين في باريس، وحض الدول الأوروبية على اتخاذ قرار بشأن تفعيل فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا في حال لم تمتثل إيران للاتفاق النووي.
يأتي ذلك فيما حذرت طهران من أنها قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا تم تفعيل آلية العقوبات.
ترامب يحذر إيران.. النووي خط أحمر
وخلال جولة المفاوضات جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراته والاسبوع الماضي قال: “أنا أؤيد منع إيران، بكل بساطة، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد لإيران أن تكون عظيمة ومزدهرة ورائعة”.
وأعاد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية خلال ولايته الأولى في عام 2018 فرض عقوبات صارمة على طهران، إحياء حملة “الضغط الأقصى” على إيران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير.
وتسعى واشنطن إلى إجبار إيران على وقف إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة عالية، والذي تعتقد أنه يهدف إلى بناء قنبلة ذرية.
ويعتقد بعض الخبراء أن التوصل إلى اتفاق دون الحصول على فكرة واضحة عن المخزون النووي الإيراني يعني أن المسؤولين الأميركيين لن يكون لديهم أي فكرة تقريبا عما إذا كانت إيران ستلتزم بالخطوط الأساسية الموضحة في الاتفاق.
وسبق وأعلنت إيران، التي قالت دائما إن برنامجها النووي سلمي، إنها مستعدة للتفاوض على بعض القيود مقابل رفع العقوبات، لكنها تريد ضمانات قاطعة بأن واشنطن لن تتراجع مرة أخرى كما فعل ترامب في عام 2018.
إيران تتجاوز الخطوط الحمراء.. والحلم النووي يتحقق
ومنذ عام 2019، انتهكت إيران وتجاوزت بكثير حدود الاتفاق النووي لعام 2015 بشأن تخصيب اليورانيوم، حيث أنتجت مخزونات أعلى بكثير مما يقول الغرب إنه ضروري لبرنامج الطاقة المدنية.
وصف مسؤول إيراني كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، موقف إيران التفاوضي بأنه “خطوط حمراء” تتمثل في عدم الموافقة مطلقًا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، أو وقف التخصيب تمامًا، أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015. كما ترفض إيران التفاوض بشأن القدرات الدفاعية، مثل الصواريخ
ولم تجرى مفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران منذ عام 2015، ومن المقرر أن تعقد محادثات روما بشكل غير مباشر من خلال الوسطاء العمانيين.