بعد وفاة البابا فرنسيس.. الفاتيكان في انتظار صعود «الدخان الأبيض»

بعد وفاة البابا فرنسيس.. الفاتيكان في انتظار صعود «الدخان الأبيض»

بوفاة البابا فرنسيس أسدل الستار على حياة بابا الفاتيكان، أصغر دولة في العالم مساحةً وسكاناً، لتنطلق من بعدها سلسلة من الطقوس العتيقة والبروتوكولات المُحكمة، كأنما الزمن يعود إلى قرون خلت.

عقب إعلان الأطباء رسميا وفاة البابا، يتقدم “الكاميرلينجو” – أو “خادم الغرفة” – لينادي البابا باسمه ثلاث مرات، وكأنه يحاول إيقاظه من سباتٍ أبدي. وعندما لا يأتي رد، يُحطم خاتمه الرسمي، رمز سلطته، لتبدأ مراسم الحداد حيث يكتسي الفاتيكان بالسواد حزناً على رحيل قائد أكبر كنيسة في العالم، وفق تقرير نشرته “العربية” 

أيام الحزن “التسعات” وتحنيط الجثمان

تتوالى أيام الحزن المعروفة بـ”النوفينديال”، أو “التسعات”، حيث يُحنط الجثمان ويرتدِي ثياباً كهنوتية ليُعرض في كاتدرائية القديس بطرس، حيث يتوافد الزعماء والمؤمنون لتوديعه. 

البابا فرنسيس بابا الفاتيكان  – الذي ولد في الأرجنتين قبل 88 عاماً – كسر التقاليد بدفنه في كاتدرائية “سانتا ماريا ماجوري” بدلاً من “سراديب الفاتيكان”، حيث يرقد أسلافه في توابيت حجرية فخمة، مفضلاً تابوتاً بسيطاً من الزنك والخشب. 

الانتخابات وصراع الأوراق البيضاء والدخان الأسود 

في غياب البابا، يتجمد اتخاذ القرارات المصيرية حتى ييتم اختار خلفه، حيث يجتمع الكرادلة في كنيسة “سيستين” كحُجّابٍ في محراب السر، مُحاطين بجدران تُذكّر بعظمة المهمة. 

ويجري التصويت ورقةً ورقة، وإذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية الثلثين، تُحرق الأوراق في موقد خاص، فيتصاعد دخانٌ أسود يعلن للعالم أن الانتظار سيطول. فيما تتكرر المحاولات أربع مرات يومياً، حتى إذا حسم الأمر، يتحول الدخان إلى أبيض، فيُعلن من شرفة القديس بطرس ميلاد بابا جديد. 

 الطريق إلى الدخان الأبيض قد يكون طويلا

لكن التاريخ يذكرنا بأن الطريق إلى الدخان الأبيض قد يكون طويلاً. ففي عام 1268، ظل الكرادلة عامين كاملين عاجزين عن الاختيار، حتى ثار الناس وأجبروهم على الانعزال في مكان مكشوف شتاءً، تحت تهديد الخبز والماء فقط، فلم يمضِ ثلاثة أيام حتى انبعث الدخان الموعود. أما في العصر الحديث، فيما شهد العام 2013 استثناءً نادراً باستقالة البابا بنديكت السادس عشر بسبب المرض، كسراً لتقليدٍ دام قروناً.