واشنطن توسّع ضرباتها في اليمن بعد تصعيد الحوثيين ضد إسرائيل والسفن الأميركية

واشنطن توسّع ضرباتها في اليمن بعد تصعيد الحوثيين ضد إسرائيل والسفن الأميركية

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

شنت القوات الأميركية، فجر الثلاثاء، موجة جديدة من الغارات الجوية استهدفت مناطق مختلفة من اليمن، في تصعيد مستمر ضمن الحرب المفتوحة بين واشنطن وجماعة الحوثي، على خلفية دعم الجماعة المسلحة للفلسطينيين في غزة واستهدافها المتكرر للسفن الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن.

تفاصيل الضربات الأميركية

وفق ما أفادت به وسائل إعلام تابعة للحوثيين، استهدفت الغارات الأميركية مواقع متعددة في العاصمة صنعاء، وتحديدًا منطقتي جربان بمديرية سنحان والجميمة ببني حشيش. كما شنت واشنطن غارتين على جزيرة كمران التابعة لمحافظة الحديدة، إضافة إلى 3 غارات على مديرية مجزر في محافظة مأرب.

وتأتي هذه الضربات في سياق حملة جوية أميركية متواصلة بدأت في 15 مارس 2025، قالت واشنطن إنها تهدف إلى وقف هجمات الحوثيين على السفن الدولية، وخاصة تلك التي تتهمها الجماعة بأنها مرتبطة بإسرائيل.

الحوثيون يهاجمون إسرائيل ومدمرتين أميركيتين

من جانبهم، أعلن الحوثيون مساء الإثنين أنهم استهدفوا موقعاً عسكرياً داخل إسرائيل بطائرة مسيّرة، بالتزامن مع هجوم مزدوج على مدمرتين أميركيتين في البحر الأحمر، باستخدام صواريخ مجنحة وطائرات دون طيار.

وجاء الهجوم الحوثي بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة قادمة من الشرق، قبل أن تدخل أجواء البلاد.

وتشير هذه التطورات إلى أن الحوثيين نفذوا تهديداتهم باستئناف الهجمات، التي كانوا قد أوقفوها مؤقتًا عقب سريان الهدنة في قطاع غزة خلال يناير الماضي، احتجاجًا على الحصار الإسرائيلي المتواصل للقطاع، واستئناف إسرائيل هجماتها على غزة منذ 18 مارس الجاري.
 

الخلفية: غزة تشعل البحر الأحمر

بدأت جماعة الحوثي المدعومة من إيران استهداف السفن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن منذ أكتوبر 2023، تزامنًا مع الحرب الإسرائيلية على غزة، التي وصفها الحوثيون بـ”الإبادة الجماعية المدعومة أميركياً”.

وتمثلت الهجمات الحوثية في ضربات صاروخية ومسيّرة ضد سفن تجارية وعسكرية، ما أدى إلى اضطرابات غير مسبوقة في خطوط الملاحة العالمية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 12% من حركة الشحن الدولية تمر عبر البحر الأحمر، ما دفع عددًا من الشركات إلى تغيير مساراتها والالتفاف حول القارة الإفريقية لتجنب المخاطر، وهو ما أدى إلى ارتفاع التكاليف وزيادة التأخير في الإمدادات العالمية.

الحملة الأميركية: ردع أم بداية مواجهة ممتدة؟

تواجه واشنطن تحديًا متزايدًا في اليمن، حيث تبدو الضربات الجوية غير كافية لردع الحوثيين الذين يربطون تصعيدهم مباشرة باستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.

ويرى مراقبون أن الغارات الأميركية، رغم قوتها النارية، لم تُغيّر من واقع الاشتباك، بل دفعت الجماعة نحو مزيد من الجرأة في استهداف مصالح أميركية وإسرائيلية، ما ينذر باحتمال انفجار جبهة جديدة طويلة الأمد في البحر الأحمر، ذات أبعاد إقليمية ودولية معقدة.