رسائل بين دمشق وترامب.. محادثات أمريكية-سورية تقلب الطاولة وتفتح باب السلام مع إسرائيل

رسائل بين دمشق وترامب.. محادثات أمريكية-سورية تقلب الطاولة وتفتح باب السلام مع إسرائيل

في تطور مفاجئ على الساحة السياسية الإقليمية ، كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأميركي وعضو لجنة القوات المسلحة، كوري ميلز، عن لقاء غير رسمي جمعه بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في العاصمة السورية دمشق، ناقشا خلاله شروط رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وإمكانية تحقيق السلام مع إسرائيل.

أحمد الشرع يستقبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأميركي 

الخطوة، التي تمّت برعاية مجموعة مؤثرة من الأميركيين السوريين، قد تكون بداية تحولات جديدة في الملف السوري المعقد.

زيارة غير رسمية تحمل رسائل رسمية

أوضح كوري ميلز، في تصريحات لوكالة بلومبرج، أنه قام بزيارة غير رسمية إلى دمشق الأسبوع الماضي ضمن مهمة لتقصي الحقائق، نظمتها مجموعة من الأميركيين السوريين المؤثرين. 
وخلال زيارته، التقى بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع في جلسة استمرت نحو 90 دقيقة.

الرئيس السوري أحمد الشرع  في قصر الشعب بالعاصمة دمشق

وكشف ميلز أنه سيقوم بنقل رسالة شخصية من الرئيس السوري إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون الكشف عن تفاصيل محتواها، ما يعكس وجود اتصالات غير معلنة قد تُمهد لتحول في مسار العلاقات بين واشنطن ودمشق.

مطالب أميركية واضحة لرفع العقوبات

أكد ميلز أن إدارة ترامب لا تنوي رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الرئيس بشار الأسد، ما لم يتم تحقيق تقدم حقيقي في عدة ملفات، أبرزها:

-تدمير ما تبقى من الأسلحة الكيميائية التي استخدمها النظام السابق.
-تقديم ضمانات أمنية لإسرائيل، تشمل آليات التنسيق في مجالات مكافحة الإرهاب.
-التعامل مع المقاتلين الأجانب الموجودين على الأراضي السورية بشكل شفاف.

وأشار إلى أن هذه الشروط ضرورية لأي نقاش محتمل حول تخفيف العقوبات أو إعادة سوريا إلى الحظيرة الدولية.

النظام الجديد يسعى لإنعاش الاقتصاد

من جهته، يسعى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى فتح قنوات تواصل مع واشنطن بهدف إنهاء العزلة الدولية المفروضة على سوريا. وأكد ميلز أن النظام الجديد في دمشق يبدي مرونة أكبر من سلفه، ويظهر رغبة حقيقية في استعادة الاستقرار، وخصوصًا الاقتصادي، في بلد أنهكته الحرب والصراعات منذ عام 2011.

يُذكر أن الولايات المتحدة خففت في يناير الماضي بعض العقوبات لأغراض إنسانية، لكن أي تحرك أوسع لا يزال مرهونًا برؤية خطوات عملية من النظام السوري الجديد.

تحول محتمل في العلاقات الدولية

المحادثات بين كوري ميلز والرئيس السوري تمثل تطورًا نوعيًا في الملف السوري، خاصة في ظل الوضع الإقليمي المتوتر، ومحاولات العديد من الأطراف الفاعلة إعادة رسم ملامح المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. 
وإذا تحققت شروط واشنطن، فقد نشهد قريبًا صفحة جديدة في العلاقات السورية-الأمريكية، وربما مفاوضات غير مسبوقة نحو اتفاق سلام مع إسرائيل.